انضمام الاتحاد الإفريقي لمجموعة العشرين.. نقطة تحول في مسار القارة السمراء
مارينا فيكتور مصر 2030كشفت تقارير ودراسات، عن الدلالات والمكاسب المتبادلة لانضمام الاتحاد الإفريقى لمجموعة العشرين التى ستصبح مكونة من 19 دولة إضافة إلى الاتحاد الأوروبى والاتحاد الإفريقى، وستعرف اختصارا باسم مجموعة (G21)، وما سيترتب على ذلك من التحولات الكبرى فى النظام العالمى الجديد.
وأكدت الدراسات ضرورة تمثيل الصوت الإفريقى فى مؤسسات الحوكمة الدولية، بما فى ذلك مجموعة العشرين، والطموحات الإفريقية بشأن إصلاح مجلس الأمن الدولى، ومبادرة تعليق خدمة الديون والإطار المشترك لمعالجة الديون.
وأكدت التقارير أن انضمام الاتحاد الإفريقى لمجموعة العشرين نقطة تحول فى مسار القارة الأفريقية فى إعادة تشكيل السياسات العالمية، فى ظل الثقل الاقتصادى والديموجرافى لإفريقيا، وأهمية مشاركتها فى ابتكار نظام مالى عالمى أكثر عدلا وشموليا، وإيجاد حلول متعددة الأطراف للتحديات العالمية الملحة، وتعزيز مكانة أفريقيا فى السياسة العالمية، وإيجاد حلول شاملة للتنمية العالمية المستدامة، وتعزيز مبادئ الحوكمة العالمية الرشيدة.
ويمثل انضمام الاتحاد الإفريقى رسميا إلى مجموعة العشرين لحظة محورية فى مشهد الحوكمة الدولية وإعادة تشكيل السياسات العالمية، وتعزيز مشاركة أفريقيا فى عمليات صنع القرار بشأن القضايا العالمية.
وتم اعتماد قرار الانضمام فى فبراير 2023 خلال قمة الاتحاد الإفريقى، برئاسة “ماكى سال”، رئيس السنغال ورئيس الاتحاد الأفريقى آنذاك، وقد سبق ذلك محاولات أفريقية عديدة للانضمام، باعتبار الاتحاد الأفريقى ممثلا للاهتمامات الأفريقية الجماعية، وفى الآونة الأخيرة، دعا العديد من القوى العالمية أيضا إلى انضمام الاتحاد الإفريقى للمجموعة.
وتتمثل دلالات الانضمام بتصاعد مكانة إفريقيا فى مقاربات القوى الكبرى، التأكيد على دور الهند المتنامى فى إفريقيا فإنه منذ تولى “مودي” رئاسة مجموعة العشرين، تعزيز دور الهند كمدافع عن مصالح دول الجنوب العالمى ومنها إفريقيا.
خطة انتقالية
وفى هذا الصدد، تحتاج إفريقيا إلى خطة انتقالية قابلة للتطبيق فى مجال الطاقة، وستساعد مجموعة العشرين فى حصولها على الدعم العالمى من شركاء المناخ الدوليين، وعقد شراكات بين معاهد أبحاث سياسات الطاقة فى إفريقيا وأوروبا لإدارة إزالة الكربون فى الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة والكهرباء والنقل فى أفريقيا، بالإضافة إلى مساهمات المؤسسات المالية الدولية بالتعاون مع أعضاء مجموعة العشرين لتحويل تمويل طاقة الوقود الأحفورى إلى دعم المصادر المتجددة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح فى إفريقيا.
فائدة مزدوجة
وأكدت الدراسات أن انضمام الاتحاد الأفريقى لمجموعة العشرين يعد بمثابة فائدة مزدوجة للجانبين، فى ظل تشابك تأثيرات القضايا الاقتصادية العالمية، وتحديدا على الدول الأكثر فقرا فى إفريقيا، مع اتساع المفارقة الإفريقية فى ظل امتلاك الدول الإفريقية العديد من الموارد المعدنية والبشرية، فمن المتوقع أن يتضاعف عدد سكانها الشباب البالغ 1.3 مليار نسمة بحلول عام 2050، لتشكيل ربع سكان العالم، وتضم أكبر منطقة للتجارة الحرة فى العالم، فى حين تعد مجموعة العشرين المنصة الرئيسية متعددة الأطراف للتعاون الاقتصادى المالى العالمى.