الحرب بين الاحتلال وحماس.. ثلاثة رجال يستعدون لاستغلال الأزمة
مارينا فيكتور مصر 2030كتب توم فليتشر، سفير بريطانيا السابق في لبنان، مقالة في صحيفة فايننشال تايمز، بعنوان: "الجهود الدبلوماسية بشأن حرب إسرائيل وغزة تواجه تحديات صعبة".
ويقول فليتشر في مقالته إن "ثلاثة رجال يستعدون لاستغلال الأزمة" التي حدثت بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر، "الأول هو دونالد ترامب، الذي أدى تخريبه لمصداقية أمريكا، وتشجيعه لليمين الإسرائيلي المتشدد، وخلخلة النظام القائم على قواعد ثابتة، إلى زيادة صعوبة تولي خليفته للقيادة".
و"الثاني هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو رجل انتهازي يتوقع أن يؤدي الصراع إلى تشتيت انتباه الديمقراطيات الليبرالية وتقسيمها واستنفاد طاقاتها".
و"الثالث هو المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، الذي يأمل في أن يؤدي البؤس الذي يظهر على الشاشات إلى منع التحالفات بين أعدائه".
ويرى الكاتب أنه يجب على المجتمع الدولي الآن "أن يجتمع على عدة تحديات، وكلها صعبة".
وهذه التحديات تتمثل في تخفيف المعاناة غير المقبولة عن المدنيين في غزة وملاحقة المسؤولين عن هذه "الأعمال المروعة" ومحاسبتهم، وإعادة بناء الشعور بوجود شركاء محتملين للسلام على جانبي الطاولة.
ضحايا حرب غزة
كسر عدد الضحايا في غزة حاجز الـ5 آلاف قتيل في اليوم الـ17 للحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع ردا على هجوم حركة حماس، بحسب بيان لوزارة الصحة في غزة.
وارتفع إجمالي عدد القتلى في القطاع إلى 5087 إضافة لإصابة 15273 منذ 7 أكتوبر، وفقًا لوزارة الصحة في قطاع غزة، مشيرة إلى أن من بين هذا العدد من القتلى 2055 طفلا و1119 امرأة و217 مسنا.
كما أفادت الوزارة بمقتل 436 فلسطينيا بينهم 182 طفلا في الضربات الإسرائيلية على غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية مشيرة إلى أن أغلب القتلى سقطوا في جنوب القطاع.
وكانت إسرائيل قد طلبت سكان شمال غزة بالتوجه إلى الجنوب في إجراء أثار غضبا أمميا وإقليميا وعربيا.
ويعد هذا العدد من الضحايا هو الأكبر في تاريخ الصراع بين إسرائيل والفصائل المسلحة في غزة.
ويشهد قطاع غزة وضع صحي وإنساني كارثي ومأسوي، يظهر من خلال شح الموارد الإنسانية والطبية، ونقص الوقود لتوليد الكهرباء بالمستشفيات، مع النقص الكبير في المواد الغذائية، وعدم توفر مياه نظيفة للشرب.
بالنسبة للمراكز الصحية، فبسبب حالة الحرب والقصف لا يمكن فتح المراكز الصحية بنفس الطريقة، خاصة أن الموظفين في المدارس والمراكز الصحية هم بالأساس من غزة، ويعتبرون "نازحين" في الوقت الراهن.
وكشفت "الأونروا" عن أسباب قرار الوكالة بتعليق خدماتها التعليمية والصحية في الضفة الغربية، وموقف المساعدات الراهنة في قطاع غزة الذي تتواصل فيه العمليات العسكرية للأسبوع الثالث على التوالي، والتي أفضت إلى أزمة إنسانية وصحية فادحة.
ونفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي، عملية أمنية شملت غارات جوية في مخيم نور شمس للاجئين، في الوقت الذي أفادت تقارير بمقتل 13 فلسطينيا على الأقل منهم 5 أطفال، وهي العملية التي وُصفت بالأكبر منذ يوليو الماضي في جنين.
وجاء قرار تعليق الخدمات في الضفة الغربية بسبب عملية المداهمة والغارات الجوية التي استمرت نحو 28 ساعة بالمخيم، والتي على إثرها باتت "الأونروا" غير قادرة على مواصلة العمل في خدماتها، خاصة مع مواصلة أعمال العنف والتوترات الأمنية.
ولا يختلف الحال كثير عن قطاع غزة، بعد تعليق العمل في المؤسسات التعليمية والخدمات الصحية التابع للوكالة، إذ قالت المتحدثة باسم الأونروا: "نحن في نزاع مسلح، وفي الحرب لا نستطيع إبقاء المدارس والخدمات الصحية بنفس الطريقة التي نعمل بها، بالإضافة أن معظم مدارس الوكالة مجهزة لتتحول إلى ملاجئ".
وبالفعل، نزح حوالي نصف مليون لاجئ في قطاع غزة، إلى 150 مدرسة من المدارس التابعة لـ"الأونروا"، وفق المتحدثة.
وكشفت الوكالة عن طلب الاحتلال الإسرائيلي إخلاء خمس مدارس من المواطنين الذين يحتمون داخلها "في أسرع وقت ممكن".
وأعربت الوكالة الأممية عن أسفها قائلة: "لقد فعلنا ما في وسعنا للاحتجاج ورفض هذا القرار، لكن الخلاصة هي أنه من الآن فصاعدا لم تعد بنانا التحتية آمنة".