كيف ينظر الأمريكان لتعامل إدارة بايدن مع حرب غزة؟
مارينا فيكتور مصر 2030اختلفت ردود الأفعال داخل أمريكا حيال الدعم السياسي والعسكري المقدم من الولايات المتحدة إلى حكومة الاحتلال الإسرائيلي، لأسبوعين متواصلين، في خضم حربها ضد حركة حماس في قطاع غزة.
يأتي ذلك في الوقت الذي أظهر فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن قدرا مناسبا من الدعم لإسرائيل استجابة لنداءات داخلية وفي الأوساط الرسمية.
ويأتي نهجه مدعوما بقلق عام واسع بشأن احتمالات نشوب حرب أوسع في المنطقة، وتداعياته على موجة جديدة من الإرهاب في الولايات المتحدة وأوروبا بشكل عام.
ويرى محللون أنه مع مرور الأيام بدت الانتقادات تعلو ضد تعامل الإدارة الأمريكية مع الصراع في الشرق الأوسط، ويبدو ذلك من التعليقات المعارضة للسياسات الأمريكية وكذلك بعض المظاهرات المؤيدة لفلسطين في عدد من المقاطعات.
كما تظهر الانتقادات الداخلية في الإدارة ذاتها وعبّرت عنها الاستقالة التي تقدم بها مسؤولين بارزين في وزارة الخارجية الأمريكية، في حين يعتقدون أن سعي بايدن لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع يعزز من تقييمه في إدارة الأزمة.
استطلاع رأي للأميركيين
أظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة "سي بي إس نيوز" الأمريكية، أن قطاعًا واسعًا من الأمريكيين لا يتوافقون مع سياسات الإدارة الأمريكية فيما يخص التعامل مع الصراع الراهن بين الاحتلال وحماس.
وكشف الاستطلاع أن 56% من المشاركين لا يوافقون على تعامل بايدن في الأزمة الراهنة، في حين يعتقد 53% أنه لا ينبغي للولايات المتحدة أن ترسل لإسرائيل المزيد من الأسلحة.
وصلت نسبة عدم الموافقة على تعامل إدارة بايدن بين الناخبين الجمهوريين إلى 72%، ويرى 61% من الديمقراطيين أن على بايدن بذل المزيد من الجهد لتشجيع الحل الدبلوماسي بعيدًا عن "لغة البندقية".
تباينت الآراء بشأن ما إذا كان ينبغي على واشنطن إرسال مساعدات عسكرية جديدة لإسرائيل، ففي الوقت الذي عارض 53% من الديمقراطيين، أيد غالبية أنصار الحزب الجمهوري هذه الخطوة.
أيّد 70% من الديمقراطيين ضرورة إرسال مساعدات إنسانية أمريكية إلى قطاع غزة.
جرى إجراء الاستطلاع قبل وأثناء وبعد زيارة بايدن لإسرائيل، وشارك فيه 1878 شخصا في الولايات المتحدة في الفترة من 16 إلى 19 أكتوبر الجاري.
أرسل أكثر من 400 موظف في الكونجرس، معظمهم من اليهود والمسلمين، رسالة مفتوحة دون الكشف عن هوياتهم، تدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.
ويشهد حزب بايدن انقساماً بسبب ردة الفعل الأمريكية على الحرب، ففي الوقت الذي يدعو التقدميون والديمقراطيون الشباب إلى أن يضغط على إسرائيل لحملها على وقف حربها على قطاع غزة، يُجمع الديمقراطيون الوسطيون، الذين يشكلون قلب قاعدته السياسية، على الإشادة بموقفه الداعم لإسرائيل.
كما أعاد العديد من أعضاء الكونجرس اليساريين نشر رسالة البابا فرانسيس، والتي تحدث فيها عن الأوضاع الصعبة في غزة، ودعوته إلى "إسكات أصوات الأسلحة".