كشف فظائع الاحتلال وتغيير توجه الفنانين عالميًا.. ”السوشيال ميديا” ساحة جديدة للقتال بين الاحتلال وفلسطين

تلعب وسائل الإعلام الاجتماعي دورا مهما في الحرب الدائرة بين الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين، إذ يحاول كل طرف منهما الاستفادة من أدواته الإلكترونية لإيصال صوته وحشد الدعم العالمي معه.

دبلوماسية رقمية

ولا تعتمد هذه المواجهة المباشرة في العالم الافتراضي على الوسوم والوسوم المضادة، فقط، بل باتت تتخذ أبعادا وأشكالا متنوعة، إذ يحرص مغردون من الجانبين على نشر رسوم كاريكاتورية وتمثيل مقاطع ساخرة على تطبيق "تيك توك" لاستفزاز الخصم.

كما ينشر مغردون عرب صورا لأطفال قتلوا خلال الغارات الإسرائيلية على غزة. وعادة ما تجلب تلك الصور الكثير من التعاطف.

ورغم أن الأساليب الرقمية التي يستخدمها الطرفان تبدو متقاربة ومتشابهة إلا أن البعض يراها غير متكافئة ويتهم مواقع التواصل بالانحياز لطرف معين في الصراع.

كما ينظر البعض الآخر إلى المنصات الرقمية بشيء من القلق بوصفها بمساحة "نشطة لضخ المواد المزيفة وتبادل الكراهية أو للتضيق على الآخر".

ومن ناحية أخرى، لعبت السوشيال ميديا دورًا مهمًا لإنقاذ القضية الفلسطينية، وبالأخص خلال الأيام القليلة الماضية، إذ أثبت العرب الفظائع التي يرتكبها العدوان الإسرائيلي عن طريق فيديوهات حية بثها النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي لفضح الاحتلال.

وكان لهذه المقاطع المصورة تأثير كبير على تغيير اتجاه العالم نحو طريق آخر، ومعرفة بشاعة الاحتلال، وهو ما أظهرته المظاهرات حول العالم التي دعمت للفلسطينيين وطالبت بوقف نزيف الدم في قطاع غزة، مما يكشف قوة السوشيال ميديا في تغيير توجه العالم.

ليست فقط الشوارع التي تحدثت، بل كانت المفاجأة الكبيرة للفنانين العالميين، الذين أعلنوا دعمهم الكبير لفلسطين، وبينهم الفنانة العالمية إيزابيلا خير حديد والشهيرة بـ«بيلا حديد»، والتي لم تقف مكتوفة اليدين إزاء ما يحدث في فلسطين، إذ قررت دعم القضية وأعلنت ورفض تهجير الشعب العربي قسريًا من خلال منشور كتبته على حسابها بموقع الصور والفيديوهات «إنستجرام».

بيلا حديد وجيجي حديد من أصول فلسطينية، وكانتا أول الداعمين للقضية عبر حساباتهما على «السوشيال ميديا»، وذلك رغم تعرضهما لتهديدات بالقتل وتلقيهما رسائل بذلك بعد تسريب أرقامهما.

كما أعلنت هايلي بيبر تأييدها للقضية الفلسطينية، كما أبدت دعمها للأطفال والعائلات كما دعت لدعم صندوق الإغاثة للأطفال، قائلة إنه يجب التبرع لتوفير الطعام والماء النظيف والأدوات الصحية المهمة، وذلك في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون.

كما قدمت دوا ليبا، الدعم للقضية الفلسطينية، وطالبت بتدخل العالم، لوقف العنف ضد فلسطين، وقدم تاي عضو الفريق الكوري BTS، في وقت سابق دعمه للقضية الفلسطينية من خلال منشور على «السوشيال ميديا».

هذا بالإضافة إلى صناع المحتوى والمؤثرين حول العالم، الذين اكتشفوا حقيقة الاحتلال وممارساته الجرائمية، ولم يقفوا مكتوفي الأيدي بالرغم من تقييد مواقع التواصل الاجتماعي وحجب حساباتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بل راحوا ينشرون كل ما يفضح العدوان.

تمييز رقمي

وفي الآونة الأخيرة، اشتكى نشطاء فلسطينيون وعرب من عمليات تقييد أو حجب حساباتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد مشاركتهم منشورات تدعم القضية الفلسطينية .

لا يعد الحديث عن حملات لإخفاء المحتوى الرقمي الفلسطيني أمرا جديدا، إلا أن البعض أشار إلى "ارتفاع ملحوظ في مستوى تلك الحملات، خاصة بعد أحداث حي الشيخ جراح وما تبعها من تطورات".