المراحل الأكثر تعقيدا لم تبدأ بعد.. ماذا حققت إسرائيل بعد أسبوعين من التوغل البري في غزة؟
مارينا فيكتور مصر 2030لا تزال الصورة غير واضحة عن مدى التقدم الذي أحرزته إسرائيل في تحقيق أهدافها المتمثلة بالقضاء على حركة حماس، بعد نحو أسبوعين من إعلان الجيش الإسرائيلي توسيع عملياته العسكرية في غزة.
وربما أن المراحل الأكثر تعقيدا من الحرب لم تبدأ بعد، وفقا لـ"وول ستريت جورنال".
وجاءت العملية العسكرية في قطاع غزة، ردا على هجوم الحركة الذي شنته في السابع من الشهر الماضي على جنوب إسرائيل.
وردا على ذلك شنت إسرائيل حملة قصف مكثفة على قطاع غزة وباشرت قواتها منذ 27 أكتوبر عملية برية واسعة في شماله، قتل فيها حتى الآن أكثر من 34 جنديا إسرائيليا وأصيب 260 آخرون، وفقا للجيش الإسرائيلي.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن تقدُّمَه "جيد بشكل استثنائي ضد الإرهابيين على الأرض وتحت الأرض"، مشددًا على "أننا سنستمر حتى القضاء على حماس" و"لن يوقفنا شيء".
وتابع "لقد حددتُ أهدافا، لكنني لم أحدد جدولا زمنيا لأن الأمر قد يستغرق وقتا أطول". مضيفًا "نمضي قدما خطوة بخطوة، بحيث نقلل من خسائرنا بينما نحاول التقليل والتخفيف من الخسائر المدنية وزيادة خسائر إرهابيي حماس إلى أقصى حد، وحتى الآن، أعتقد أن كل شيء يسير على ما يرام".
ماذا تحقق حتى الآن؟
قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، إنه بدأ بتضييق الخناق على "قلب الأنشطة الاستخباراتية والعملياتية" لحركة حماس في منطقة بمدينة غزة بالقرب من مستشفى الشفاء.
وأعلن عن قتل عدد من كبار قادة في حماس، إضافة إلى تدمير مئات الأهداف للحركة المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وأعلنت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة حماس في وقت سابق تدمير 136 مدرعة وآلية عسكرية إسرائيلية منذ بدء التوغل البري.
واليوم الجمعة أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على موقع (إكس) السيطرة على "موقع بدر" التابع لكتيبة الشاطئ لحماس وقتل 150 مسلحا من الحركة.
وأضاف أن القوات الإسرائيلية سيطرت على موقع "السفينة" المخصص لصناعة الوسائل القتالية، ودمرت مواقع إطلاق القذائف الصاروخية وشبكة تحت أرضية.
ووصلت القوات الإسرائيلية المناطق الحضرية في شمال غزة بسرعة فاجأت حتى قادتها، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال".
في الثاني من الشهر الجاري أعلن الجيش الإسرائيلي "تطويق" مدينة غزة الواقعة في الجزء الشمالي من القطاع، بعد أن توغلت قواته والمركبات المدرعة في وسط قطاع غزة، لتعزل مدينة غزة عن بقية القطاع.
وتقدمت قوات أخرى جنوبا على طول الساحل ومن الشمال الغربي، لتطوق الشبكة الحضرية حيث يعتقد أن معظم مسلحي حماس يتمركزون فيها.
استراتيجية إسرائيل في التوغل البري
يؤكد محللون أن استراتيجية إسرائيل تتمثل في قتل أكبر عدد ممكن من مسلحي حماس، الذين تقدر أعدادهم بنحو 20 إلى 40 ألف مسلح.
في العديد من المناطق التي توغلت فيها القوات الإسرائيلية، أنشأ المهندسون قواعد عمليات مؤقتة محاطة بحواجز رملية، تضغط منها القوات على عمق المدينة في اتجاهات متعددة.
ويقول ضباط إسرائيليون إنهم لا يخططون للقتال داخل الأنفاق التي تعتمد عليها حركة حماس لأنها يمكن أن تكون مفخخة، وبدلا من ذلك، تقوم بتدميرها.
مستشفى الشفاء
يتهم الجيش الإسرائيلي حركة حماس باستخدام المستشفى غطاء لإخفاء مداخل الأنفاق ومراكز العمليات.
ومؤخرا أصدر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي صورا ورسوما بيانية وتسجيلات صوتية يقول إنها تظهر أن حماس تستخدم مستشفى الشفاء لإخفاء مواقع قيادة ونقاط دخول إلى شبكة الأنفاق واسعة النطاق أسفل القطاع.
بالمقابل تنفي حركة حماس والسلطات الصحية ومديرو مستشفى الشفاء إخفاء الحركة بنية تحتية عسكرية داخل مجمع المستشفى أو تحته، وقالوا إنهم سيرحبون بتفتيش دولي للمنشأة.
بالتالي ربما أن المراحل الأكثر تعقيدا من الحرب لم تبدأ بعد، وفقا لـ"وول ستريت جورنال".
ونقلت الصحيفة عن نقيب إسرائيلي قاد وحدة دبابات احتياطية إلى شمال غزة في الأيام الأولى للتوغل وقاتل في قلب المدينة: "كلما توغلنا أكثر، أصبحت المعركة أصعب".