أعطال وإخفاقات متكررة.. لماذا لا تصمد ”القبة الحديدية”؟
مارينا فيكتور مصر 2030مع تكاثُر الأعطال والإخفاقات التي لاحقتها "القبة الحديدية"، منذ اندلاع الحرب في غزة 7 أكتوبر الماضي، يتساءل الكثيرون بشأن جدواها وآلية عملها.
وكان آخر هذه الإخفاقات انحراف صاروخ إسرائيلي وسقوطه بشكل حر فوق منطقة ريشون لتسيون قرب تل أبيب، يوم الإثنين.
وفي اليوم الأول للحرب، أطلقت الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها "حماس"، 5 آلاف صاروخ على إسرائيل، بشكل يفوق قدرة هذه المنظومة على الاعتراض، وهو ما تسبّب في عدم قدرتها على اعتراض الكثير منها.
رغم أن جيش الاحتلال الإسرائيلي برّر سقوط هذا الصاروخ بأنه ناتج عن "خطأ تقني" فإن هذا الإخفاق تكرر أكثر من مرة منذ تصاعد رقعة الصراع الدائر بين إسرائيل وحركة حماس.
لماذا لا تصمد "القبة الحديدية"؟
على مدار الأسابيع الماضية، شككت تقارير غربية في قدرة تلك المنظومة، التي تُوصف بـ"حصن إسرائيل الدفاعي"، على الصمود حال اتساع صراع غزة، وتحوّله إلى نزاع إقليمي.
قالت وكالة "بلومبيرج"، في تقرير سابق، إن منظومة القبة الحديدية "قد لا تتحمّل الضربات الصاروخية في حال اتساع رقعة النزاع في الشرق الأوسط".
حسب الوكالة الأمريكية، فإن نسبة اعتراض "القبة" للصواريخ انخفضت من 90 بالمائة إلى نحو 80 بالمائة، ما يعني سقوط المزيد من الصواريخ على المدن الإسرائيلية إن قامت "حماس" أو جماعات أخرى بتكثيف هجماتها الصاروخية.
وأشارت إلى أن "إسرائيل ستتحوّل من اعتراض صواريخ حماس إلى تدمير منصات إطلاقها".
تقول تقارير عسكرية إن القبة تحتوي على جهاز رادار ونظام تعقب وبطارية مكوّنة من 20 صاروخا اعتراضيا تسمّى "تامير"، حيث يقوم الرادار بتتبع القذائف والصواريخ مجهولة المصدر، ثم تتنبّأ البرامج المتقدمة بمسارها، وبناءً عليها توجه الصواريخ الاعتراضية.
وعلى الرغم من تكلفة المنظومة المرتفعة جدا، والتي يبلغ سعر المنظومة الواحدة 55 مليون دولار، فإنها تعاني عيوبا سُجلت بشأن فعاليتها، ومن أبرزها:
لا تتعامل مع قذائف الهاون من عيار 120 ملم وما دون ذلك.
لا تدمّر الصواريخ التي تقل مسافتها عن 4 كيلومترات لقصر مسافة الانطلاق.
صواريخها تحوم حول القذائف حتى تصطدم بها، وكلما طال مدى الصاروخ استغرق الأمر وقتا أطول لحساب مساره، وأي انحراف يمكن أن يؤدي إلى تغيير كبير جدا في نقطة الاصطدام.
يتطلب اعتراض الذخائر طويلة المدى رادارات أخرى بخلاف الموجودة بالقبة والتي يبلغ مداها 4.5 كيلومتر كحد أدنى.
أسباب "انحراف" صواريخ إسرائيل
خلال الحرب الحالية ومع كل فشل بأداء النظام الدفاعي الإسرائيلي ضد الهجمات الفلسطينية، يعود إلى الواجهة الجدل بشأن قدرة القبة الحديدية على حماية سماء إسرائيل، رغم أن بعض التقارير تصفها بـ"أعجوبة تكنولوجية" بعد التطوير الذي شهدتها لمدة 3 سنوات عقب دخولها الخدمة في عام 2010.
في وقت سابق، أقرّت إسرائيل بتراجُع قدرة القبة الحديدية على اعتراض الصواريخ الفلسطينية، وذلك أمام تحسّن القدرة الصاروخية لفصائل المقاومة بعد الاختراق المتكرّر لتلك المنظومة.
وتستغل الفصائل الفلسطينية نقاط ضعف القبة ولديها دراية كاملة بقدراتها، كما تحسب عدد الرشقات الصاروخية التي تُطْلَق لتشتيت تلك المنظومة.
وخلال الحرب الحالية، ظهرت عيوب كبيرة في القبة الحديدية، واعتمدت إسرائيل على التكنولوجيا وتناست تحديث منظومات الأمن وقدرة أفرادها على إدارة منظومات الدفاع.