فرنسا على مشارف خسارة جديدة.. هل تفقد حليف رابع في إفريقيا؟
مارينا فيكتور مصر 2030مبادرات حزبية وشعبية ظهرت مؤخرًا وتتوالى في تشاد، لدفع السلطات إلى إخراج القوات الفرنسية من البلاد، وأحدثها مبادرة شملت أحزابا وجمعيات ومثقّفين، أمهلت باريس 3 أشهر للمغادرة.
والخميس، اجتمع قادة أحزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدني، مطالبين بالسير على خطى مالي وبوركينا فاسو والنيجر، بطرد القوات الفرنسية ووقف التعاون العسكري مع باريس، وإلا سيحشدون المظاهرات ضد هذه القوات والسلطات.
وقال القادة في بيان:
"نحن قادة الأحزاب السياسية والجمعيات والمثقفون التشاديون من الداخل والمهجر الموقّعون هذا البيان، بعد التحليل في عمق السياق الحالي الذي يتّسم بتراجع القوى الإمبريالية في مواجهة إرادة الوطنيين من النيجر وبوركينا فاسو والماليين ودول أخرى".
"ندعو الأفارقة التشاديين من جميع مناحي الحياة إلى الوقوف بنفس الروح الوطنية للمطالبة برحيل القوات الفرنسية من البلاد".
"تبدو فرنسا عازمة على التمسّك بإفريقيا، من خلال مناورات لإسقاط الأنظمة السياسية المنبثقة عن الإرادة الشعبية والحفاظ على القوى التي تعمل لمصلحتها".
'تقف فرنسا خلف العديد من الانقلابات والاضطرابات والإبادة الجماعية في إفريقيا، مثل الإطاحة بالسلطات التقليدية خلال الفترة الاستعمارية والانقلابات والثورات العسكرية والدستورية وكذلك ثورات القصر".
"ولذلك فإننا، الموقّعين، ندعو إلى اليقظة لمنع كل تلك المناورات التي تهدف إلى إطالة أمد هذه الهيمنة".
"إذا لم تغادر القوات الفرنسية خلال 3 أشهر، سيتم اتخاذ إجراءات واسعة النطاق ومظاهرات ضد السلطات في البلاد".
تفكيك القواعد العسكرية
وأكد خبراء سياسيون أن "هناك غضب يتوسّع ضد وجود القوات الفرنسية، مع المطالبة برحيلها على غرار ما جرى في دول الجوار".
ويدعو الغاضبون قوات الدفاع والأمن إلى إظهار الحماس الوطني في رفض الوجود الفرنسي، ورفض استخدام أراضي تشاد لمهاجمة الشعوب الشقيقة وإيواء القوات الاستعمارية.
كما يطالبون بتفكيك القواعد العسكرية الفرنسية المقامة في تشاد في مدة لا تتجاوز 3 أشهر، وإلغاء كل الاتفاقيات بين فرنسا وتشاد.
تحرّكات سابقة
الأسبوع الماضي، أعلن تحالف "وقت تما" المعارض، استعداده لتنظيم مظاهرات في إطار حملة واسعة للحشد ضد وجود القوات الفرنسية.
وقال حمزة محمد موسى، المتحدّث الرسمي باسم ائتلاف "وقت تما"، وهو أكبر كيان مدني وسياسي وثقافي معارض سلمي داخل تشاد، إن "أهداف الحملة واضحة، وهي طرد القوات الفرنسية، ومحاربة عملة الفرنك الإفريقي والثقافة الفرنسية، وأيضا مجابهة النظام الحاكم في البلاد".
فرنسا في مأزق
وتسبّب مقتل مواطن تشادي بداية الشهر الجاري، على يد جندي فرنسي في مستشفى تابع لقوات عملية برخان في مدينة فايا شمال البلاد، في موجةٍ من الاحتجاجات ضد القوات الفرنسية.
هذه المبادرات تمثّل مأزقا كبيرا لفرنسا التي فقدت هذا الأسبوع موقعا حيويا لنشر قواتها، وهو النيجر؛ حيث اضطر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لإعلان سحب قوات بلاده (1500 جندي) من هناك تحت ضغط مطالب شعبية أيضا وضغط حكومي من السلطات الجديدة في النيجر.
هذا الانسحاب سيكون الثالث بعد اضطراره لسحب القوات الفرنسية من مالي وبوركينا فاسو في عامي 2022 و2023.
توقّع تشاديون أن تتّجه القوات الفرنسية المنسحبة من النيجر إلى بلادهم؛ وهو ما دفعهم لتسريع تحركاتهم لفك الارتباط العسكري بباريس من أساسه.