بعد اقترابها من مصر.. ماذا فعلت العاصفة دانيال في ليبيا واليونان؟
عبده حسن مصر 2030تحركت عاصفة قادمة من اليونان متجهه نحو ليبيا وبعض الدول العربية والتي ممكن أن تكون مصر من ضمنهم، والمعروفة باسم عاصفة دانيال مما جعلها تتصدر محرك البحث هذه الأيام.
وكشفت هيئة الأرصاد إلى أنه بعد أن وصلت العاصفة دانيال الأراضي الليبية أمس، تتجه الآن إلي الحدود المصرية ومن المتوقع لها أن يصل تأثيرها إلي غرب البلاد (السلوم - سيوة - مطروح - تصل إلى الاسكندرية مساء).
ووصلت العاصفة دانيال إلى السواحل الليبية، مؤثرة عليها بأمطار غزيرة، وتسجيلات كبيرة للأمطار، وعواصف رعدية، وسرعات كبيرة للرياح، وارتفاعا للأمواج يتجاوز الـ4 أمتار.
وأكدت هيئة الأرصاد، أن بقايا العاصفة تصل إلى غرب مصر، اليوم الاثنين، 11 سبتمبر، ويصاحبها سقوط الأمطار، بعدما فقدت العاصفة معظم قوتها.
وكانت السلطات الليبية قد أغلقت أربعة موانئ نفطية رئيسية في ليبيا، هي رأس لانوف والزويتينة والبريقة والسدرة، اعتباراً من مساء السبت لمدة ثلاثة أيام بسبب العاصفة.
كما دعت المؤسسة الوطنية للنفط كل الشركات التابعة لها إلى اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر، وإعلان حالة التأهب القصوى، لمواجهة العاصفة المتوقعة، مطالبة بتقليل التنقل خارج المواقع النفطية وتقييد الحركة وإيقاف الرحلات الجوية بين الحقول.
وأعلن مجلس طبرق البلدي إغلاق جميع الورش والمحال التجارية والمقاهي داخل نطاق البلدية وفروعها، بسبب سوء الأحوال الجوية، وطلب من عناصر الحرس البلدي الالتحاق بأعمالهم، فيما رصدت وسائل إعلام محلية لقطات مصورة لتطبيق حظر التجوال في مدينة درنة، وإغلاق جميع المحلات التجارية بسبب العاصفة.
وقالت حكومة الوحدة المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة إن فريقها الحكومي المُكلف بالاستجابة السريعة والتعامل مع التحديات الناجمة عن الظروف الجوية المحتملة باشر مهامه بمقر مركز للاتصال المحلي، مؤكدا التعامل الفوري مع البلاغات وإحالتها إلى الجهات المعنية، والشركة العامة للمياه والصرف الصحي، ومديريات الأمن ومديريات الحرس البلدي، وهيئة السلامة الوطنية، وجهاز الإسعاف والطوارئ والشركة العامة للكهرباء، لمجابهة الآثار التي قد تنتج عن حالة الطقس المتوقعة.
ونقلت عن فريق الطوارئ والاستجابة السريعة في شركة المياه أن كميات متوقعة ومعقولة من الأمطار هطلت في بنغازي والجبل الأخضر، مؤكدة استيعاب شبكة الصرف ونقاط التصريف لكميات الأمطار من دون رصد مختنقات.
وقد تعرضت عدة مناطق شرقي ليبيا على مدار اليومين الماضيين لفيضانات وأمطار غزيرة تسببت في سقوط قتلى، وإعلان مناطق منكوبة، وتعليق الدراسة في مناطق تعليمية بسبب هذه العاصفة.
كما أعلن رئيس الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان الدكتور أسامة حماد مدينة درنة شرق البلاد مدينة منكوبة، داعياً لتوجيه كافة الجهود إلى المدينة لإنقاذ العالقين.
وناشدت مديرية أمن درنة الليبية، سكان المناطق الساحلية، وكذلك سكان الأودية الجبلية وأماكن تصريف المياه من منطقة الحصين شرقًا حتى منطقة الأثرون غربًا، بضرورة التعاون مع رجال الأمن ومغادرة تلك المناطق في أسرع وقت وعدم ترك أي منقولات ثمينة في منازلهم.
وقالت المديرية في بيان نشره مكتبها الإعلامي إن على المواطنين القاطنين على مقربة من شاطئ البحر أخذ الحيطة والحذر وضرورة التعاون مع رجال الأمن، وترك تلك المناطق وعدم ترك أي منقولات ثمينة وإطفاء التيار الكهربائي أثناء المغادرة تحسبًا لأي طارئ، وكذلك سكان الأودية وأماكن تصريف المياه، من منطقة الحصين شرقًا حتى منطقة الأثرون غربًا، وبالأخص وادي الشواعر.
وأعلنت مديرية أمن درنة الليبية، أنها باشرت منذ مساء السبت، في إخلاء السكان القاطنين بالمناطق المقابلة للبحر في المدينة، حرصًا على سلامتهم وتحسبًا لأي طارئ ونقلهم إلى أماكن آمنة، وتوفير الإمكانات اللازمة لهم، وذلك تنفيذًا للخطة الأمنية رقم 6 لتأمين مدينة درنة وضواحيها.
ووجه مدير إدارة الفروع بجهاز الإسعاف والطوارئ بالمنطقة الشرقية في ليبيا صلاح القطراني، نداء استغاثة عاجل ة بعد غرق عدد من المنازل ومحاصرة العائلات نتيجة العاصفة التي ضربت المنطقة، مخاطبا جميع الجهات المسؤولة والمعنية بمساندتهم، ودعمهم في منطقة -تاكنس ومدور الزيتون- (127) كيلو متر شرق مدينة بنغازي، نتيجة غرق العديد من المنازل، ومحاصرة عدد من العائلات، حيث ارتفع منسوب المياه إلى 4 أمتار، نتيجة المنخفض الجوي الذي يضرب السواحل الليبية منذ السبت الماضي.
وخلال ساعات تنطلق قوافل مساعدات وإنقاذ لإرسال كل ما يلزم من الدعم للمتضررين، ونجري عملية حصر لكافة الأضرار وسنعوض كل المواطنين سواء تضررت منازلهم أو مزارعهم.
والجدير بالذكر أن عاصفة دانيال تحدث و تتحرك باتجاه الغرب، وتزداد العاصفة بثبات لتصل إلى ذروة الرياح و تبلغ سرعتها 150 ميلا في الساعة (22 كم / ساعة).
وارتفعت حصيلة القتلى بسبب إعصار دانيال الذي ضرب اليونان وتسببت في خسائر مادية وبشرية كبيرة، وعثر على امرأتين مسنتين ميتتين في قرية في كارديتسا بإقليم ثيساليا، ما يرفع عدد وفيات العاصفة دانيال إلى ستة.
وعثر فريق الإنقاذ التابع لخدمة الإطفاء اليونانية على إمرأتين ، وهما شقيقتان تبلغان من العمر 75 و85 عامًا، متوفيتين في منزلهما بقرية أستريتسا وتم نقل الجثث إلى سيارة الإسعاف بقارب مطاطي.
واضطر سكان اليونان إلى الصعود إلى أسطح منازلهم هربا من مياه الفيضانات التي بلغ عمقها أكثر من مترين في بعض المناطق، في جميع أنحاء اليونان، حيث غمرت المياه المنازل، وجرفت السيارات إلى البحر، ودُمرت الأراضي الزراعية وجاءت العاصفة في أعقاب حرائق الغابات المدمرة في الصيف وضربت المناطق التي لا تزال تتعافى من تلك الحرائق.
وقد خلفت الأمطار الغزيرة والفيضانات الشديدة الناجمة عن العاصفة دانيال أربعة قتلى على الأقل وستة مفقودين في جميع أنحاء اليونان، مع إنقاذ المئات من ارتفاع منسوب المياه. وكانت المنطقة الأكثر تضررا هي المنطقة الوسطى المحيطة بفولوس وكارديتسا.
أدى حدوث العاصفة دانيال إلي هطول أمطار شديدة الغزارة أدت إلى حدوث فيضانات عارمة في أجزاء متفرقة من اليونان و قد تلقت منطقة مغنيسيا الجبلية هطول أمطار تراوح ما بين 600 إلى 800 ملم خلال 24 ساعة فقط، و هو أمر غير مسبوق في بيانات الأرصاد الجوية اليونانية، و بالمثل تأثرت أسطنبول في تركيا و بلغاريا بفيضانات و سيول جراء هطول الأمطار الغزيرة والتي أدت إلى وقوع وفيات.