كيف استغل ترامب مثوله أمام المحكمة في صالح حملته الانتخابية؟
مارينا فيكتور مصر 2030بالرغم من حالة الارتباك التي من المفترض أن يعيشها الرئيس دونالد ترامب، وقت مثوله أمام المحكمة، إلا أن ذلك لم يحدث، بل كان مشهد المحاكمة بمثابة مشهد إعلامي دعائي لحملته الانتخابية.
فمثول الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الأوفر حظا لنيل دعم الحزب الجمهوري في سباق البيت الأبيض 2024، أمام المحكمة لم يصرف انتباهه عن فعاليات حملته الانتخابية.
وكانت الديناميكية الجديدة في حملة ترامب واضحة للغاية يوم الاثنين، عندما عاد إلى نيويورك في أول جلسات محاكمة الاحتيال المدنية، إذ تتهمه المدعية العامة بالمدينة بتضخيم ثرواته وقيمة أصوله بشكل كبير، بحسب وكالة أسوشيتد برس.
وبالرغم من أن ترامب لم يكن ملزما بالمثول أمام المحكمة يوم الاثنين ولم يخاطب القاضي أو يدافع عن نفسه شخصيا، إلا أنه اغتنم الفرصة إعلاميا وصور نفسه مرة أخري على أنه ضحية لنظام قضائي مسيس الأمر الذي ساعدة على الظهور كزعيم بلا منازع للانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري 2024.
وتحدث ترامب عن لوائح الاتهام الأربعة التي يواجها بالفعل، وكالعادة انتظره المراسلون والصحفيون طوال الليل أمام المحكمة للحصول على مقعد داخل القاعة، وتتبعت مروحيات الشبكات الإخبارية موكب ترامب من برجه الى قاعة المحكمة في مانهاتن.
قالت الوكالة، إن المشهد أظهر كيف استخدم ترامب ببراعة مشاكله القانونية لصالح حملته، إذ اجتذب ظهوره اهتمام أكبر بكثير مما كان يمكن أن تقدمه أي حملة انتخابية عادية.
وأعطى ذلك ترامب فرصة جديدة لحشد قاعدته الانتخابية وجمع التبرعات بادعاءات مفادها أن القضايا التي يواجها ليست أكثر من محاولة منسقة لتدمير حملته.
وقال في الصباح: "إنها عملية احتيال، إنها خدعة.. ما يحدث عار في التاريخ الأمريكي.. إنها مطاردة ساحرات لا تتوقف".
ومن ناحية أخرى، كان الخبراء لديهم كلمه أخرى، إذ قال السكرتير الصحفي السابق للبيت الأبيض آري فلايشر: "كان كل محام يقول: لا تتحدث. وكان كل مرشح يطيع المحامي.. ترامب لا يفعل هذا.. انه يتحدث ويتحدث ويتحدث"، وتابع: "ترامب يتجاهل قواعد اللعبة".
وأضاف فلايشر، إنه بالنسبة لترامب، فإن الخطوط الفاصلة بين الحملة الانتخابية وقاعة المحكمة قد تم محوها الآن.
وقال: "كل يوم هو يوم مهم، سواء كان ذلك في أيوا أو نيو هامبشاير أو في قاعة المحكمة .. كل ظهور يمثل فرصة لدق الجرس، وتوجيه رسالة، والقول إنه ضحية حكومة مسلحة المتمثلة في وزارة العدل"، وأضاف ان الاحداث سمحت له بإرسال رسالة مفاداها انه الوحيد القادر على تغيير واشنطن.
وحكم القاضي آرثر إنجورون بالفعل بأن ترامب ارتكب عملية احتيال، وإذا تم تأييد هذه القضية في الاستئناف، فقد تكلف الرئيس السابق السيطرة على بعض أغلى ممتلكاته، بما في ذلك برج ترامب، وهو مبنى مكاتب في وول ستريت وملاعب جولف.
ويسعى الادعاء أيضا إلى فرض غرامات على ترامب بقيمة 250 مليون دولار ومنعه من ممارسة الأعمال التجارية في نيويورك.