هكذا غيرت الحرب وجه السودان في 200 يوم من الدمار
مارينا فيكتور مصر 2030تتسع رقعة القتال والخسائر والدمار الواسع يومًا بعد يوم، في السودان، حيث طال الخراب العاصمة الخرطوم وعدد من المدن الغربية، وسط تشاؤم كبير حيال حل نهائي للأزمة التي أحدثت تغييرا كبيرا في وجه البلاد، في مئويتها الثانية.
وصلت الخسائر البشرية إلى أكثر من 10 آلاف شخص، منذ اندلاع القتال في منتصف أبريل وحتى الآن تشرد نحو 8 ملايين إلى مناطق داخل وخارج البلاد.
واستمر توقف أكثر من 70% من النشاط الاقتصادي، واتسعت رقعة الجوع لتطال أكثر من 24 مليون من سكان البلاد البالغ عددهم نحو 42 مليون نسمة.
مفاوضات متعثرة
وعلى الرغم من استئناف مفاوضات السلام في مدينة جدة الأسبوع الماضي؛ إلا أن وتيرة القتال اتسعت بشكل ملحوظ خصوصا في إقليم دارفور بغرب البلاد بعدما تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على مدينتي نيالا وزالنجي الاستراتيجيتين.
ووصلت نسبة سيطرتها على مجمل مناطق الإقليم الأكبر في البلاد إلى أكثر من 70%، إضافة إلى نحو 90% من العاصمة الخرطوم ومدن ومناطق أخرى في إقليم كردفان.
موجات النزوح
ومع احتدام القتال وتزايد القصف الجوي والأرضي؛ شهدت مدن العاصمة الثلاثة 'الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري" المزيد من موجات النزوح لتتحول أكثر من 80% من تلك المدن إلى مناطق شبه خالية تماما من السكان.
ويواجه العالقون أوضاعا إنسانية وأمنية بالغة التعقيد وسط تقارير عن انعدام المخزون الغذائي خصوصا في أحياء وسط مدينة ام درمان شمال الخرطوم.
وتتزايد الأوضاع الصحية سوءً في ظل خروج أكثر من 80% من المستشفيات عن الخدمة والنقص الحاد في الأدوية المنقذة للحياة؛ وانتشار الحميات والأمراض المعدية التي حصدت أرواح المئات في عدد من أقاليم البلاد.
انكماش اقتصادي
ويتوقع البنك الدولي انكماش نمو البلاد إلى سالب 12% خلال العام الحالي وذلك بسبب تداعيات الحرب التي أدت إلى توقف عجلة الإنتاج في معظم مناطق البلاد، وهبوطا حادا في قيمة الجنيه السوداني.
ويتم تداول الدولار الواحد حاليا بأكثر من ألف جنيه في السوق الموازي مقارنة مع نحو 600 جنيه قبل اندلاع الحرب.
وفقدت معظم الأسر السودانية مصدر دخلها لترتفع معدلات الفقر إلى أكثر من 60% وسط شح حاد في السلع الغذائية.
خسائر ضخمة
قتل أكثر من 10 آلاف شخص وشرد نحو 8 ملايين شخص من مناطقهم الأصلية خلال الأشهر السبع التي تلت اندلاع الحرب في منتصف أبريل.
تعرض أكثر من ألف مبنى حكومي وخدمي على الأقل لدمار كامل أو جزئي من بينها مباني تاريخية كالقصر الجمهوري والمتاحف القومية، وعدد من أبراج الوزارات والبنوك.
كما أحدثت الحرب دمارا واسعا في البنية التحتية شمل جزءا كبيرا من شبكات المياه والكهرباء والطرق والجسور وغيرها من المرافق الحيوية.
توفي أكثر من ألف شخص من مرضى الكلى والأمراض المزمنة الأخرى بسبب نقص الأدوية والرعاية الطبية، وإصابة 100 الف على الأقل بالملاريا ونحو 3500 بحمى الضنك و1450 بالكوليرا والاسهالات المائية خلال 3 أشهر بحسب منظمات الأمم المتحدة.