زيارة الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط.. ماذا تحمل في هذا التوقيت الصعب؟
مارينا فيكتور مصر 2030أسبوع من الجهود الدبلوماسية الأمريكية المكثفة، يتوجها قرار الرئيس جو بايدن بزيارة منطقة الشرق الأوسط والتي سيبدأها بإسرائيل.
وفي زيارته للمنطقة، سيلتقي بايدن أيضًا كلا من الرئيس المصري السيسي، وملك الأردن عبد الله الثاني، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في العاصمة للأردنية عمان.
واستهدفت الولايات المتحدة إظهار الدعم لأقرب حلفائها في الشرق الأوسط، وكذلك محاولة منع دائرة الحرب بين إسرائيل وحماس من التوسع.
ويخشى الأمريكيون من اشتعال العنف في الضفة الغربية وما ورائها، في ظل الهجوم الجريء الذي شنّته حركة حماس والهجوم المضاد الإسرائيلي الشرِس.
وسيلحق الرئيس بايدن بوزير خارجيته أنتوني بلينكن، الذي يقوم بمساعٍ حثيثة في منطقة الشرق الأوسط الآن.
"بلينكن يلعب على الجانبين"
وأكد بلينكن دعم بلاده الكامل للرد القوي على الهجوم الذي شنّته حماس، وأسفر عن سقوط أكثر من 1,400 قتيل إسرائيلي، وفي الوقت ذاته يحاول منع سقوط المزيد من الضحايا المدنيين في قطاع غزة.
وقتل الاحتلال حتى الآن حوالي ثلاثة آلاف فلسطيني في غارات جوية لا تتوقف، كما منعت عن أهالي غزة الطعام والماء والكهرباء، تاركة القطاع بذلك يعاني أزمة إنسانية.
جهود أمريكية
يقول ديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق لشؤون الشرق الأوسط: "يحاول بلينكن تمرير موقف صعب، وحتى الآن يبدو أنه يبلي بلاءً حسنا، لكن الأوضاع تتجه إلى مزيد من التعقيد".
وفي ثلاثة أيام فقط، قام بلينكن بزيارة ست دول حليفة للولايات المتحدة في المنطقة، حيث أكد على أهمية حماية المدنيين.
وكانت مصر الأكثر جرأة؛ إذ أخبر رئيسها عبد الفتاح السيسي وزير الخارجية الأمريكي بلينكن بأن عمليات إسرائيل العسكرية قد تجاوزت حدود "الحق في الدفاع عن النفس"، وتحولّت إلى عقاب جماعي.
وفي تلك الأجواء، يتساءل بعض المحللين عمّا إذا كانت زيارة الرئيس الأمريكي بايدن للمنطقة وإظهاره التضامن مع إسرائيل يمكن أن يُنظر إليها على أنها زيارة استفزازية.
فيما يرى محللون آخرون أن تلك الزيارة قد تساعد في تأكيد رسالة ضبط النفس.
زيارة بايدن لمنطقة الشرق الأوسط
وفي زيارته للمنطقة، سيلتقي بايدن كلا من الرئيس المصري السيسي، وملك الأردن عبد الله الثاني، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في عمان من أجل بحث مسائل تتعلق بالمساعدات الإنسانية.
ويأتي ذلك في أعقاب إعلان الإدارة الأمريكية عن اتفاق يسمح بوصول مساعدات إلى غزة عبر الحدود المصرية.
ويتبنى مسؤولون أمريكيون لغة إسرائيل التي تشبّه حركة حماس بما يُعرف بتنظيم الدولة الإسلامية.
وقد عمدت إدارة الرئيس بايدن إلى تركيز سياستها في الشرق الأوسط على دمج إسرائيل بالمنطقة عبر إبرام اتفاقية تطبيع مع السعودية، وهي اتفاقية ترى واشنطن أنها مهمة من أجل استقرار المنطقة.
وكانت إدارة بايدن تحاول، إلى جانب ذلك، أن توجّه اهتمامها بقدر أكبر إلى الصين وإلى الحرب الروسية مع أوكرانيا.
ولكن المخاوف من اندلاع صراع إقليمي قد تجبر الإدارة الأمريكية على الانغماس مجدداً في الشرق الأوسط.
ويرى خبراء أن الضرر الاستثنائي الذي ألحقته حماس بإسرائيل ترك حليفة أمريكا الرئيسية في المنطقة "ضعيفة".
وما من شك في أن الولايات المتحدة ستقف إلى جانب إسرائيل، ولكن السؤال هو: "ما الثمن؟ وكيف سيؤثر ذلك على قدرة واشنطن على رسم ملامح الحقائق الاستراتيجية الجديدة التي تتشكل على الأرض؟.