قبل 48 ساعة من اندلاع الحرب الكبرى.. هكذا دخلت الصحافة في خطة الخداع الاستراتيجية ضد الاحتلال
مارينا فيكتور مصر 2030يوم 4 من أكتوبر عام 1973م، باقي من الزمن 48 ساعة، على اندلاع الحرب الكبرى، بينما لم يكن في الصحف المصرية أي شيء يشير إلى اندلاع معركة عسكرية، تلوح في الأفق القريب.
ونشرت قناة "الوثائقية" مقطع فيديو يكشف عن مقالات الصحف المصرية في ذلك اليوم، والتي ضمت أخبار عن "القلق العربي من التوافد الصهيوني على الأراضي المحتلة لا يزال متصاعدًا، لا سيما مع إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي أن الدولة تتطلع إلى توسيع مدينة القدس، حتى تصل إلى بيت لحم في الجنوب وأريحا في الشرق.
وتحدث الإسرائيليون أيضًا عن أن السبعين ألف عربي الذين يعيشون في القدس ويحملون الجنسية الأردنية يمكنهم تغيير جنسيتهم للإسرائيلية ويعتبرون أنفسهم مواطنين إسرائيليين، وجاء غصب كبير من التصريحات لكن لم يرد أحد.
وفي إطار خطة الخداع الاستراتيجي، نشرت جريدة الأهرام، خبر موافقة الفريق الأول أحمد إسماعيل، وزير الحربية آنذاك، على السماح لضباط القوات المسلحة بأداء العمرة هذا العام، وأن يوم ١٥ من رمضان هو آخر موعد لتقديم طلبات الراغبين.
وكان ذلك الخبر هو الأبرز بين الأنباء المخادعة التي مررتها القيادة المصرية لإيهام العدو الإسرائيلي، بأن جيشنا غير مهيأ بعد.
وعلى صعيد الأخبار الفنية، نشرت الصحف المصرية خبر "محمود ياسين ينتهي من فيلمه (أنا وابنتي والحب)، فيما استضاف مادي هليوليدو الرياضي حفلة غنائية تغني فيها الفنانتان، عفاف راضي، ووردة الجزائرية.
رياضيًا، كان الناقد الكبير نجيب المستكاوي يوجه نقده اللاذع لبطولة السباحة التي أقيمت في النادي الأهلي ولم يسمع بها أحد، في الوقت الذي أقيمت فيه بطولة في بلجراد فاهتزت لها الدنيا.
وراء هذا كله داخل الغرف المغلقة، كانت عقارب الساعة تسير نحو لحظة النصر الكبرى، وكانت القيادة المصرية ساعة الصفر.