لماذا أثارت ضربة مسيّرة إيلات قلق جيش الاحتلال الإسرائيلي؟
مارينا فيكتور مصر 2030تحمل حادثة الطائرة المسيّرة التي تحطمت في المدينة الواقعة جنوبي إسرائيل الخميس تفاصيل "استثنائية" وتبدو لافتة، رغم أنها ليست الأولى التي تستهدف إيلات، كما يرى خبراء ومراقبون، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالمسار الذي سلكته، أو الجهة التي أطلقتها، والتي وصفها جيش الاحتلال بـ"منظمة" تنشط في سوريا.
وردا على "المسيّرة" التي تحطمت على مدرسة أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، تنفيذ ضربة على "المنظمة" في سوريا، ولم يذكر اسمها بالتحديد أو مكان نشاطها.
واليوم الجمعة أعلن حزب الله اللبناني مقتل 7 من عناصره، دون تحديد مكان مقتلهم، وهي المرة الأولى التي يعلن فيها حزب الله في بيان واحد مقتل دفعة من عناصره.
وتعهد جيش الاحتلال أيضا "بالرد بشدة على أي محاولة للإضرار بأراضي دولة إسرائيل"، وأضاف الناطق باسمه، أفيخاي أدرعي الجمعة: "نتابع عن كثب عمل الوكيل الإيراني انطلاقا من سوريا ضد دولة إسرائيل".
وشدد أدرعي على تحميل النظام السوري المسؤولية بقوله: "بغض النظر عن اسم هذه الجهة الإرهابية فإن النظام السوري يتحمل كامل المسؤولية عما ينطلق من اعتداءات إرهابية ضد إسرائيل".
ويعتبر إطلاق "مسيرة" من سوريا ووصولها إلى إيلات حادثة لافتة وأولى من نوعها، ويراها خبراء "اختراقا له وجهة واحدة وتفسيران".
وقال الجيش الإسرائيلي إن هذه المسيرة التي انفجرت في إيلات "تثير القلق"، وفقا لما نقلت رويترز.
ماذا يقول الخبراء؟
تشير صور حطام الطائرة حسب ما يلاحظ محلل الدفاع في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في بريطانيا، فابيان هينز إلى أنها "إيرانية من طراز شاهد 101، وطورها الحرس الثوري، ويبلغ مداها 600 كيلومترا".
وهذا المدى "هو أكثر من نطاق كافٍ لاستهداف إيلات من سوريا"، كما يقول هينز لموقع "الحرة".
ويرى الباحث المختص بالشأن الإيراني ضياء قدور، وفق ملاحظته أنها من نوع "شاهد 101"، وأن "ما تسمى بالمقاومة الإسلامية في العراق كانت قد كشفت عنها في أثناء ضربها القواعد الأميركية".
ولم يتم رصد "شاهد 101" في السابق "إلا في الخدمة مع الميليشيات الشيعية العراقية، التي استخدمتها لاستهداف القواعد الأمريكية"، وفق هينز، مضيفا أنها "نظام صغير إلى حد ما مقارنة بطائرات بدون طيار انتحارية إيرانية أخرى، مما يجعل اكتشافها أمرا أكثر صعوبة".
وجاءت حادثة المسيّرة في إيلات بينما كان الحوثيون في اليمن يواصلون الإعلان عن قصفهم إسرائيل بصواريخ بالستية وطائرات بدون طيار.
ومع أن هذه الحوادث أكدها الجانب الإسرائيلي، لم يسبق وأن وصلت "مسيّرة" إلى إيلات، دون أن تعترضها الدفاعات الجوية.
"وجهة وتفسيران"
ولم يقدم الجانب الإسرائيلي كثيرا من التفاصيل المتعلقة بحادثة المسيّرة التي ضربت إيلات ومسار عبورها أو"المنظمة" المسؤولة عنها، ومع ذلك يكشف الناطق باسمه أدرعي بوجود "أصابع إيرانية"، عندما قال: "نتابع عن كثب عمل الوكيل الايراني انطلاقا من سوريا".
ويمكن للطائرات بدون طيار إجراء تحويلات وبرمجتها لتغيير المسار أثناء الرحلة، وتسمح هذه الآلية لها "بالهجوم من زوايا غير متوقعة، مما يوفر ميزة عندما يتعلق الأمر بالدفاعات الجوية".
وكان الإسرائيليون في إيلات يتوقعون أن تأتي طائرات بدون طيار من الجنوب، أي من اليمن، و"ربما فاجأتهم طائرة بدون طيار قادمة من الشرق أو الشمال الشرقي بعد التحليق عبر الأردن"، وفق تحليل هينز.