بالأدلة والوقائع.. كيف خدع أشرف مروان الموساد الإسرائيلي؟
علي حسين مصر 2030تصدر اسم أشرف مروان محركات البحث على «جوجل» خصوصا بعد خروج معلومات جديدة من الكيان الإسرائيلي.
من هنا نستعرض إليكم جميع التفاصيل حول أشرف مروان.
من هو أشرف مروان؟
هو سياسي ورجل أعمال مصري له خلفية بالعمل الاستخباراتي، وزوج منى جمال عبد الناصر ابنة الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر.
ولد مروان في 2 فبراير 1944 في 5 شارع الحكماء بحي مصر الجديدة لأب كان ضابطاً بالجيش هو اللواء أبو الوفا مروان الذي تولى إدارة سلاح الحرب الكيماوية قبل أن يخرج للتقاعد ويتولى شركة مصر للأسواق الحرة.
حصل مروان على بكالوريوس العلوم في جامعة القاهرة في عام 1965 ثم الدكتوراة في نفس التخصص من جامعة لندن عام 1974، وكان قد التحق للعمل بالمعامل المركزية للقوات المسلحة منذ عام 1965.
تقدم للزواج من «منى» ابنة الرئيس جمال عبد الناصر وتم قبوله، ومن هنا كانت بداية ظهوره في الحياة العامة في مصر، حيث انتقل للعمل في رئاسة الجمهورية كمساعد محدود الاختصاصات لسامي شرف سكرتير الرئيس.
بعد وفاة عبدالناصر
بعد وفاة جمال عبد الناصر في سبتمبر 1970 قدم مروان الدعم للرئيس الجديد أنور السادات، وانضم للفريق المؤيد له وكانت نتيجة ذلك أن وثق السادات في مروان وعينه سكرتيرا خاصا لشئون المعلومات في 13 مايو 1971 قبل يومين من ثورة التصحيح، التي لعب فيها مروان والفريق الليثي ناصف قائد الحرس الجمهوري آنذاك الدور الأكبر في تصفية خصوم السادات.
صعد نجم مروان في الحياة السياسية المصرية، نتيجة تزايد ثقة السادات الكبيرة فيه؛ فجعله عضوا في لجنة الإشراف على التطوير وصناعة الأسلحة في مصر وليبيا، وعضوا في المجلس الأعلى للمشروعات الطبية في مجال الطاقة النووية عام 1973، ثم سكرتيرا للرئيس للاتصالات الخارجية في عام 1974.
وفي 29 يونيو 1974 عين مقررا للجنة العليا للتسليح والتصنيع الحربي، وفي 1975 عين رئيسا للهيئة العربية للتصنيع، وفي 1987 عين سفيرا لمصر في لندن ثم اتجه للعيش في لندن، والعمل في الأعمال الحرة كمستثمر ورجل أعمال، وكان رئيس الجالية المصرية في لندن.
رأي الإسرائيليين في أشرف مروان
اتهمت الصحف العبرية أشرف مروان بعد وفاته بأنه عميلا مزدوجا ما بين المخابرات المصرية والإسرائيلية.
كتبت صحيفة يديعوت أحرونوت، أن إيلي زعيرا رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي أثناء حرب أكتوبر 1973 وكبار قادة الموساد في ذلك الوقت والشاباك اعتبروا أن أشرف مروان كان عميلا مزدوجا، وأنه سبب إخفاقا تاما وكبيرا لمؤسسة الموساد، لكن هناك منتقدين لهذا التوجه قالوا أنه لا يوجد أساس لهذه النظرية.
وكتبت صحيفة معاريف: «أشرف مروان عميل مزدوج أفشلنا في حرب أكتوبر، وأيا تكون الأسباب وراء موته فإنه ترك بقعة سوداء تلوث تاريخ الجاسوسية في إسرائيل بعد أن خدعها وجعل من هذه المؤسسة أضحوكة».
وانتقدت معاريف بشدة «الكشف عن اسم مصدر من قبل الدولة وهو على قيد الحياة».
قال اللواء إيلي زعيرا، الذي طرد من منصبه كرئيس للاستخبارات العسكرية بعد فشل إسرائيل في التنبؤ بالحرب عليها، في كتاب صدر في العام 1993، إن إسرائيل فوجئت بالحرب لأنها وقعت ضحية عميل مزدوج. غير أنه لم يذكر اسمه في ذلك الكتاب، لكن الصحافة الإسرائيلية قامت بنشر اسم مروان.
خداع أشرف مروان لإسرائيل
قال المخالفون -وبينهم إيلي زعيرا- إن الثقة في «بابل» كانت «أكبر هزيمة تحققت لإسرائيل في تاريخها» بابل وأكتوبر العام 2004 جاء حاملا مفاجئة مدوية ليست لمروان هذه المرة لكنها للذين يعتقدون داخل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أن «بابل» أو مروان كان مخلصا لهم، ولم يكن «طُعْمًا» من المخابرات المصرية ابتلعوه للنهاية؛ حيث شاهد أحد العاملين في جهاز مخابرات إسرائيلي على مراقبة شبكات التلفزيون العربية بثا لإحدى القنوات المصرية الرئيس المصري حسني مبارك وهو يصافح مروان في احتفالات ذكرى حرب أكتوبر في العام 2004.
بطل قومي مصري
ونشرت صحيفة يديعوت أحرونوت في مايو 2005 تقريرًا عن هذا الشريط الذي يجمع مبارك ومروان اعتبر فيه محرر الصحيفة لشئون أجهزة الاستخبارات والقضايا الإستراتيجية أنه «سينهي الجدل الدائر منذ 32 عامًا في إسرائيل حول مروان بأنه بطل قومي مصري».
وكتب المحلل يقول: «بعد الآن لا يتبقى أي مكان للشك.. فالرئيس المصري لا يتعامل على هذا النحو مع أكبر خائن عرفته مصر، بل هكذا يتم التعامل مع بطل قومي».
وجاء تأكيد إضافي لمن يرى في مروان بطلا قوميا أنه منذ الحرب وحتى وفاته، وبعد ما نشره أهارون برجمان، حظي مروان بالازدهار والأمن، وبالقدرة على دخول مصر والخروج منها كما يشاء.
وهناك من يرون في ذلك برهانا آخر على أن قادة الحكم المصري والسادات كانوا يعرفون أنه عميل مزدوج، وأنهم زرعوه في الموساد لهذا الغرض.
آخر حقائق لخداع الموساد الإسرائيلي
آخر هذه الحقائق التي أكدت نجاح مروان في خداع الموساد الإسرائيلى، نشرتها صحيفة هاآرتس الإسرائيلية بعد ظهور كتاب جديد في إسرائيل تحت عنوان «الملاك أشرف مروان.. والموساد ومفاجأة حرب أكتوبر»، وهو كتاب لأستاذ العلوم السياسة بجامعة حيفا يوري بار يوسف، الذي تناول فيه علاقة د.أشرف مروان صهر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، مع جهاز الموساد الإسرائيلي الذي أطلق على مروان اسم العميل «الملاك» في الفترة التي سبقت وأعقبت حرب أكتوبر 1973.
أكد الكتاب أن مروان لم يكن عميلا مزدوجا يجمع المعلومات لصالح إسرائيل، ولكنه كان في الأصل يعمل لحساب مصر بنفس التوقيت، ويزود الموساد الإسرائيلي بمعلومات حقيقية موثوق في صحتها، كجزء من خطة الخداع الاستراتيجي الذي كان ينفذها بتعليمات مصرية لإنجاح عمله مع الموساد، حتى أنه أمدهم في يوم 4 أكتوبر 1973، باستعداد مصر لشن حرب قريبة على إسرائيل، ولكن دون أن يحدد متى، وهي المعلومة التي لو استغلها الموساد والقيادة السياسية ممثلة في جولدا مائير والقيادة العسكرية ممثلة في وزير الدفاع آنذاك موشي ديان، لكانت تغيرت معالم حرب أكتوبر بين مصر وإسرائيل.
شهادة الرئيس مبارك بخصوص أشرف مروان
وذكر الرئيس المصري السابق حسني مبارك، أن مروان كان وطنيا مخلصا وقام بالعديد من الأعمال الوطنية لم يحن الوقت للكشف عنها مشددا على أنه لم يكن جاسوسا لأي جهة على الإطلاق، ونفى أنه أبلغ إسرائيل بموعد حرب أكتوبر وذكر أنه لا أساس له من الصحة.
المعلومات الجديدة عن أشرف مروان
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية مؤخرا عن فيلم سينمائى يرصد حياة رئيسة الوزراء الإسرائيلية الراحلة جولدا مائير خلال حرب السادس من أكتوبر، وذلك في محاولة لتبرئة رئيسة الوزراء الإسرائيلية السابق من الهزيمة التي ألحقها الجيش المصري بالإسرائيليين.
ويتطرق الفيلم إلى كواليس الساعات الأخيرة قبل حرب أكتوبر والاجتماعات والاتصالات التي قامت بها جولدا مائير لإنقاذ إسرائيل من الفناء، ويشير الفيلم إلى تعرض تل أبيب لخداع بتمرير معلومات مضللة من الجانب المصري عبر أشرف مروان إلى الجانب الإسرائيلي حول موعد الحرب.
وتحرص إسرائيل الرسمية عبر وسائل إعلامها المكتوبة والمسموعة والمرئية على تضلل الشارع الإسرائيلى بإظهار أشرف مروان فى صورة الخائن لوطنه كى تتغافل عن أهم عملية تجسس نفذها عميل مصرى فى القرن العشرين، الأمر بالنسبة لإسرائيل فى الوقت الحالى هى نقل رسالة للجيل الجديد بأن جهاز الموساد منذ نشأته لم يتعرض لأى خداع أو هزيمة وهى الصورة النمطية التى تعمل تل أبيب على ترسيخها فى جيل الشباب.
إلا أن الإعلام الإسرائيلي نفسه كشف فى تقارير عدة أن أشرف مروان مرر معلومات أرست شعورا داخل الحكومة الإسرائيلية وقيادة الجيش الإسرائيلي بأن الجانب المصري غير مستعد لأي حرب في العام 1973 نتيجة نقص في الدعم اللوجيستي والفني، وقد اضطرت جولدا مائير لحجب معلومات عن لجنة "أجرانات" حول دور أشرف مروان خشية أن يفتضح أمر إسرائيل ويكشف عن مدى الضعف الكبير فى جهاز الموساد.
فيما كتب المؤرخ الإسرائيلي "بريجمان" أن أشرف مروان عميلًا مصريًا بارعًا، وطرح ذلك بشكل مفصل من خلال ورقة فى مجلد صادر عن حرب أكتوبر فى أكسفورد عام 2013، مفندا كافة الأكاذيب الإسرائيلية حول خيانة أشرف مروان لوطنه وعمله مع قيادة الموساد.
فيما اعترف مؤلف كتاب "أشرف مروان.. الملاك الذي أنقذ إسرائيل" أورى بار يوسف بأن المعلومات التى نقله أشرف مروان لقيادة الموساد أثرت بشكل حاسم على سير المعارك على الجبهة المصرية، وقال نصًا فى أحد الأفلام الوثائقية عن حرب أكتوبر "نعم.. نعم، أثر ذلك على سير المعارك، حيث أصدر شموئيل جونين قائد المنطقة الجنوبية أوامره لأطقم الدبابات الإسرائيلية بعدم التحرك من مرابطها فى سيناء إلى حافة القناة إلا في الساعة الرابعة عصرًا أي قبل الموعد الذى أخبرنا به مروان بساعتين حتى لا يعرف المصريون أن موعد الحرب قد سرب".
وفاة أشرف مروان
توفي في 27 يونيو 2007 بعد أن سقط من شرفة منزله في 24 كارلتون هاوس في منطقة جيمس القريبة من القصر الملكي البريطاني ببكنجهام بالعاصمة البريطانية لندن.
وقد وقع الحادث بعد ظهر الأربعاء، وقد ذكر بيان صادر عن الشرطة أن التحقيقات حول ظروف حادث سقوطه من شرفة منزله لا تزال مستمرة، ورغم وجود كاميرات مراقبة بموقع وفاته إلا أن تعطلها حال دون توفر تسجيل للحادث.
أعلنت شرطة سكوتلاند يارد، أن التحقيقات ما زالت مستمرة في حادثة سقوط رجل الأعمال المصري أشرف مروان من شرفة منزله بمنطقة سانت جيمس بارك، بوسط العاصمة البريطانية، ليموت حالا.
وأوضحت الشرطة البريطانية، في بيان أصدرته أن «الطب الشرعي لم ينته من عمله بعد، وتقريره النهائي هو الذي سيحسم الأمر».
وفي يوليو 2007 أكد القضاء البريطاني انتحاره ونفى وجود شبهة اغتيال أو قتل عمد.