10 ملايين من السكان على حافة المجاعة و”إيكواس” تخفف من قراراتها.. أبرز مشاهد النيجر مؤخرًا
أثر إغلاق الحدود مع النيجر على واردات الماشية فى أعقاب انقلاب 26 يوليو، إذ ارتفعت أسعار اللحوم وبعض أنواع الحبوب فى شمال نيجيريا بأكثر من 40 بالمئة.
وأصبح سكان النيجر أيضا يعانون من شح كبير فى عدد من السلع الغذائية، وحذر برنامج الغذاء العالمى من مجاعة قد تحاصر أكثر من 10 ملايين من سكان البلد الواقع فى غرب إفريقيا والغارق فى الفقر.
معاناة إفريقية
وتعتمد الكثير من أسواق غربى إفريقيا، وتعانى نيجيريا وجمهوريتى بنين وبوركينا فاسو والعديد من دول غربى إفريقيا من قلة واردات اللحوم والمنتجات الغذائية الجافة، والتى كانت تعتمد عليها اعتماد كبير من النيجر.
يأتى ذلك بسبب ما تعيشه النيجر منذ أكثر من 4 أسابيع فى عزلة عن محيطها الإقليمى بسبب الإجراءات التى اتخذتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس"، التى تضم 15 بلدا وذلك احتجاجا على الانقلاب الذى أطاح بموجبه الجيش بالرئيس المنتخب محمد بازوم.
وتعتمد النيجر أيضا على البلدان المجاورة وخصوصا نيجيريا فى استيراد العديد من السلع الغذائية اليومية، فى حين عطلت العقوبات الإمدادات حيث تتراكم آلاف الشاحنات على الحدود على أمل أن تنجلى الأزمة.
وأدت الأزمة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية داخل النيجر بنسب تتراوح بين 20 و30 بالمئة وأعاقت العديد من الصناعات الخفيفة وهددت بنقص الإمدادات الطبية.
برنامج الأغذية العالمى: الاحتياجات الإنسانية تتزايد
وقال المتحدث الإقليمى لبرنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة جاونسيد ماجيانغار إن نحو 6 آلاف طن من السلع التابعة للبرنامج عالقة خارج الحدود بما فى ذلك الحبوب وزيت الطهى وأغذية الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.
وأضاف مادجيانغار: الاحتياجات الإنسانية تتزايد وقد ينتهى بنا الأمر إلى وجود 10 ملايين شخص غير قادرين على إطعام أنفسهم.
ولا تهدد العقوبات إمدادات الغذاء والمساعدات فى النيجر فحسب، إذ يعرض قطع نيجيريا إمدادات الطاقة قطاع الرعاية الطبية فى المستشفيات للخطر.
وتأثرت توقعات النمو فى دول فى الإقليم مثل بنين بتوقف العمل فى مشروع خط أنابيب النفط الذى يربطها مع النيجر والذى تنفذه شرمة بتروتشاينا الصينية.
وفى الجانب الآخر كانت العديد من بلدان المنطقة تعتمد على النيجر كنقطة عبور لبضائعها إلى دول أخرى فى غرب وشمال إفريقيا وسط مخاوف من أن يكبدها الإغلاق الحالى مئات الملايين من الدولارات.
هل يستقيل بازوم؟
نفى مستشار للرئيس محمد بازوم، ما تداولته تقارير عن موافقة الرئيس على الاستقالة، كسبيل لحل الأزمة فى النيجر.
وقال الحسن انتنكار، فى تصريحات إعلامية إن تلك الأخبار "كاذبة"، مؤكدا عدم نية رئيس النيجر الاستقالة.
يأتى ذلك فيما أظهرت وثيقة داخلية أن المجلس العسكرى فى النيجر أمر القوات المسلحة بالبقاء فى حالة تأهب قصوى، مشيرا إلى تزايد التهديد بشن هجوم، وأكد مصدر أمنى صحة الوثيقة التى أصدرها رئيس الأركان أمس الجمعة.
وجاء فى الوثيقة التى تم تداولها على نطاق واسع عبر الإنترنت اليوم السبت، أن أمر البقاء فى حالة تأهب قصوى سيسمح للقوات بالرد بشكل مناسب فى حالة وقوع أى هجوم وأن "تتجنب أى مفاجأة بشكل عام".
وأضافت أن تهديدات العدوان على أراضى الوطن صارت محسوسة بشكل متزايد.
قرارات "إيكواس"
وتحاول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) التفاوض مع قادة انقلاب 26 يوليو، لكنها قالت إنها مستعدة لنشر قوات لاستعادة النظام الدستورى إذا فشلت الجهود الدبلوماسية.
وخففت إيكواس أمس الجمعة من حدة التهديد وقالت إنها "عازمة على التروى لمنح فرصة للجهود الدبلوماسية"، ومع ذلك يظل التدخل أحد الخيارات المطروحة على الطاولة.
