”حكاية ماما سناء”.. من هانم وموظفة في الأمم المتحدة للشارع
مارينا فيكتور مصر 2030ما أقسى تقلبات الدهر على الإنسان، يسلبه كل شيء في ليلة وضحاها، الكثير من الناس يخافون من هذا الأمر، ولكن لم تكن تدرك سناء أبدا أن حياتها ستتحول من بيئة نظيفة داخل الأحياء الراقية بالزمالك، ومنصب بمنظمة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومتحدثة لبقة لأربع لغات غير العربية: الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، الإيطالية، إلى عجوز وحيدة وفريسة سهلة لكل مستغل معدوم الضمير.
كل شيء تغير في حياة سناء منذ 10 سنوات بعد وفاة والديها، وهو ما جعل أحد الأشخاص يستغلها ويستولي على أموالها لتجول بالشوارع أشبه بالمشردين.
البداية
كانت البداية داخل أحد الأحياء الراقية بشارع محمد مظهر بمنطقة الزمالك حيث عاشت ماما سناء الآنسة التي لم تتزوج رغم بلوغها العقد الثامن من عمرها.
كانت ماما سناء ابنة لرجل أعمال يدعى جمال الدين محمد عمر، وعاشت طفولة مستقرة منعكسة من الحالة المادية الجيدة للأهل، وفي المرحلة الجامعية سافرت للدراسة بكلية إدارة الأعمال بإحدى جامعات لندن.
وعقب تخرجها تولت سناء منصب في منظمة الأمم المتحدة، تحديدا الملف الخاص باللاجئين، واستمرت حياتها العملية على وتيرة ثابتة من المناصب المرموقة، ولكن ما أقسى تقلبات الزمان، ففي عام 1996 ذهبت ماما سناء للعيش بمفردها داخل شقة بمنطقة حدائق القبة.
تعرضها للاستغلال
عاشت الآنسة سناء في هذه الشقة طيلة حياتها ولم يكن لها أحد سوى والديها، ولكن عقب وفاتهما تغير كل شيء، لتفرغها التام بعد بلوغها سن المعاش أصبحت حبيسة الشقة لا تخرج ولا ترى أحدًا، هذا ما جعل هذه السيدة المسكينة لقمة سائغة لكل مستغل.
توالت عليها المصائب، منذ ذلك الوقت، فقد تعرضت للسرقة مرتين وعانت خلال هذه الفترة أيضا من الإهمال الطبي لعدم قدرتها على العيش بمفردها.
كانت الصعقة الكبرى حينما علمت بأن ابن البواب يستولي على أموالها الخاصة بها في البنوك، وأنها لا تستطيع الحصول على معاشها، وهو ما انعكس على حالتها بالسلب نفسيا وماديا، وانعكس أيضا على خصالها فأصبحت تخرج بالشوارع أشبه بالمشردين.
وكانت النهاية حينما أدرك جار لها منذ أكثر من 25 عاما، ما حدث وما يحدث لها وهو ما دفعه أن يحاول جاهدا لكي يفلت تلك المرأة المسكينة من قبضة ابن البواب، وتمكن من الاطمئنان عليها داخل دار الباقيات الصالحات، وأصبحت ماما سناء أخيرا تستطيع أن تعيش حياة مستقرة.