في ذكرى هجمات 11 سبتمبر.. هل نجحت أمريكا في القضاء على الإرهاب؟
مارينا فيكتور مصر 2030استيقظ العالم يوم 11 من سبتمبر قبل 22 عاما، على فاجعة أرعبت الجميع وكانت بداية حقيقية للحرب ضد الإرهاب، ووضعت مسوغا للإدارة الأمريكية حينها؛ لتنفيذ مخططات "الحرب الاستباقية"، و"نشر الديمقراطية"، بالعالم.
وكان الهدف المعلن من ذلك حينها هو تفادي تكرار مأساة الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر 2001، والعمل على تعزيز ونشر الديمقراطية.
لكن بعد أكثر من عقدين، يثور التساؤل "هل نجحت الولايات المتحدة في حربها على الإرهاب ولو تكتيكيا؟"، أم ما زال "الإرهاب في أوج نشاطه؟".
وبالتزامن مع إحياء الولايات المتحدة الذكرى السنوية لاعتداءات عام 2001 التي أودت بحياة 2977 شخصا، نعرض لكم تفاصيل الحادث.
هجمات 11 سبتمبر
أقدم 19 من الأفراد المرتبطين بتنظيم القاعدة على خطف 4 طائرات مدنية ارتطمت اثنتان منها بمركز التجارة العالمي في نيويورك، وثالثة بوزارة الدفاع "البنتاجون" قرب واشنطن، بينما تحطمت الرابعة في حقل في بنسلفانيا بعد عراك بين الخاطفين وأفراد الطاقم والركاب.
ومنذ زلزال الإرهاب الذي ضرب الولايات المتحدة في 11 سبتمبر، بات أمام الإدارة الأمريكية "المسوغ" للانطلاق نحو تنفيذ مخططها في مواجهة الإرهاب من خلال ما وصفته بـ"الحرب الاستباقية"، و"نشر الديمقراطية"، و"إعادة بناء الدول".
هل حققت نجاحات؟
ويقول مراقبون إن الولايات المتحدة حققت بالفعل في حربها على الإرهاب بعض النجاح التكتيكي، بعد أن قتلت بعض قادة التنظيمات الإرهابية سواء تنظيم القاعدة أو داعش، أو اعتقال بعض قادة تلك التنظيمات، مرورا بنجاحها لاحقا في طرد عناصر داعش من مناطق كان التنظيم يسيطر عليها، لكنها في الوقت ذاته لم تتمكن من القضاء على أي من التنظيمات الإرهابية، فما زال خطرها قائما.
ونجحت أمريكا في مساعدة بعض دول العالم في محاربة الإرهاب، لكنها لم تستطع تحقيق النجاح اللازم مع الدول التي لم تتعاون معها، ولم تستفد من الإمكانات الأمريكية.
كما كان هنا تنسيق عالي المستوى، وتبادل للمعلومات الاستخبارية مع العديد من دول أوروبا ودول العالم، ما أسفر عن انخفاض العمليات الإرهابية في أماكن عديدة في العالم بشكل لافت.
وتراجع الإرهاب في الأماكن التي طالها الأمريكيون، ومؤسساتها الأمنية والمؤسسات التي تتعاون مع واشنطن.
تحصين جبهة الداخل
وما قامت به أمريكا ومؤسساتها المختلفة بعد أحداث سبتمبر نجح بشكل كبير في منع تكرار المأساة مرة أخرى، بعد أن اعتمدت مجموعة من الحلول لم تكن أمنية فقط.
فكان هناك تنسيق أمني على أعلى مستوى بين الولايات الـ50 مع المؤسسات الأمنية المختلفة في أمريكا، إضافة إلى تفعيل آليات للتواصل الفعال مع الجاليات الإسلامية، بدأت بزيارة الرئيس جورج بوش للمسجد الكبير في واشنطن، وهو ما أعطى إشارة إيجابية تمثلت في الفصل بين المسلمين كلهم ومجموعة قامت بحادث إرهابي.
ساهم توفير أمريكا إمكانات ضخمة للمؤسسات الأمنية، بالتوازي مع التواصل الجيد مع الجاليات العربية والإسلامية، بشكل كبير في نجاح الاستراتيجية التي انتهجتها واشنطن في الحفاظ على الأمن الداخلي، وتفادي تكرار أحداث 11 سبتمبر.
وجاء في مقال نشره مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، تحت عنوان "في ذكرى 11 سبتمبر: تساؤلات عن تحولات الحرب الأمريكية على الإرهاب وتداعياتها"، أن "الحرب الاستباقية" التي أخذ قرار بدايتها الرئيس الجمهوري جورج دبليو بوش، بدأت من أفغانستان وانطلقت إلى العراق، ثم ألقت بتبعاتها على منطقة الشرق الأوسط، وتحديدا الدول العربية، وقد أسفرت عن خسائر في الأرواح، وألقت بظلال قاتمة على الأمن والاستقرار والأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحقوق الإنسان، خاصة النساء والأطفال.
ونوه المقال بأن القوات العسكرية الأمريكية دخلت إلى أفغانستان وأسقطت حكومة طالبان في نهاية عام 2001، ثم دخلت العراق وأسقطت حكومة صدام حسين في مارس 2003.
وفى أغسطس 2021، شهدنا انسحاب القوات العسكرية الأمريكية من أفغانستان؛ كما أن شهر أكتوبر من نفس العام، شهد الانسحاب العسكري الأخير من العراق التي دخلتها القوات الأمريكية منذ 17 عاما.
وبحسب المقال، فإن الحرب الأمريكية على الإرهاب انتهت وخلفت وراءها أفغانستان تحت سلطة طالبان كما كانت قبل 20 عاما، لكن مع عدد كبير من القتلى بين المدنيين والعسكريين الأفغان، ونحو 5.3 مليون نازح ولاجئ أفغاني.
أما العراق فقد خاض 17 عاما من الحرب والإرهاب الطائفي، أودت بحياة 207 آلاف عراقي، ونزِوح أكثر من 9 ملايين آخرين خارج الدولة، وتراجع حاد للبلاد على المؤشرات الدولية، إلى جانب تجذير الهوية الطائفية نتيجة قوانين المحاصصة، ورسوخ وجود المليشيات المسلحة.