حرب غزة باتت عبئا استراتيجيا على أمريكا.. كيف ستؤثر على الانتخابات الرئاسية؟
مارينا فيكتور مصر 2030تتزايد الضغوط على الإدارة الأمريكية، مع مرور شهر على اندلاع الحرب في قطاع غزة، للتخلي عن دعمها الواسع عسكريا وسياسيا للحكومة الإسرائيلية وإجبارها على القبول بـ"هدنة إنسانية"، ووقف القتال الذي أودى بحياة ما يزيد عن 10 آلاف شخص، مع إصابة ما يربو عن 24 ألفًا آخرين.
كما يواجه الرئيس جو بايدن ذاته ضغوطا متزايدة في الداخل والخارج لإجبار إسرائيل على اتخاذ خطوات لتقليل الضرر تجاه المدنيين، إذ أظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز، أن أغلبية كبيرة من الأمريكيين تريد من بلادهم أن تتفاوض لإبعاد سكان غزة عن طريق الخطر.
ورفضت إسرائيل مرارا الدعوات المتزايدة لوقف إطلاق النار، بزعم سماحها لعناصر حركة حماس، بإعادة تنظيم صفوفهم.
كيف ستؤثر حرب غزة على الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟
يبدو أن الحرب الدائرة في غزة سيكون لها تأثير مباشر على الانتخابات الرئاسية الأمريكية المزمع إجراءها في نوفمبر العام المقبل.
وأظهرت استطلاعات حديثة للرأي تأثر شعبية الرئيس الراهن جو بايدن بشكل سلبي لعدة أسباب كان من بينها الدعم المُطلق الذي قدمته إدارته لإسرائيل في حربها على غزة.
ويتوقع خبراء استراتيجيين، أن تحمل الانتخابات الأمريكية المقبلة العديد من المفاجآت خاصة في ضوء تتابع الأحداث الدولية التي تلعب فيها الولايات المتحدة دورا محوريا، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية الداخلية والتي تمثل عاملا محوريا بالنسبة للناخب الأمريكي.
لماذا تراجعت شعبية بايدن؟
ويقول عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي مهدي عفيفي إنه هناك حالة من عدم الرضا نتيجة الدعم المطلق العلني لإسرائيل يقتنع الأمريكيون أنه قد شجعها على ارتكاب جرائم بحق الشعب الفلسطيني.
ويواجه بايدن داخل الكونجرس، حالة من نقم من جانب التيار التقدمي أو اليساري، كما يواجه غضب من الأمريكيين من أصول عربية مسلمة وهي فئة كانت تناصر بايدن بشكل كبير، وذلك سيؤثر بلا شك على حظوظه الانتخابية.
وسيدفع بايدن بلا شك ثمن دعمه المطلق لإسرائيل، فضلا عن استياء الأمريكيين من تصريحات الرئيس التي وصف فيها نفسه بأنه صهيوني، كما قال وزير خارجيته أنه ذهب لإسرائيل كونه يهودي وليس دبلوماسي في سابقة هي الأولى في تاريخ الولايات المتحدة.
هناك غضب أيضا تجاه الآلية التي تتعامل بها إدارة بايدن مع المطالب الخاصة بوقف إطلاق النار، وهي لم تمارس ضغوطا على إسرائيل بهذا الصدد بل تشجعها على سفك المزيد من الدماء.
وبات الكثير في الداخل الأمريكي وخارجه ينظرون للحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة بأنها تمثل "عبئًا استراتيجيا"، بالنظر لتداعياتها على مستقبل الأمن في الولايات المتحدة وأوروبا بشكل عام مع تنامي الغضب من تزايد عدد القتلى في غزة.
وكان بارزًا ما كشفت عنه صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، التي حصلت على مذكرة انتقد خلالها بشدة مسؤولو وزارة الخارجية، تعامل إدارة بايدن مع الحرب بين إسرائيل وحماس، مشددين على أنه يجب على الولايات المتحدة أن تكون مستعدة لانتقاد الإسرائيليين علنا.
وتتضمن المذكرة طلبين رئيسيين، أن تدعم الولايات المتحدة وقف إطلاق النار، وأن توازن بين رسائلها الخاصة والعامة تجاه إسرائيل، بما في ذلك توجيه انتقادات للتكتيكات العسكرية الإسرائيلية ومعاملة الفلسطينيين التي تفضل الولايات المتحدة عموما الاحتفاظ بها سرا.