«الكوابيس تلاحقهم».. تبعات زلزال المغرب تُواجه الأطفال الناجين
عبده حسن مصر 2030لا تزال المغرب تعاني من تداعيات الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد الأسبوع الماضي والذي نتج عنه الآلاف من الضحايا والمصابين وكذلك المباني، وبعدها لحقه سيول زادت الوضع سوءاً.
ففي الساعات الأولى من صباح سبت الأسبوع الماضي، ضرب إقليم الحوز جنوب غربي مدينة مراكش الممتد بمعظمه على جبال الأطلس زلزالا بلغت قوته 6.8 درجة على مقياس ريختر، تبعته عدد من الهزات الأرضية الارتدادية فيما بعد.
ويعيش سكان المناطق المنكوبة مشهد انتشال الجثث من تحت الركام، والخوف المستمر من حدوث زلزال مرة أخرى، بعدما انهدمت البيوت فوقهم، وأصبحوا من دون مأوى ولا مال ولا أوراق تثبت وجودهم، حسب صحيفة هسبريس الإلكترونية المغربية.
كما أكدت منظمات إنسانية أن الأطفال كانوا الأكثر تأثراً بالصدمات التي يسببها الزلزال، ومن المحمتمل أن يحملون آثارها لسنوات قادمة بسبب أن بعضهم خسروا كل أفراد عائلتهم، وخسروا منازلهم ومدارسهم وعاشوا دون ملجأ.
فبعض الأطفال تعرضوا لنوبات هلع، والتي تخلق نوعاً من الانكماش وتخوفاً من الخروج إلى العالم الخارجي، وبعضهم أصيب بصعوبات في النوم والأكل، وتعرض آخرون لكوابيس لها علاقة بالزلزال.
ويذكر أنه مازالت عمليات البحث عن الناجين من الزلزال منطقة الحوز، متواصلة، وحسب أحدث الأرقام فقد بلغ عدد القتلى نحو 3000 بينما وصل عدد الجرحى إلى 5000.
وتستخدم السلطات المغربية طائرات مروحية ومسيرات وأعدادا كبيرة من عناصر الجيش لتنفيذ عمليات الإنقاذ والإسعاف وتقديم الإمدادات الأساسية في مناطق جبلية منكوبة بأقاليم الحوز مراكش وشيشاوة وتارودانت ووارزازات، ويواجه كثير من الناجين ظروفا صعبة في الملاجئ المؤقتة التي يحتمون بها بعد أن قضوا ليالي في العراء.
وبعدها شهدت مدينة ميدلت جنوب شرقي المغرب، سيولاً هائلة وقوية، بعد أن استمرت الأمطار في شرق البلاد منذ 12 ساعة، الجمعة الماضية.
وأظهرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الإجتماع، ان السيول كانت أشبه بالفيضانات التي جرفت السيارات واقتلعت الأشجار.
وحذرت مديرية الأرصاد الجوية في المغرب من سقوط أمطار رعدية قوية 25 – 35 ملم مصحوبة بحبات الثلج الكثيف في عدد من المناطق، وتوقعت الأرصاد انتشار السحب شرق البلاد والأطلس المتوسط ومناطق الجنوب الشرقية، وستكون الحالة الجوية غير مستقرة مصحوبة بالبرد والرياح المعتدلة في المناطق الشمالية والأطلس الكبير.
كما أكد بعض خبراء الزلازل عن إمكانية استمرار الهزات الارتدادية لأسابيع أو أشهر، لكن قوة هذه الهزات لا يمكن أن تفوق درجة الهزة الأصلية.
فيما أعلنت الدولة منح مساعدة عاجلة بقيمة 30 ألف درهم مغربي، للأسر المتضررة من الزلزال الحوز.