قرية بتير ومقاومة الاحتلال على مر التاريخ.. قصة أول اتفاقية بين فلسطين وإسرائيل
مارينا فيكتور مصر 2030قرية فلسطينية جميلة تقع جنوب غربي القدس، تحمل اسما كنعاني الأصل يعني "بيت الطير"، إذ لا تفارق الطيور بأشكالها وألوانها المختلفة سماء القرية ومنها "العقاب والنسور وعصفور الشمس الفلسطيني".
اللون الأخضر هو لباسها طوال العام لكثرة المزروعات الشتوية والصيفية، وتقع بتير بين جبلين شاهقين يتوسطهما واد سحيق يحضن العديد من بساتين تتدرج بشكل منتظم حتى نهاية الوادي.
عندما تقترب من أراضيها تستطيع أن تسمع صوت تدفق الماء في كل أرجاء الوادي، فتتفاجأ بأن ذلك الماء ينساب بكل يُسر من تحت قدميك دون أن تعرف اتجاهه.
قطار الحجاز
وما يزيد المنظر جمالا وبهجة هنا، وجود عدة مواقع أثرية في القرية تعود لآلاف السنين منها ما هو كنعاني وروماني وبيزنطي، ومن أبرزها آثار قلعة كنعانية وحمام روماني والبئر الذي شرب منه سيدنا إبراهيم عليه السلام في طريقه إلى مدينة الخليل والمسجد العمري الذي صلى فيه الخليفة عمر بن الخطاب حين فتح القدس.
استحقت بتير أن تنال جائز منظمة اليونسكو السنوية "للحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي" عام 2011 من بين أكثر من 40 قرية عالمية.
وعلاوة على ذلك كله، تنشطر أراضي "بتير" إلى قسمين وذلك لوجود سكة قطار قام العثمانيون ببنائها في أوائل القرن الماضي ضمن مشروع "قطار الحجاز"، لكن بعد خروج العثمانيين من فلسطين قام البريطانيون باستكمال المشروع فظل يربط القدس بالساحل الفلسطيني أو ما يعرف حاليا بـ"تل أبيب".
نقطة التحول في القرية
بدأت نقطة التحول في القرية حين وقعت أراضي القرية على حدود خط التقسيم بين دولتي "العرب واليهود" حسب قرار التقسيم الصادر عن مجلس الأمن عام 1947، لكن سلطات الاحتلال من خلال سيطرتها على سكة القطار التي تمر من أراضي القرية، وقعت اتفاقية سميت بـ"رودس" سنة 1949 مع أهالي القرية.
وتم الاتفاق بموجبها على أن "يحق لأهالي بتير المحافظة على ملكية أراضيهم داخل المنطقة اليهودية مقابل أن يحفظوا سلامة القطار الذي يمر من أراضيهم" حسب نص الاتفاقية.
الأرض المنهوبة
وقد انقسمت أراضي القرية بناء على ذلك إلى جزأين، الأول تحت السيادة "الإسرائيلية"، والآخر تحت السيادة الفلسطينية، لكن لم يتغير أي بند من بنود اتفاقية "رودس".
وظل الأهالي في اتصال مباشر مع أراضيهم رغم مضايقات الاحتلال المستمرة لهم، وهذا ما يؤكده التاريخ وأغلب أهالي "بتير"، وفي المقابل لم يتعرض القطار إلى أي أذى طيلة 63 عاما.
ويبدو أن اتصال وارتباط أهالي "بتير" بأراضيهم خلف سكة القطار بشكل يومي وسلمي لم يرق لسلطات الاحتلال التي قررت في السنوات الأخيرة بناء الجدار الفاصل حول سكة القطار من الجهة الفلسطينية بحجة "حماية القطار ومن يركبه من هجمات فدائية قد يتعرض لها القطار من قبل الفلسطينيين".
وقد أدرجت يونسكو في 2014، بتير على قائمة التراث العالمي وقائمة التراث العالمي المهدد بالخطر.
وحسب موقع "يونسكو" فقد تم اعتماد القرار بتسجيله على قائمة #التراث_العالمي المهدد بالخطر " باعتباره تعرض للضرر بسبب التحولات الاجتماعية والثقافية والجغرافية السياسية التي من شأنها أن تصيب الموقع بأضرار جسيمة غير قابلة للتصحيح".
يذكر أن القرية التي نجت من الاحتلال قبل 70 عاما، وقعت في فخّ الجدار الإسرائيلي الذي عزل "المزارعين عن الحقول التي يزرعونها منذ قرون"، كما ذكرت المنظمة الأممية.