ذكرى وعد بلفور المشؤوم.. 106 أعوام والفلسطينيون يدفعون الثمن بدمائهم
مارينا فيكتور مصر 2030مر 106 أعوام على وعد بلفور الذى رسم خط البداية، ولا تزال فلسطين تعانى منه حتى هذه اللحظة، إذ كان واحدا من الأحداث المؤسفة فى العالم.
وجاء هذا الحدث على خلفية قيام وزير الخارجية البريطانى آرثر جيمس بلفور بإرسال رسالة إلى اللورد ليونيل وولتر دى روتشيلد يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين، وهى الرسالة التى عرفت باسم وعد بلفور، وذلك فى مثل هذا اليوم 2 نوفمبر عام 1917.
وتتزامن الذكرى السنوية الـ106 لوعد بلفور مع قرب دخول الحرب على غزة شهرها الأول، والتى تسببت فى الكثير من الدمار والألم فى نفوس الفلسطينيين.
وعد بلفور
التفتت بريطانيا إلى فكرة تهجير اليهود إلى وطن لهم، تحديدا عام 1902 فقد عزمت الحكومة البريطانية، على منح اليهود وطنا لهم فى شرق أفريقيا ثم فكر فى تسكينهم بمدينة العريش المصرية.
لم تنجح هذه المحاولات وخلال الحرب العالمية الأولى نشطت الحركة الصهيونية وتواصلت مع ألمانيا وبريطانيا ورجال السياسة فى هذه الدول من أجل إقناعهم بأن فكرة الوطن القومى لليهود سيصب فى مصلحتهم.
وأكدوا لهم أن دولتهم المزعومة ستكون حافزا لليهود فى الولايات المتحدة الأمريكية للضغط على الحكومة هناك من أجل مناصرة الحلفاء.
وفى يونيو عام 1917، التقى زعيم الحركة الصهيونية العالمية حاييم وايزمان ووالتر روتشيلد باللورد البريطانى كتشنر، فى يونيو 1917 حيث طلب قائد الجيش البريطانى من زعماء الحركة الصهيونية صياغة مسودة بيان يعكس رؤية الحركة الصهيونية حول فلسطين ليتم صياغته إلى بيان يعرض على الحكومة البريطانية للنظر فيه، ثم أصدرت الحكومة البريطانية هذا الوعد المشؤوم.
نص وعد بلفور
وكان نص وعد بلفور الآتى: "تنظر حكومة صاحب الجلالة بعين العطف إلى إقامة وطن قومى للشعب اليهودى فى فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جليا أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التى تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة فى فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسى الذى يتمتع به اليهود فى أى بلد آخر".
وعلى مدى عقود، طالب الفلسطينيون بريطانيا بالاعتذار وتحمل المسؤولية التاريخية عن هذا الوعد الذى يطلقون عليه "وعد من لا يملك لمن لا يستحق".
وتحل الذكرى هذا العام فى وقت يشتكى فيه الفلسطينيون من الدعم البريطانى لإسرائيل فى حربها فى غزة.
والغالبية من سكان قطاع غزة هم من اللاجئين الذين تم تهجيرهم من قراهم ومدنهم عام 1948 كنتيجة لهذا الوعد، وباتوا يخشون التهجير مجددا.
فالفلسطينيون يعتبرون إنه ما كان لنكبة عام 1948 أن تحدث لولا هذا الوعد الذى يطلقون عليه وصف "المشؤوم".
ومؤخرا، اشتكى الرئيس الفلسطينى محمود عباس من أن بريطانيا لم تكن وحيدة المسؤولة عن هذا الوعد وإنما شاركتها فيه الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية أخرى.
ووافق الفلسطينيون على الحل المؤلم القاضى بإقامة دولة فلسطينية على 22% من أرض فلسطين التاريخية مع الاعتراف بوجود إسرائيل على باقى الأرض ولكن حلمهم بالدولة على هذه المساحة ما زال بعيد المنال.
ومع استمرار الحرب فى غزة، فإن الفلسطينيين يخشون التهجير مجددا مع تطورات الحرب التى تحصد أرواح الآلاف بمن فيها نساء وأطفال.