مستشفيات غزة.. جحيم وعمليات بلا تخدير
مارينا فيكتور مصر 2030يدفع المدنيون في غزة، كل يوم فاتورة الحرب كما يحدث دائماً، مع تكثيف القوات الإسرائيلية قصفها على قطاع غزة، إذ يعيشون أوضاعاً مأساوية بل كارثية.
وبخلاف القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي نتج عنه ضحايا بالآلاف ومصابين، فمن نجا من القصف غير قادر على إيجاد رعاية طبية مناسبة، لاسيما مع المستشفيات والقطاع الطبي الذي يعيش جحيماً لا مثيل له.
وتقترب المستشفيات في القطاع من الانهيار في ظل الحصار الإسرائيلي الذي أدى إلى قطع الكهرباء وإيصال المواد الغذائية وغيرها من الضروريات إلى القطاع.
هذا بالإضافة إلى الافتقار للمياه النظيفة ونفاد المواد الأساسية اللازمة لتخفيف الألم ومنع العدوى، والوقود اللازم للمولدات يتضاءل.
خل للتطهير وإبر خياطة
وفي هذا الشأن، كشف جراح عظام يدعى نضال عابد، أن الشيء الوحيد الأسوأ من صراخ مريض يخضع لعملية جراحية دون تخدير كافٍ هو الوجوه المرعبة لأولئك الذين ينتظرون دورهم.
وعندما يشتد القصف الإسرائيلي ويغمر الجرحى مستشفيات مدينة غزة التي يعمل فيها نضال فإنه يعالج المرضى أينما استطاع على الأرض، في الممرات، في غرف مكتظة بعشرات المرضى بدلاً من اثنين.
ويعالج المرضى دون إمدادات طبية كافية، حيث يضطر الأطباء إلى الاكتفاء بكل ما يمكنهم العثور عليه مثل الملابس للضمادات، والخل للمطهر، وإبر الخياطة بدلاً للإبر الجراحية.
وقال عابد، الذي يعمل مع منظمة أطباء بلا حدود، في مستشفى القدس إن لديهم نقصاً في كل شيء، لافتاً إلى أنهم يتعاملون مع عمليات جراحية معقدة للغاية.
فيما لا يزال المركز الطبي يعالج مئات المرضى في تحد لأمر الإخلاء الذي أصدره الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة، فيما لجأ نحو 10 آلاف فلسطيني شردهم القصف إلى مجمع المستشفى.
وأجبر النقص في الإمدادات الجراحية بعض الموظفين على استخدام إبر الخياطة لخياطة الجروح، والتي قال أحد الأطباء إنها يمكن أن تلحق الضرر بالأنسجة.
في حين أجبر النقص في الضمادات الأطباء على لف الملابس حول الحروق الكبيرة، والتي قال إنها يمكن أن تسبب العدوى.
كما أجبر النقص في زراعة العظام الأطباء على استخدام براغي لا تناسب عظام المرضى، فيما لا يوجد ما يكفي من المضادات الحيوية للمرضى الذين يعانون من التهابات بكتيرية رهيبة.
120 مولوداً في خطر
في سياق متصل، أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" أن 120 مولودا جديدا موضوعين في حضانات معرضون للخطر بسبب النقص الحاد في الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء في المستشفيات.
وفي مستشفى ناصر في مدينة خان يونس الجنوبية هذا الأسبوع، قام الممرضون ومساعدو الجراحين بحمل هواتفهم المحمولة على طاولة العمليات، لتوجيه الجراحين بالمصابيح الكهربائية أثناء العمليات.
وفي مستشفى الشفاء، وهو أكبر مستشفى في غزة، تعمل وحدة العناية المركزة بالمولدات، ولكن معظم الأقسام الأخرى بدون كهرباء.
يذكر أن إسرائيل شددت بعد الهجوم الحصار المفروض أصلا على القطاع منذ العام 2007، ومنعت إمدادات الوقود والمياه والماء والمواد الغذائية.
وتعاني المستشفيات في القطاع نقصا حاداً في الوقود والمياه والأدوية.