العبقري الذي ”سبق عصره”.. ما سر عشق الجزائريين لـ ”محمد فوزي”؟
مارينا فيكتور مصر 2030ظل اسم الفنان العظيم محمد فوزي، القامة الكبيرة من مقامات الطرب العربي، عالقًا وخالدًا في أذهان الجزائريين لسنوات طويلة وحتى هذه اللحظة.
الفنان المتكامل والشامل، فهو الموسيقي والملحن والمطرب والممثل والمؤلف والمنتج الكبير محمد فوزي.
تعلق الجزائريون بمحمد فوزي منذ ثورة التحرير، بعدما لحن نشيدهم الوطني "قسمًا"، وسجله بالمجان دعمًا للثورة الجزائرية، فكسب حب الجزائر دولة وشعبًا.
بداية القصة
بداية 1956 طلب عبان رمضان من مفدي زكريا كتابة نشيد وطني يعبر عن الثورة الجزائرية، وخلال يومين فقط جهز شاعر الثورة «قسماً بالنازلات الماحقات»، وانتقل إلى تونس لنشره في صفوف جبهة التحرير.
طالبت فرنسا بحذف مقطع يا فرنسا، الذي يتضمن تحذير الفرنسيين من أن يوم الحساب قادم، لكن المجاهدين الجزائريين رفضوا لأنها لم تعترف بجرائمها المرتكبة في الجزائر وهو لا يزال مقطعا من النشيد الوطني الرسمي.
رحلة البحث عن ملحن
وانطلق مفدي زكريا في رحلة البحث عن ملحن للنشيد الوطني الجزائري، فكلف الملحن محمد طوري بالمهمة، ومن بعده الملحن التونسي، محمد التريكي، لكن قادة الثورة رفضوا اللحنين كونهما يفتقدان حماس الثورة.
توجه مفدي زكريا إلى القاهرة باحثًا عن ملحن جديد للنشيد الوطني الجزائري، وتوجه إلى إذاعة صوت العرب لسان حال جبهة التحرير الوطني وعرض كلمات الأغنية على كبار الملحنين المصريين فوقع اختياره على العبقري محمد فوزي.
لحن الموسيقار المصري محمد فوزي النشيد الوطني للجزائر في ساعات قليلة، وتبرع بهذا اللحن كـ «هدية للشعب الجزائري».
واقتنعت أخيراً جبهة التحرير باللحن الجديد، واعتبرته قوياً وفي مستوى النشيد.
وعن أجره لقاء تلحين النشيد، أجاب محمد فوزي قادة الثورة قائلا:
“لن تقدروا على دفع ثمن تلحيني لنشيد قسما .. ما رأيكم في أن يكون مهر انتسابي لهذه الثورة العظيمة .. لن آخذ شيئا .. هو هدية لإخواني في الجزائر”.