قيد الإقامة الجبرية لتهديد الأمن.. من هو رئيس شورى إخوان تونس؟
مارينا فيكتور مصر 2030رغم قرار السلطات التونسية بغلق جميع مقرات حركة النهضة الإخوانية وحظر جميع اجتماعاتها منذ اعتقال راشد الغنوشي زعيم إخوان تونس، في 17 أبريل الماضي، إلا أن تمرد إخوان تونس على تلك القرارات يزداد، بمحاولتهم عقد اجتماع مجلس الشورى برئاسة عبد الكريم الهاروني.
هذه التحركات المتسارعة لإخوان تونس، أدت لتطبيق قانون الطوارئ، بوضع القيادي الإخواني ورئيس شورى حركة النهضة التونسية، عبد الكريم الهاروني قيد الإقامة الجبرية.
قرار مدته 40 يومًا جاء تطبيقًا لأوامر أصدرها وزير الداخلية التونسي كمال الفقي، أمس السبت، عملا بقانون الطوارئ.
دلالات القرار
ويرى خبراء تونسيون أن "الإقامة الجبرية هي إجراء تتمكن من خلاله السلطة التنفيذية أي وزير الداخلية، من الحد من حرية أي شخص يمثل خطرا على الأمن العام والسلم الاجتماعي بوضعه قيد الإقامة الجبرية بنفس المكان أو المنطقة المشمولة بحالة الطوارئ".
وتوقع الخبراء، أن "وضع الهاروني رهن الإقامة الجبرية جاء بعد توصل وزارة الداخلية لمعلومات خطيرة تفيد بأن مجلس الشورى الذي كان سيترأسه الهاروني ستنبثق عنه قرارات من شأنها إرباك الأمن التونسي عن طريق العودة إلى منهج العنف الذي يعد وليد الفكر الإخواني".
ويرى الخبراء أن "النهضة كانت تعلم جيدا أن مؤتمراتها لن تنظم بسبب غلق مقارها ومنع جميع اجتماعاتها لكنها تناور من أجل كسب التعاطف الدولي والشعبي".
وكان متوقع أن ترشح حركة النهضة في مؤتمر الإخوان الذي تستعد لعقده في أكتوبر المقبل مرشحين اثنين وهما رئيس مجلس شورى الحركة عبد الكريم الهاروني، أما المرشح الثاني، هو منذر الونيسي الذي عينه راشد الغنوشي رئيسا لحركة النهضة بالنيابة، إبان اعتقاله يوم 17 أبريل الماضي.
وفي مايو الماضي، أعلنت حركة النهضة في تونس تولي القيادي في الحركة منذر الونيسي تسيير شؤون الحركة، في غياب رئيسها راشد الغنوشي المعتقل بالسجن.
ماذا نعرف عن الهاروني؟
ولد الهاروني في 17 ديسمبر 1960 في المرسى بالضاحية الشمالية للعاصمة التونسية.
اعتقل الهاروني على خلفية نشاطه السياسي والطلابي سنوات 1981 و1986 و1987 و1990.
يعد أحد مؤسسي الاتحاد العام التونسي للطلبة وأمينه العام في أواخر الثمانينات.
كانت آخر مرة اعتقل فيها، عام 1991 ليحاكم أمام محكمة عسكرية قضت بسجنه مدى الحياة لجرائم إرهابية.
أطلق سراحه عام 2007 بعفو رئاسي بعد قضائه قرابة 15 عاما في الحبس الانفرادي.
بعد 2011، تقلد منصب وزير النقل في حكومتي حمادي الجبالي وعلي العريض بين 2011 و2014.
انتخب عبد الكريم الهاروني في 11 يونيو 2016 رئيسا لمجلس شورى حركة النهضة خلفا لفتحي العيادي، إثر المؤتمر العاشر.
تعرض في 9 ديسمبر 2021، لحروق بليغة على خلفية الحريق الذي نشب بالمقرّ الرئيسي لحركة النهضة، والذي نتج عنه وفاة أحد عناصر الإخوان.
وفي 10 يوليو 2021، وتحديدا قبل أيام من الإجراءات الاستثنائية للرئيس قيس سعيد بتعليق عمل برلمان الإخوان، دعا الهاروني، رئيس الحكومة هشام المشيشي -آنذاك- إلى ضرورة تفعيل ما يسمى بـ"صندوق الكرامة" لتعويض سجناء الإخوان قبل 25 يوليو 2021.
وأثارت دعوته حفيظة التونسيين، الذين قاموا في 25 يوليو 2021 بحرق مقار حركة النهضة بمختلف أنحاء البلاد، ونفذوا مظاهرات شعبية عارمة، ما دفع الرئيس قيس سعيد إلى إقالة حكومة المشيشي وغلق البرلمان ورفع الحصانة عن النواب.
ويتيح هذا الصندوق لمؤيدي حركة النهضة وأتباعها الحصول على مبلغ يساوي واحد مليار دولار من خزينة الدولة؛ كتعويض على سنوات السجن في عهد الرئيس الراحل زين العابدين بن علي.