خطوة جديدة لمصر.. ماذا تعرف عن «نيو سات 1»؟
عبده حسن مصر 2030في خطوة جديد لمصر، تقوم بتصميم وتصنيع قمر صناعي للأغراض الزراعية والبحثية يسمى نيو سات 1.
حيث قال تامر مكي، القائم بعمل رئيس شعبة علوم الفضاء والدراسات الاستراتيجية في الهيئة القومية للاستشعار عن بعد، إن تكنولوجيا النانو ستلعب دورا كبيرا في تطوير القمر الصناعي، وذلك ضمن تصنيع العوازل الشعاعية والحرارية للقمر، وتصميم وتصنيع هوائي إلى جانب الحاسب المحمول على متن القمر، كما ستُدمج التكنولوجيات الحديثة في أنظمة القمر، الذي يزن نحو 10-12 كلغ، ومنها نظام التحكم والملاحة والتوجيه الخاص بالقمر.
وتمثل تكنولوجيا النانو طفرة في العلوم الحياتية، وهي علوم معالجة المواد على المستوى الذري والجزيئي، فقد أحدثت ضجة في عدة مجالات مثل الطب وصناعة الإلكترونيات، وجاءت لتُحدث ثورة حقيقية في مجال علوم الفضاء خاصةً في صناعة وتطوير الأقمار الصناعية.
تكنولوجيا النانو
كما تتيح تكنولوجيا النانو تصنيع أقمار صناعية أخف وزناً وأكثر كفاءة وقدرة، ويعد أحد أهم فوائد تكنولوجيا النانو في تطوير الأقمار الصناعية هو تقليل الوزن، ويعد وزن القمر الصناعي عاملاً أساسياً وحاسماً في إطلاقه وتشغيله، إذ تستهلك الأقمار الصناعية الأثقل المزيد من الوقود للوصول إلى مدارها والحفاظ على موقعها، وباستخدام المواد النانوية، مثل أنابيب الكربون النانوية والجرافين، يستطيع المهندسون تطوير مكونات الأقمار الصناعية بوزن أخف دون التضحية بالقوة أو المتانة.
ويؤدي هذا التخفيض في الوزن إلى توفير كبير في التكاليف في كل من تصنيع وإطلاق الأقمار الصناعية، فضلاً عن إمكانية زيادة سعة الحمولة للأجهزة العلمية وغيرها من المعدات على متن المركبة الفضائية.
بالإضافة إلى ميزة تقليل الوزن، يمكن لتكنولوجيا النانو تحسين كفاءة الأقمار الصناعية من خلال تعزيز قدراتها على توليد الطاقة وتخزينها، ويمكن جعل الألواح الشمسية التي تستخدم عادة لتشغيل الأقمار الصناعية، أكثر كفاءة من خلال استخدام المواد النانوية، وهذا بالضبط التوجه الذي تسعى إليه مصر في تطويرها لأحدث أقمارها الصناعية "نيو سات 1" (NEOSat-1).
أيضاً تتيح تكنولوجيا النانو تحسين أنظمة تخزين الطاقة للأقمار الصناعية، إذ يمكن أن تكون البطاريات التقليدية ثقيلة الوزن ولها عمر محدود، ما قد يمثل مشكلة بالنسبة للمهمات الفضائية طويلة الأمد، ومع ذلك يطور الباحثون بطاريات تعتمد على مواد نانوية تكون أخف وزناً وأكثر كفاءة ولها عمر أطول من نظيراتها التقليدية.
يمكن أن يكون لتقنية النانو تأثير كبير على الأقمار الصناعية واستكشاف الفضاء عن طريق تطوير أجهزة الاستشعار والأدوات المتقدمة، إذ تعتبر أجهزة الاستشعار النانوية أكثر حساسية ودقة من نظيراتها الأكبر حجماً، ما يسمح بإجراء قياسات وملاحظات أكثر دقة من أجل الأبحاث العالمية.
أهمية الفضاء
بإمكان الفضاء أن يلعب دورا بارزا في التنمية المستدامة وتلبية احتياجات المواطنين، إذ تستطيع الأقمار الصناعية رصد التعديات على الأراضي الزراعية، وأراضي الدولة، ومخالفات البناء، والتخطيط العام للدولة، بالإضافة إلى رصد المحاصيل وتقدير إنتاجيتها وإصابتها بالآفات، وذلك وفقاً لتصريحات مكي لوكالة الشرق الأوسط.
وأضاف أنه يمكن كذلك من خلال علوم الفضاء رصد الأوبئة، والكوارث الطبيعية والتنبؤ بها واكتشاف المواقع الأثرية المدفونة إلى جانب رصد التغير البيئي الناتج عن النشاط البشري وتقدير المخزون المائي.
مصر سات 2
والجدير بالذكر أنه في يونيو الماضي، أكد الدكتور أحمد الرافعي، رئيس برنامج القمر الصناعي المصري مصر سات 2، أن القمر الجديد مصر سات 2 يعد نقلة نوعية في مجال تكنولوجيا الفضاء، ويسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
كما أن مصر سات 2 على هامش تسلم النموذج الكهربي والنموذج الميكانيكي والكهربي للقمر الصناعي مصر سات 2 من الصين، وذلك بمقر وكالة الفضاء المصرية.
حيث يتم تصنيعه بالتعاون مع الجانب الصيني، بتكلفة 74 مليون دولار منحة من الجانب الصيني، موضحا أنه سيتم إرسال القمر إلي الصين يوم 28 يونيو الجاري، تمهيدا لاطلاقه في النصف الأول من شهر أكتوبر 2023.
ويزن القمر الصناعي مصر سات 2، 350 كيلو جرام، ولديه إمكانيات تصوير عالية الدقة تصل لـ2 متر فوق سطح الأرض بالأبيض والأسود، و8 أمتار صور ألوان، موضحا أن فترة عمر القمر الصناعي في الفضاء 5 سنوات من الإطلاق.