”مقابر جماعية” وجثث تحت الأنقاض.. ”كابوس يطارد أهالي غزة”
مارينا فيكتور مصر 2030مشاهد الجثث الملفوفة في البطانيات وأكياس، اصبحت هي المشاهد المعتادة داخل قطاع غزة، فالحرب لم تحرم الفلسطينيين من أحبائهم فحسب، بل تحرمهم أيضًا من طقوس الجنازة التي طالما وفرت للمشيعين بعض الكرامة والخاتمة، وسط الحزن الذي لا يطاق.
زقتلت الغارات الإسرائيلية الكثير من الناس بسرعة كبيرة "لدرجة أن المستشفيات والمشارح اصلحت مزدحمة جدا، مما جعل طقوس الموت العادية مستحيلة".
وقالت وزارة الصحة في غزة إنه منذ 7 أكتوبر، عندما شنت حماس هجوما دمويا وغير مسبوق على إسرائيل، أدى رد الجيش الإسرائيلي إلى مقتل أكثر من 8 آلاف فلسطيني.
وأضافت أنه من بين القتلى لم يتم التعرف على هوية نحو 300 شخص، كما انتشر الخوف والذعر، السبت، مع قيام إسرائيل بتوسيع توغلها البري وتكثيف القصف.
ومع انقطاع خدمة الهاتف الخلوي والإنترنت منذ مساء الجمعة عن غزة، قال عدد قليل ممن تمكنوا من التواصل مع العالم الخارجي "إن الناس لم يعد بإمكانهم الاتصال بسيارات الإسعاف أو معرفة ما إذا كان أحباؤهم الذين يعيشون في مبان مختلفة ما زالوا على قيد الحياة".
1700 شخص تحت الأنقاض
ولا يزال ما يقدر بنحو 1700 شخص محاصرين تحت الأنقاض، حيث تعرقل الغارات الجوية الإسرائيلية عمال الدفاع المدني وتعرضهم للخطر، وقد قُتل أحدهم خلال مهمة إنقاذ يوم الجمعة، بحسب أسوشيتد برس.
وأضافت الوكالة أنه في بعض الأحيان يستغرق المسعفون أياما لاستعادة الجثث، "وبحلول ذلك الوقت، غالبا ما تكون الجثث منتفخة ومشوهة للغاية بحيث لا يمكن التعرف عليها".
وأجبر اكتظاظ المقابر العائلات في غزة على نبش الجثث المدفونة منذ فترة طويلة وتعميق الحفر للدفن فيها.
وتحث الآن وزارة الأوقاف في غزة، المسؤولة عن الشؤون الدينية، على الدفن بسرعة وتسمح بحفر مقابر جماعية بسبب "الأعداد الكبيرة من القتلى وقلة المساحة المتاحة".
وتقول السلطات إن كل محافظة في غزة بها مقبرتان جماعيتان على الأقل، بعضها يضم أكثر من 100 شخص.