مفاضلة بين «من يعيش ومن يموت».. مستشفيات غزة تواجه أقسى اختبار على الإطلاق
مارينا فيكتور مصر 2030تستعد مستشفى الرنتيسي للأطفال داخل قطاع غزة، لعملية إخلاء، بعدما وصلها تهديدًا بالقصف.
وتقول إدارة مستشفى الرنتيسي للأطفال في قطاع غزّة إنها تلقّت تحذيراً من السلطات الإسرائيلية بإخلاء المكان تمهيداً لقصفه.
يقول الدكتور مصطفى الكحلوت، مدير المستشفى، في تصريحات صحفية له، إن إدارة المستشفى تلقت اتصالاً تحذيرياً بإخلاء المكان من المرضى والنازحين.
ويؤكد أن التحذير لا يقع في نطاق التهديد، إذ تعرَّضت جنبات المستشفى ومحيطه للقصف صباح يوم السبت الماضي.
وتابع: "الأمور في المستشفى ربما تخرج عن السيطرة قريباً وستكون حياة نزلاء المستشفى على المحك إذا استمر الوضع على ما هو عليه لعدة أسباب، أبرزها أن مستشفى الرنتيسي أكبر مستشفيات الأطفال في فلسطين ويضم جميع أقسام تخصصات الأطفال".
وبحسب الكحلوت، فإن أدوية أمراض أورام الأطفال والفشل الكلوي على وشك النفاد، بالإضافة إلى أن الوقود بات في آخر مراحله ما ينذر بخروج المستشفى من الخدمة تماماً.
ويوضح أن "إخلاء المستشفى" يعني خروج ما يزيد على 120 طفلاً مريضاً في جميع التخصصات إلى العراء بلا مأوى، وتشريد 3000 نازح أيضاً.
ويتخوف الكحلوت من أن استمرار الوضع على ما هو عليه من نقص الأدوية والوقود، مشيراً إلى أن ذلك سيؤدي إلى لجوء المستشفى إلى المفاضلة بين الأطفال لمَن يُعالج أو يموت خلال الأيام والساعات المقبلة.
وتأتي هذه الأزمة الكبيرة، بينما تعاني المستشفى من نقص المواد الغذائية للنازحين والأطفال المرضى على حد سواء، بما يؤثر بشكل مباشر على الحالة الصحية للمرضى الذين هم أصلاً يُعالجون من أمراض خطيرة.
ولم يستقبل المستشفى منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر الماضي أي أدوية جديدة بيد أن السبب في بقائه صامداً هو أن كثيراً من المرضى لم يتمكنوا من المجيء إلى المستشفى خلال الأيام الأخيرة بسبب ويلات الحرب، ما وفّر أدوية وصلت إلى مراحلها الأخيرة خلال هذه الأيام، وفقاً لمدير المستشفى.