بعد إدراجها في اليونسكو.. ماذا تعرف عن مدينة أريحا الفلسطينية؟
عبده حسن مصر 2030أدرجت اليونسكو مدينة أريحا على لائحة التراث العالمي، فهي من أقدم المدن الموجودة في فلسطين ومنطقة جذب للسياحة.
قرار اليونسكو
في مؤتمر للأمم المتحدة، أمس الأحد، تم التصويت لصالح إدراج مدينة أريحا القديمة في الضفة الغربية المحتلة على قائمة مواقع التراث العالمي في الأراضي الفلسطينية.
وتم اتخاذ القرار في اجتماع لجنة التراث العالمي التابعة للأمم المتحدة في العاصمة السعودية الرياض، وذلك تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو".
ترحيب فلسطين بالقرار
ورحبت الخارجية الفلسطينية بقرار لجنة التراث العالمي مشيدة بالجهد الفلسطيني للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني.
وفي بيان لها، شددت الخارجية على أن هذا الادراج يؤكد على القيمة العالمية الفريدة للموقع ولفلسطين بشكل عام، ويكشف عن الأصول التاريخية والجمالية والإثنولوجية والأنثروبولوجية للشعب الفلسطيني، كما أنه إثباتا إضافيا على عمق وقدم الوجود الفلسطيني الأصيل في أرضه، واستمراره في البقاء عليها منذ أكثر من 10 آلاف عام، وصدق الرواية الفلسطينية.
وهي شهادة عالمية استثنائية على واحدة من أقدم المجتمعات التي أنشأت أول نظام اجتماعي واقتصادي وسياسي مجتمعي في العالم، ويمثل حقاً لدولة فلسطين العضو في منظمة اليونسكو في ممارسة سيادتها على أراضيها ومواقعها التراثية استناداً للمادة السادسة لاتفاقية الحفاظ على التراث العالمي للعام 1972.
مدينة أريحا
تعتبر أريحا مدينة فلسطينية تاريخية قديمة تقع في الضفة الغربية بالقرب من نهر الأردن وعند شمال البحر الميت، وهي أقدم المدن في التاريخ. في عام 2007، بلغ عدد سكانها 18,110 نسمة. كانت تحت الإدارة الأردنية بين 1948-1967.
وبعدها احتلتها إسرائيل، وفي عام 1994 استلمت السلطة الوطنية الفلسطينية إدارة المدينة، ومدينة أريحا أخفض منطقة في العالم، وتعرف باسم مدينة القمر.
وتبعد أريحا حوالي ميل من الغرب ومكانها يعرف بتلال أبو العلايق شماله تل السلطان ويرجع تاريخها إلى 10,000-11,000 عام وكانت مبنية من الطوب اللبن وكان حولها خندق عرضه 28 قدم وعمقه 8 قدم ومنحوت من الصخر.
اكتشف في موقعها فخار ومصنوعات برونزية وعظام وأدوات منزلية خشبية وسلال وأقمشة، ولكنها دمرت في أواخر العصر البرونزي وهي أقدم مدينة اكتشفت حتى الآن.
كما تعتبر أريحا البوابة الشرقية لفلسطين وترتبط بالضفة الشرقية بشبكة طرق معبدة وتتصل بطريق القدس - عمان، وتقع إلى الشمال من مدينة القدس، وتبعد عنها 38 كم، و 70 كم عن مدينة الخليل في الجنوب.
وسميت بهذا الاسم إلى أصل سامي، وأريحا عند الكنعانيين تعني قمر والكلمة مشتقة من فعل يرحو أو اليرح في لغة جنوبي الجزيرة العربية تعني شهر أو قمر، وفي العبرانية يريحو أقدم مدينة معروفة في التوراة اليهودية، و أريحا في السريانية معناها الرائحة أو الأريج.
ازدهرت أريحا في عهد الرومان ويظهر ذلك في آثار الأبنية التي شقوها فيها والتي تظهر على نهر القلط وفي هذا العهد صارت تصدر التمر.
تشتهر أريحا بالزراعة خصوصاً المحاصيل التي تنمو في المناطق الحارة الرطبة مثل الحمضيات والموز والنخيل والحبوب، وتبلغ مساحة أراضيها 137500 دونم.
ومن أهم المزروعات الحبوب المختلفة، مثل: القمح، والشعير، والذرة، والسمسم، كما تزرع فيها الأشجار المثمرة، مثل: الحمضيات، والموز، والزيتون، والعنب، والنخيل، بالإضافة إلى بعض المحاصيل الأخرى، كالتبغ وهناك فائض في الإنتاج الزراعي يصل إلى مدن الضفة الغربية الأخرى وكذلك يصدر إلى الأردن، كما تشتهر ايضاً بصناعة الفخار، الحصر، النسيج والمياه الغازية.
وقد ازدهرت صناعة استخراج المعادن والأملاح من البحر الميت، مثل: كلوريد البوتاسيوم، والصوديوم، والماغنيسيوم، والكالسيوم، وتوجد في البحر الميت كميات هائلة من هذه المواد تقدر بملايين الأطنان.
وتعد مدينة أريحا من أهم المدن الفلسطينية في مجال السياحة حيث تتمتع بخصائص سياحية فهي تمتاز بشتائها الدافئ، حيث الشمس الساطعة والسماء الصافية والجو الرطب، كما تمتاز بكثرة فواكهها وأشجارها، وفيها خمس منتزهات وسبع فنادق إحداهما على البحر الميت، بالإضافة إلى البحر الميت الذي يعتبر أشد بحار العالم ملوحة ويمكن الاستحمام فيه بأمان، حيث لا توجد فيه أمواج أو حيوانات مائية مفترسة.
بالإضافة إلى أنها منطقة سياحية مُهمة في فلسطين، حيث أُعتبرت في عام 2010 الوجهة الأكثر شعبية بين السياح الفلسطينية.
وبها دير اللاتين بنى هذا الدير جماعة الفرنسيسكان سنة 1925 على مقربة من مساحة المدينة، وبه كنيسة الراعي صالح، وبها عدة أيقونات جميلة ومروحة ونوافذ مزخرفة وتمثال للسيدة العذراء والطفل يسوع وتمثال للسيد المسيح وبعض اللوحات الزيتية، وفي الكنيسة مكان لتعميد الأطفال وآخر للاعتراف أمام الكاهن.