”الأطول في العالم”.. لقب جديد ينتظر نهر النيل يغير تاريخه

يبدو أن هناك تغيرًا قد يحدث قريبًا، بعد مرور عشرات السنين على تلقيب نهر النيل بـ"أطول نهر في العالم"، وفقا للموسوعة البريطانية وموسوعة جينيس.

وتبدأ رحلة استكشافية لنهر الأمازون، خلال الأشهر المقبلة، يخوض غمارها فريق من المستكشفين والباحثين الدوليين، الذين يسافرون عبر الخيول والقوارب المغطاة بألواح الطاقة الشمسية، وعلى ما يبدو أنهم سيحدثون المفاجأة وهم مستعدون فعليا للطعن في هذا التصنيف.

ومن المقرر أن يمتد مسار البعثة المخطط له الذي يبلغ طوله 7000 كيلومتر (4350 ميلًا) على مسار نهر الأمازون عبر بيرو وكولومبيا والبرازيل، بدءًا من مصدره المزعوم حديثًا في مانتارو، في أعماق جبال الإنديز في بيرو.

ومن المخطط استمرار الرحلة الاستكشافية نحو 5 أشهر، والمقرر انطلاقها في أبريل 2024.

هدف الرحلة

وتهدف الرحلة الاستكشافية إلى السفر بطول نهر الأمازون بالكامل، باستخدام تكنولوجيا الأقمار الصناعية الحديثة لرسم خرائط الأنهار وإثبات علميًا أن نهر الأمازون ليس فقط النهر الأكبر حجمًا في العالم ولكنه الأطول.

وينبع الخلاف حول طول المدة إلى حد كبير من مسألة المكان الذي تبدأ منه منطقة الأمازون، إذ قاست الموسوعة البريطانية وآخرون النهر تقليديًا على أنه يبدأ من منابع نهر أبوريماك في جنوب بيرو، لكن المستكشف الأمريكي جيمس روكي كونتوس قال إنه اكتشف مصدرًا أبعد للنهر، وهو نهر مانتارو في شمال بيرو.

نهر النيل

نهر النيل هو نهر تاريخي يتدفق في شمال شرق إفريقيا، ويُعد أطول نهر في قارة إفريقيا والعالم، على الرُغم من وجود خلاف مصدره بعض الأبحاث تشير إلى أن نهر الأمازون أطول قليلًا.

يبلغ طول نهرِ النيل حوالي 6.650 كم (4.130 ميل)، ويغطي مستجمعه المائي إحدى عشر دولة تسمى دول حوض النيل وهي: تنزانيا، أوغندا، رواندا، بوروندي، جمهورية الكونغو الديمقراطية، كينيا، إثيوبيا، إريتريا، جنوب السودان، جمهورية السودان ومِصر.

ونهر النيل هو المصدر الرئيس للمياهِ في مِصر والسودان على وجْه الخصوص، تَعتمدُ مصر على النيل للحصول على حوالي 97% من مياهِ الري والشرب.

لنهر النيلِ رافدانِ رئيسيان وهما: النيل الأبيض والنيل الأزرق، ويعد النيل الأبيض منبع النيل نفسه أو المصدر الأبعد، أما النيل الأزرق فهو مصدر معظم كمية المياه في النهر، إذ يحتوي على 68% من المياه والطمي.

النيل الأبيض أطول من النيل الأزرق وينبع من منطقة البحيرات الكبرى بوسط إفريقيا، بينما لا يزالُ الرافدُ الأبعد للنيل الأبيض غير معروفٍ بدقة، وهو يقع إما في رواندا أو بوروندي.

يتدفق النيل الأبيض شمالًا عبر تنزانيا وبحيرة فيكتوريا وأوغندا وجنوب السودان، أما النيل الأزرق فينبع من بحيرة تانا في إثيوبيا ويتدفق إلى السودان من الجنوب الشرقي.

يلتقي النهران الأبيض والأزرق شِمال العاصمة السودانية الخرطوم، ويتدفق النيل عبر الصحراء السودانية إلى مصر باتجاه الشمال ويمر في مدينة القاهرة الواقعة على دلتا النهر الكبيرة (دلتا النيل)، ثم يعبر النهر مدينتي دمياط ورشيد ويصب أخيرًا في البحر الأبيض المتوسط.

يعيش اليوم معظم سكان مدن مِصر على طول تلك الأجزاء ابتداءً من وادي النيل شمال أسوان.

النهر التاريخي

لنهر النيل تاريخ ضارب في القِدم، إذ نشأت على ضفافه واحدة من أقدم الحضارات في العالم وهي حضارة المصريين القدماء التي يعود تاريخها إلى أكثر من 5.000 عام.

اعتمدت هذه الحضارة على النهر منذ العصور القديمة، إذ كانت الزراعة هي النشاط الرئيس المميز لها خصوصًا في السودان ومصر، ولهذا فقد شكل فيضان النيل أهمية كبرى في الحياة المصرية القديمة والنوبية أيضًا.

عند الفراعنة ارتبط الفيضان بطقوس شبه مقدسة، فكانوا يقيمون احتفالات وفاء النيل ابتهاجًا بالفيضان.

كما سجلوا هذه الاحتفالات في صورة نقوشٍ على جدران معابدهم ومقابرهم وعلى الأهرامات لبيانِ مدى تقديسهم للفيضان.