اليوم الوطني الـ 93.. ما قصة توحيد السعودية على يد الملك عبد العزيز آل سعود؟
عبده حسن مصر 2030يتناسب اليوم الوطني السعودي الـ93 فهو يوم ينتظره السعوديين كل عام، لما تقوم به المملكة من مظاهر احتفال وإجازه رسمية من العمل وعروض.
ويعتبر الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود من الشخصيات المهمة والبارزة في المملكة العربية السعودية نتيجة ما قام به من تغييرات وتطورات على التاريخ الحديث ورسم معالمه بما يتناسب مع القيم والعادات وأساسيات دولة الإسلام، فكان منارة وشعلة تتقد ذكاء وحنكة ليصل بشعبه وبلده إلى أرقى درجات التطور والسمو.
واستمرت المملكة حوالي ثلاثة عقود مرت فيها بمراحل تعددت ما بين حروب وتحالفات وانشقاقات في الصفوف، حيث مرت المملكة لتوحيدها بعدة مراحل تتلخص في:
مرحلة الفكر الثوري والذي شب الملك عبد العزيز على المشاعر الوطنية والروح الثورية والإرادة القوية خلال فترة إقامته مع أبيه وباقي أسرته بعد النفي بحماية أمير الكويت، حيث عاش في المنفى ما يقارب ال10 سنوات شتد عوده فيها وتعلم أصول القتال وحنكة الحرب في الصحراء ورغبته في العودة ما فارقت مخيلته، حتى سمح له أمير الكويت والإمام عبد الرحمن بالسعي وراء تحقيق هدفه، وكان يحكم الرياض في هذه الفترة عجلان وهو نائب ابن الرشيد في الولاية، استخدم القصر لحمايته وحاشيته خصيصاً بعد محاولة الملك عبد العزيز الأولى لاسترداد الحكم، حيث دامت محاصرته للقصر أربعة أشهر.
مرحلة دخول قصر المصمك واسترداد الرياض، حيث قام عبد العزيز آل سعود بوضع خطة محكمة أثبت شجاعته وحنكته في القيادة، وهي دخوله الرياض خلسة في ظلام الليل ومعه سبعة من رجاله مستعيناً بفتحات السور التي هدمها ابن الرشيد، في الوقت الذي كان به باقي الرجال على أطراف المدينة وهم على أتم الاستعداد للتدخل بالوقت المناسب، دخل المتسللون المنزل المجاور حتى وصلوا لدار عجلان، حيث بدأ الهجوم عليه مطلع أذان الفجر وقد حاول الفرار لكنه لقي حتفه وانهزم رجاله شر هزيمة، ثم في الخامس من شهر شوال عام 1319 هـ عاد آل سعود بكل ثقة وعزيمة إلى الرياض بقيادة عبد العزيز وبدأت أعمال التوحيد.
مرحلة معارك التوحيد، والتي استمرت هذه المرحلة من عام 1902م حتى عام 1932م وتعد أهم وأطول مرحلة، حيث أعلن الملك عبد العزيز آل سعود أنهم هم الحاكمون وأنهم يريدون بناء دولة إسلامية بشريعة الله وسنة رسوله مع نبذ الشبهات وكل ما حرمه الله وقيام كيان الدولة على أسس ونهج الدين القيم والصحيح، ويهدف أيضاً إلى توحيد القبائل وتحقيق الاستقرار المعيشي وتأمين متطلبات الشعب، فبدأ بالتوسع حتى ضم أجزاء من الحجاز وانضمت عسير طوعاً في عام 1919م، ثم انضمت حائل بعد العفو عن أهلها قبل السير غرباً لتأمين طريق الحج حيث اصطدم بالشريف حسين الذي أبدى عدم قبوله لمطالبه، وواصل زحفه حتى وصل للطائف وبعدها دخل مكة سالماً واعتمر عام 1924م، ثم جدة وجازان، وهكذا استمر في معاراك التوحيد والتوسع حتى عام 1932م حيث تم الإعلان رسمياً عن التوحيد.
وفي عام 1932، تم إعلان توحيد المملكة العربية السعودية، بعد ثلاث عقود من الحروب والانشقاقات.
يذكر أن الملك عبد العزيز عمل العديد من الإنجازات والخدمات التي تصب لمصلحة بلاده، والتي منها: توحيد المملكة، تشكيل أول مجلس شورى، إقامة وزارة للخارجية والمالية والدفاع والمواصلات ومجلس الوزراء، واكتشاف البترول واستخراجه وتصديره، تأسيس مديريات وهيئات تطور بفضلها الوضع الاقتصادي، تحسين الخدمات وزيادة عدد المرافق العامة، توطين البادية، وإنشاء وزارة للحج وتنظيمه، ودعم قطاعات الزراعة والمياه والأمن والتعليم والمواصلات.
ويحتفل السعوديين باليوم الوطني لتوحيد المملكة في 23 سبتمبر من كل عام، ويعود التاريخ إلى المرسوم الملكي الذي أصدره الملك عبدالعزيز بتحويل اسم الدولة من مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية في 23 من سبتمبر عام 1932.
وأتى توحيد المملكة بعد نحو 30 عامًا من الكفاح المسلح الذي قاده الملك عبدالعزيز آل سعود منذ سيطرته على الرياض عام 1902، وصولاً إلى مناطق أخرى من بينها الحجاز.
وفي عام 2005، أعلن يوم 23 سبتمبر إجازة رسمية بمناسبة اليوم الوطني الذي وافق وقتها الذكرى 75.