انقلابات متتالية.. هل تعتبر انتكاسة لاستراتيجية فرنسا في إفريقيا؟
مارينا فيكتور مصر 2030اعتبرت العديد من الصحف الغربية، أن الانقلابات التي تشهدها دول إفريقيا، ما هي إلا انتكاسة لاستراتيجية فرنسا وخسارة كبيرة لتواجد قواتها في إفريقيا.
ومن جهتها قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، إن الانقلاب العسكري الذي أطاح برئيس الجابون علي بونجو مثّل في جوهره انتكاسة جديدة لاستراتيجية فرنسا في إفريقيا.
وذكرت الصحيفة في تقرير لها أن "بونجو أصبح رهن الإقامة الجبرية بعد الإطاحة به في انقلاب قضى على أحد حلفاء فرنسا القلائل المتبقين في المنطقة بعد مرور شهر واحد فقط على الانقلاب الذي أطاح بالحليف الآخر في النيجر الرئيس محمد بازوم".
ويقول المحلل السياسي المقيم في السنغال، جيل يابي، المتخصص في شؤون غرب إفريقيا، في تصريحات صحفية، إن أحداث النيجر والجابون هي نتاج أزمات متكررة على الساحة الإفريقية.
وأضاف أن الأحداث الأخيرة التي شهدتها النيجر وبوركينا فاسو ومالي وغينيا كانت لها تداعيات وتأثيرات على إلغاء نتائج الانتخابات وحل الدستور والسيطرة على السلطة في الغابون.
ولم يشهد الغرب أحداثا مفاجئة وخارجة عن سيطرته منذ ما يسمى بثورات الربيع العربي مثلما يحدث الآن في منطقة الساحل الإفريقي.
معظم من يسيطر على السلطة في تلك البلدان ضباط شباب طموحين ويؤيدهم جيل جديد من الشباب بسبب خيبة الأمل لعدم تحقق وعود الديمقراطية طوال العقود الماضية.
ويجب التعامل مع تلك التطورات بحنكة ودبلوماسية، كما يجب تحقيق التوازن بين استخدام العقوبات الموجهة التي لا تعاقب الشعوب وبذل جهود مقنعة لتشجيع أي تحول ديمقراطي نحو التعددية السياسية ووجود معارضة قوية بتلك البلدان.
الهشاشة السياسية التي تعاني منها مؤسسات بعض الدول الإفريقية، إلى جانب التنوع العرقي والطبيعة القبلية فضلًا عن ضعف البنية الاقتصادية والإخفاق في عدالة توزيع الثروة كانت أسباب تلك الانقلابات.