مهرب أسلحة وناهب قوت فقراء اليمن.. من هو الحوثي علي سعيد الرزامي؟
مارينا فيكتور مصر 2030لعب دورا محوريا في تهريب الأسلحة لمليشيات الحوثي، لكنه مؤخرا تراجع دوره ليتم تعيينه في منصب هامشي.
إنه القيادي الحوثي البارز علي سعيد جابر ملفي الرزامي، المكنى "أبو زيد"، الذي قدم العديد من أشقائه قرابين للحوثي، وظل لسنوات أحد الأذرع العسكرية الوثيقة لزعيم المليشيات الانقلابية.
لعب الرزامي دورا محوريا في تهريب الأسلحة لمليشيات الحوثي وظل لسنوات ضمن القادة العسكريين القلائل المقربين من زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي.
كما أن عائلته لعبت دورا كبيرا في انتشال الحوثيين بعد مقتل مؤسس الجماعة حسين بدرالدين الحوثي في الحرب الأولى في مران صعدة 2004، لتوجد هذه العائلة حاضنة للمليشيات من خارج السلالة الحوثية ووسط قبائل صعدة.
وبالنسبة لموقف ابن عمومته عبدالله عيضة الرزامي، والذي بات يمثل مصدر قلق لزعيم المليشيات بسبب تنامي نفوذه ومحاولته إحياء أمجاد حسين الحوثي في صعدة.
شق علي سعيد الرزامي طريقه الخاص مستغلا قربه من زعيم المليشيات الحالي عبدالملك الحوثي، والذي لجأ مؤخرا إلى تهميشه وتعيينه في منصب شكلي لتحجيم نفوذه.
وعلي سعيد الرزامي هو المطلوب رقم 34 ضمن قائمة تشمل 40 قياديا إرهابيا باعتباره أحد المسؤولين عن تخطيط وتنفيذ ودعم الأنشطة الإرهابية المختلفة وتم رصد مكافأة للإدلاء بأي معلومات عنه تُفضي إلى القبض عليه أو تحديد مكان تواجده بمبلغ قدره 5 ملايين دولار.
عنصرية مليشيات الحوثي
وتقدم قصة علي سعيد الرزامي دلالة جديدة على عنصرية مليشيات الحوثي، التي تتعمد تهميش الأسر الموالية لها باعتبارها من خارج السلالة حتى وإن قدمت التضحيات الجسام في سبيل تمدد المشروع الطائفي للجماعة.
النشأة والتعليم
نشأ علي سعيد الرزامي وتعلم في المدارس الدينية الحوثية التي أسستها المرجعيات الروحية قبل ولادة الجماعة منها جامع القاضي في بلدة "بني معاذ" بمديرية سحار، الذي كان يديره صلاح فليته وما يسمى مركز المصطفى الواقع في مديرية ضحيان شمال صعدة ومركز "الأنوار المحمدية" في "الرزامات" شرق المحافظة.
كما كان علي سعيد الرزامي من أوائل من وجههم مؤسس المليشيات حسين الحوثي بفتح جبهات قتالية في همدان صعدة، إلى جانب شقيقه "أحمد" المكنى "أبو هدى"، والذي يعد أحد كبار قادة الحوثي وعمل كمسؤول للحماية الشخصية لزعيم المليشيات لسنوات قبل أن يقتل لاحقا خلال المعارك.
وتشير المعلومات إلى أن زعيم المليشيات الحوثية اعتمد على الرزامي كذراع لتكريس نفوذه في بلدة "العقيق" وفي مناطق متعددة في "رزام همدان" في صعدة وكقائد لمحور كتاف إبان الحروب الست وحتى 2012.
وشارك علي سعيد الرزامي في اجتياح صنعاء ضمن أبرز القادة الذين اعتمد عليهم زعيم المليشيات قبل أن يتم إعادته إلى صعدة عام 2016، حيث أوكلت له مهمة حماية صعدة، المعقل الأم من السقوط في قبضة الشرعية والتحالف بعد أن تم فتح عديد الجبهات والمحاور نحوها.
مهام عدة
وفي عام 2017، دفعت مليشيات الحوثي بعلي سعيد الرزامي إلى واجهة المشهد ضمن قيادات عدة استهدفت تضليل الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح عقب انتفاضة 2 ديسمبر وكان له دور محوري ما يسمى "لجنة التهدئة" التي خدعت صالح قبل أن يتم اغتياله وإخماد الانتفاضة.
وفي أواخر 2018، دفعت المليشيات بعلي الرزامي إلى الواجهة مجددا وهذه المرة كعضو فيما يسمى "لجنة الحديدة" لإعادة الانتشار برعاية أممية بموجب اتفاق ستوكهولم والذي استغلته المليشيات لتثبت سيطرتها بالقوة على المحافظة الاستراتيجية المطلة على البحر الأحمر.
وأواخر العام 2022، جردت مليشيات الحوثي علي سعيد الرزامي من كل مناصبه العسكرية بدون ضجيج وعينته في منصب وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية ليعمل في حكومة الانقلاب غير المعترف بها دوليا وهو منصب هامشي لا يرقى إلى مدى خدمة الرجل الطويلة للمليشيات.
كما أفرغ صندوق الرعاية الاجتماعية من أمواله ونهب حتى صندوق رعاية وتأهيل المعاقين الذي بلغت مخصصاته العام الماضي 3 مليارات ريال يمني ولم يعرف مصير هذه الأموال حتى اليوم في ظل وضع مزر يواجهه المعاقون بمناطق الانقلاب.