الفائزون بجائزة نوبل للطب ابتكروا لقاح ”mRNA” ضد كورونا وتغيير مسار الوباء
فاطمة عبدالسلام مصر 2030حصل عالمان على جائزة نوبل فى الطب، بفضل دورهما الأساسى فى التوصل إلى اللقاحات المضادة لـ«كوفيد - 19»، تقاسمت المجرية كاتالين كاريكو، والأميركى درو وايزمان، جائزة «نوبل للطب» لعام 2023، عن اكتشافاتهما بشأن لقاح الحمض النووى الريبوزى المرسال (الرنا مرسال).
ساهم كل من الدكتور لكاتالين كاريكو ودرو وايزمان، فى تغيير مسار الوباء كورونا، فقبل طرح لقاحات كورونا "mRNA" لملايين الأشخاص فى جميع أنحاء العالم لحمايتهم، كانت هذه التكنولوجيا تعتبر تجريبية، ويستكشف الباحثون الآن ما إذا كان يمكن أن يساعد التغلب على السرطان والأمراض الأخرى.
فى التسعينيات، التقى الدكتور كاريكو 68 عاما، وويسمان 64 عاما، لأول مرة أثناء العمل فى جامعة بنسلفانيا بعد لقاء أثناء تصوير الأوراق البحثية، وأدركوا اهتمامهم المشترك قبل الشروع فى مهمتهم التى استمرت لعقود من الزمن للمساعدة فى صنع لقاحات أفضل.
وقد شهد عملهم تطوير ما يسمى بتعديلات قاعدة النيوكليوزيد "الوحدة الفرعية لجزيء الحمض النووى"، والتى تمنع الجهاز المناعى من شن هجوم التهابى ضد الحمض النووى الريبوزى المرسال mRNA المصنوع فى المختبر، والذى كان ينظر إليه فى السابق على أنه عقبة رئيسية أمام أى استخدام علاجى لهذه التقنية.
وقالت جمعية نوبل إن "النتائج الرائدة" التى توصل إليها الثنائى "غيرت بشكل أساسى فهمنا لكيفية تفاعل mRNA مع نظام المناعة لدينا"، وأضافوا أنهم ساهموا فى "المعدل غير المسبوق لتطوير اللقاحات خلال أحد أكبر التهديدات لصحة الإنسان فى العصر الحديث فيروس كورونا.
ولكن على عكس اللقاحات التقليدية الأخرى، لا يتم حقن فيروس حى أو مضعف أو الحاجة إليه فى أى وقت.
وبالنسبة لكورونا، أصدر لقاح mRNA تعليمات للخلايا بصنع بروتين سبايك الموجود على سطح الفيروس نفسه، وبعد التطعيم، تبدأ الخلايا فى صنع البروتين، و"تدريب" جهاز المناعة على التعرف عليه ومن ثم إنتاج خلايا تقاومه إذا أصيب شخص ما بالفيروس لاحقا.
وأعلن توماس بيرلمان، أمين لجنة جائزة نوبل، الفائز هذا العام فى معهد كارولينسكا فى ستوكهولم بالسويد.
وقال فى الحفل إن كلا العالمين "شعرا بالذهول" من أنباء الجائزة عندما اتصل بهما قبل وقت قصير من الإعلان.
وقال ريكارد ساندبرج، عضو جمعية نوبل فى معهد كارولينسكا: "إن جائزة نوبل لهذا العام تعترف باكتشافهم العلمى الأساسى الذى غير بشكل جذرى فهمنا لكيفية تفاعل mRNA مع جهاز المناعة وكان له تأثير كبير على المجتمع خلال الوباء الأخير".
وأضافت اللجنة: "إن المرونة والسرعة المذهلة التى يمكن من خلالها تطوير لقاحات mRNA تمهد الطريق لاستخدام المنصة الجديدة أيضا للقاحات ضد الأمراض المعدية الأخرى".
وأخبروا المؤتمر أن التكنولوجيا "يمكن استخدامها أيضا لتوصيل البروتينات العلاجية وعلاج بعض أنواع السرطان".
ففاز الزميلان القديمان فى جامعة بنسلفانيا بعدد كبير من الجوائز لأبحاثهما، بما فى ذلك جائزة لاسكر المرموقة فى عام 2021، والتى غالبا ما ينظر إليها على أنها مقدمة لجائزة نوبل.
بتكريم الثنائى هذا العام، كسرت لجنة نوبل فى ستوكهولم أيضا ممارساتها المعتادة المتمثلة فى تكريم الأبحاث التى مضى عليها عقود من الزمن لضمان صمودها أمام اختبار الزمن.