كيف ضللت حركة حماس أقوى منظومة دفاع جوي لإسرائيل؟
مارينا فيكتور مصر 2030ركزت الأسلحة الإسرائيلية المتطورة على التصدي لأسلحة حديثة، وبرز ذلك كنقطة ضعف، للاحتلال الإسرائيلي، ظهرت في قدرة طائرات شراعية بدائية على "تضليل" منظومة "القبة الحديدية" الدفاعية لإسرائيل، وفق خبير عسكري.
استُخدِمت، لأول مرة، طائرات شراعية اخترقت الحدود لمسافة 15 ميلا، خلال عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها حركة حماس ضد إسرائيل، وساعدت في إنزال المسلحين الفلسطينيين في قلب المستوطنات الإسرائيلية.
تسبَّب هذا في ذهول إسرائيلي؛ لأن الدفاعات الجوية لم تعترض طائرة واحدة؛ ما أعطى الفرصة لعشرات المُسلّحين المدججين بالسلاح للوصول إلى عمق إسرائيل، حسبما أعلنت وسائل إعلام عبرية.
وبالاطلاع على مقاطع فيديو نشرتها حماس، نجد أنّ الطائرة مكوّنة من أدوات بدائية للغاية، ونظام التوجيه فيها يعمل بالحبال، ومثبّت عليها محرك يشبه محركات الدراجات النارية.
قبة حديدية "عمياء"
عُميت أعين منظومة "القبة الحديدية" الإسرائيلية الخاصة بالدفاع الجوي عن الطائرات الشراعية؛ لأنّ كل المنظومات الدفاعية في إسرائيل "غير مجهزةٍ للتصدّي لمثل هذه الطائرات".
هناك على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل نظامان دفاعيان أساسيان، هما "مقلاع داود" و"القبة الحديدية"، وهما إنتاج إسرائيلي بالكامل، وتصفهما تل أبيب بالأفضل في العالم.
عندما تم تصميم هذه الأنظمة كان الهدف الأساسي التصدّي لأي هجوم صاروخي يأتي من غزة؛ فعلى مدار النزاع الإسرائيلي الفلسطيني كان الهجوم الصاروخي هو الوسيلة الوحيدة للفصائل الفلسطينية.
استخفت إسرائيل بعقلية الفصائل، وفي المقابل كانت حماس تخطّط وتجهّز لهجوم بطرق جديدة.
تعمل الرادارات على التقاط الإشارات اللاسلكية الناتجة عن حركة الطائرات، وعند رصد هذه الإشارات تتحرّك الصواريخ لضربها.
إذًا التردّدات الناتجة عن حركة الطائرات والصواريخ هي التي يتم رصدها من الدفاعات الجوية، ومَن يستطيع إخفاء هذه الترددات يستطيع تجاوز الدفاعات الجوية.
في ذات الوقت، كانت هناك مئات الصواريخ التي أطلقتها حماس، وأشغلت القبة الحديدية بها، وهنا حدث الأمر كأنه تمهيد ناري لعبور آمن وتسلسل للمظلّيين.
المقاطع المنتشرة من داخل إسرائيل أثناء هبوط المظلات تظهر أن المستوطنين شعروا كأنه احتفال، ولم يتوقعوا أنه تسلل.