«سحب الحيوانات المنوية من القتلى».. جنون إسرائيل يتواصل منذ «طوفان الأقصى»
عبده حسن مصر 2030في واقعة تبدو هي الأغراب منذ بداية الهجوم التي شنته المقاومة الفلسطينية على الاحتلال الإسرائيلي، قرر الاحتلال سحب حيوانات منوية من وفياتهم لضمان بقاء نسلهم.
ووافقت وزارة الصحة الإسرائيلية على سحب حيوانات منوية من قتلى إسرائيل بعد عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة حماس في 7 أكتوبر، وبالفعل تم سحب حيوانات منوية من 33 رجلاً، بينهم 4 مدنيين والبقية جنود، لتجميدها وتوفير فرص الإنجاب.
كما تم إلغاء الشرط القضائي الذي كان يتعين على الأرامل الحصول على إذن لسحب الحيوانات المنوية بسبب الحرب.
وقد ذكرت "هآرتس" أن وزارة الصحة أنشأت وحدة خاصة تعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع بالتعاون مع الجيش والمستشفيات التي تحتوي على بنوك حيوانات المنوية.
ويتم إخطار العائلات بخيار سحب الحيوانات المنوية في أسرع وقت ممكن بعد وفاة الزوج أو الابن، فيتعين سحب الحيوانات المنوية خلال 24 ساعة لزيادة فرص بقائها على قيد الحياة عند فك تجميدها للتخصيب.
وبالرغم من ذلك، يشير خبراء إسرائيليون إلى أنه يمكن استعادة الحيوانات المنوية حتى بعد عدة أيام من الوفاة، حتى عندما لا تكون قادرة على الحركة.
ومن جانبه قال يوفال أور، رئيس وحدة التلقيح الصناعي في مركز كابلان الطبي بمدينة رحوفوت وسط إسرائيل: "نسعى لاختيار الحيوانات المنوية ذات الحركة النشطة، ورغم أن عدم حركتها لا يعني بالضرورة أنها ميتة، إلا أننا على دراية بكيفية استعادة حركتها بعد تجميدها".
وفي يوليو 2023، نادى أحد آباء الجنود الإسرائيليين من أجل قانون جديد يسمح للأهل باستخدام الحيوانات المنوية لأبنائهم الذي قتلوا أثناء الخدمة العسكرية أو في أرض المعركة من أجل استخدامها لاحقاً للتلقيح في المختبر.
وقتل الرقيب الأول عميت بن يغال خلال عملية عسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي عام 2020، بعدما تلقى حجرا كبيرا في الرأس وكان عمره آنذاك 21 عاماً تقريباً.
وحسب تقرير نشرته شبكة "آي بي سي" الأمريكية، فإن الجيش الإسرائيلي اتصل بوالد عميت بن يغال، واسمه باروخ، سائلاً إياه ما إذا كان يريد استخراج نطف ابنه في نفس اليوم الذي قُتل فيه.
ويزعم التقرير بأن الوالد لم يكن يعرف أن تلك العمليات تُجرى أساساً، مع ذلك وافق على العرض الذي تقدم به الجيش مباشرة.
ثمة قانون إسرائيلي ساري المفعول حالياً، وينظم مسائل الخصوبة، يجيز لزوجات العسكريين الذين يُقتلون الحصول على نطف أزواجهم من أجل عمليات الإخصاب المخبرية. لكن القانون يمنع تسليم تلك النطف لأهل العسكري القتيل وهذا ما يطالب به باروخ بن يغال الآن.
وقال بن يغال إن هناك أهمية الحفيد تكمن في الاستمرارية، في أن يكون هناك من صلبه طفل في العالم، في أن يكبر ويتزوج يؤسّس عائلة وأن يقول والدي بطل من إسرائيل.
كما حاز مشروع القانون على دعم قوي في الكنيست خلال القراءة الأولى ولكن مع ذلك هناك من ينظر للمسألة من زاوية الاعتبارات الأخلاقية.
والجدير بالذكر أنه منذ بداية عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، بلغ عدد الشهداء حتى الآن 10812 شخصاً، وفقاً لوزارة الصحة في غزة.