تعرف على تاريخ العلاقات بين مصر والعراق
عبده حسن مصر 2030تشهد تاريخ العلاقات المصرية العراقية سنوات طويلة من التعاون السياسي والاقتصادية واتفاقيات مشتركة.
فأكد رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة ضرورة بدء تنفيذ مشروعات استراتيجية مع العراق ومصر، خلال استقباله وزير الداخلية العراقي عبد الأمير كامل الشمَّري.
كما أكد الخصاونة خلال اللقاء الذي حضره وزير الداخلية الأردني مازن الفراية المضي قدما في مشاريع التعاون الثنائي بين البلدين الأردن والعراق، وفي مقدمتها مشروع الربط الكهربائي الذي من المتوقع أن يدخل حيز النفاذ خلال أقل من شهر بعد استكمال البنى التحتية الخاصة به، بالإضافة إلى أهمية تدعيم آلية التعاون الثلاثي التي تجمع الأردن والعراق ومصر وضرورة البدء بتنفيذ مشروعات استراتيجية ضمن هذه الآلية كمشروع المدينة الاقتصادية على الحدود بين البلدين ومشروع أنبوب النفط بين البصرة والعقبة، مؤكدا أن لهذه المشروعات ضرورة استراتيجية وعوائد وفوائد كبيرة على الدول الثلاث.
وأهمية التعاون والتنسيق الذي يجري بين البلدين في مجال مكافحة تهريب المخدرات والأسلحة، لافتا إلى أهمية إجراء أي ترتيبات ضرورية في هذا المجال والتنسيق مع دول الجوار التي تعاني تحديات مماثلة كسوريا.
بعد سقوط النظام العراقي السابق برئاسة صدام حسين في 2003، بدأ العراق يستعيد مكانته الطبيعية في محيطه العربي والدولي، وأخذت القاهرة تستقبل شخصيات عراقية متعددة.
ففي أواخر يوليو 2004 استقبل الرئيس المصري السابق مبارك، الدكتور أياد علاوي رئيس الحكومة العراقية المؤقتة كما كانت مصر أول من هنأت حكومة علاوي على توليها المسؤولية، حيث أعلنت الحكومة المصرية عن استعدادها لدعم هذه الحكومة في شتى المجالات، وتقديم المساعدة في إعادة تأهيل الشرطة وأجهزة الأمن العراقية.
مع تطور العملية السياسية في العراق بدأت الثقة تتعزز لدى الأوساط السياسية المصرية تدريجياً بشأن الوضع السياسي في العراق.
وقد ترأست مصر المؤتمر الوزاري الدولي الذي عقد في بروكسل في يونيو 2005 وأعلن فيه وزير الخارجية المصري التزام مصر في تقديم كل أشكال الدعم الممكن للشعب العراقي من أجل بناء مؤسساته الوطنية مؤكداً على ضرورة أن تشمل العملية السياسية في العراق الأطياف العراقية جميعاً دون استثناء من أجل تحقيق الاستقرار للشعب العراقي.
كما تعرضت العلاقات بين البلدين إلى صدمة عنيفة على أثر اختطاف السفير المصري المعين في العراق إيهاب الشريف وقتله في يوليو 2005 من قبل مسلحين مجهولين، مما كان له أبلغ الأثر على الموقف المصري وانعكاس ذلك سلباً على العلاقات مع العراق.
وقد سعت القاهرة عبر آلية اجتماعات وزراء خارجية دول الجوار والعلاقات متعددة الأطراف تقديم دعمها إلى العراق لاسيما بعد زيارة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء إلى القاهرة ونجاح مؤتمر دول جوار العراق الموسع وإطلاق وثيقة العهد الدولي مع العراق في مدينة شرم الشيخ عام 2007.
ومع النجاحات التي حققتها حكومة الوحدة الوطنية في العراق والتحسن الكبير الذي شهده الوضع الأمني ولاسيما بعد خطة فرض القانون، والبدء بحملة الأعمار في العراق، بدأ الموقف المصري بالتغير جذرياً والتبلور باتجاه السعي لإقامة علاقات متطورة مع العراق.
فيما جاءت زيارة وزير الخارجية إلى بغداد على رأس وفد ضم وزير البترول، في أكتوبر 2008 تتويجاً لهذا التحول ومحاولة لإرساء تلك العلاقات، حيث أسفرت الزيارة عن الاتفاق على إعادة فتح السفارة المصرية في بغداد وتشكيل لجنة مشتركة لوكلاء الوزارات العراقية والمصرية، عقدت اجتماع للفترة من 10-2009 وتوصلت على صياغة عدد من مذكرات وبروتوكولات التعاون بين عدة وزارات عراقية- مصرية على رأسها مذكرة تفاهم بين وزارتي خارجية البلدين حول التعاون الثنائي والحوار الإستراتيجي، تم التوقيع عليها في يوليو 2009 من قبل وزيري خارجية البلدين.
كما يشهد الوقت الراهن انفتاحاً مصرياً واضحاً باتجاه إقامة علاقات وتوقيع مذكرات واتفاقيات في مختلف أوجه العلاقات مع استعداد مصري نراه جلياً في مساعدة ودعم العراق في ميادين شتى والتأكيد على الموقف المصري الثابت والدائم الداعم لوحدة الأراضي العراقية وعدم التدخل في شؤونه الداخلية وإجراء مصالحة وطنية شاملة ودعم شمول العملية السياسية في العراق لجميع الأطياف العراقية دون استثناء. وقد انعكس ذلك في تبادل الزيارات المضطرد بالزيادة بين كبار المسؤولين في البلدين.
وسبتمبر 2014، استقبل الرئيس العراقي فؤاد معصوم، وزير الخارجية سامح شكري على هامش مشاركتهما في أعمال المؤتمر الدولي الذى تستضيفه العاصمة الفرنسية باريس حول العراق، نقل شكري للرئيس العراقي التهنئة بمناسبة توليه مهام منصبه، وكذا بمناسبة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة متمنياً لها التوفيق في بدء مرحلة جديدة من تاريخ العراق بمشاركة كل طوائفه حتى يتسنى له التصدى لخطر الإرهاب وخطر المساس بوحدة العراق الشقيق، أكد شكري خلال المقابلة على حرص مصر على تنمية العلاقات الثنائية بين مصر والعراق في شتى المجالات.
وفي يناير 2015، قام رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بزيارة رسمية لمصر. خلال الزيارة التقى بالرئيس عبد الفتاح السيسي ناقشا خلالها العلاقات السياسية والعسكرية والاقتصادية بين البلدين. ذكر أحد أعضاء الفريق الدبلوماسي المرافق للعبادي، أن السيسي وافق على المشاركة في التحالف الدولي بدور ثانوي، وليس مباشراً، واعتذر عن عدم مشاركة قوات مصرية جوية أو برية بالحرب في العراق ضد داعش، لكنه وعد بدعم استخباري وتزويد الجيش العراقي بالذخيرة والسلاح الخفيف والمتوسط.
كما أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بنشاطيه الاستيرادي والتصديري لا تعكس قطعاً الإمكانات المتاحة للتبادل التجاري بين البلدين والرغبة المتبادلة للارتقاء به والإرادة السياسية المتوافرة، وبذلك فأننا نتطلع أن يرتقي معدل التبادل التجاري إلى معدلات عالية تماثل معدلات التبادل التجاري بين العراق وبعض دول الجوار حيث تمتلك مصر قاعدة إنتاجية صناعية تؤهلها للارتقاء بحجم التبادل والاستحواذ على جزء من الطلب المحلي العراقي في الوقت نفسه يمتلك العراق عدد من السلع القادرة على النفاذ والمنافسة في السوق المصرية لأنها تمتلك ميزة نسبية. وبالتالي تعزيز حجم التبادل التجاري بين البلدين.
والميزان التجاري بين العراق ومصر يميل لصالح الجانب المصري حيث حقق فائضاً خلال الفترة من عام 2005 وحتى اغسطس 2010، ويعود ذلك إلى قدرة مصر على نفاذ سلعها إلى الأسواق العراقية فضلاً عن ضعف الجهاز الإنتاجي الزراعي والصناعي العراقي وضعف مرونته الإنتاجية وقدرته على الاستجابة للزيادات المتصاعدة في الطلب المحلي في وقت يعاني الجهاز الإنتاجي من ضعف في قدرته على تعزيز المعروض السلعي.
وأعلنت الحكومة المصرية التوصل إلى توافق مبدئي مع العراق في أكتوبر 2020، حول إنشاء آلية النفط مقابل الإعمار، كما أعلنت مصر والأردن والعراق في مارس 2021، عن إنشاء خط بري لنقل الركاب بين الدول الثلاث، بسعر تذكرة 130 دولار، وفي يونيو 2021، استضاف رئيس مجلس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في قمة ثلاثية عُقدت في بغداد، في 27 يونيو 2021، لبحث سبل التعاون والتنسيق والتكامل الاستراتيجي بين البلدان الثلاثة، بهدف الاستمرار بإرساء عوامل الازدهار ومقومات التنمية، والارتقاء بالجهود المشتركة سعيا لتحقيق التكامل الاستراتيجي فيما بينهم. وتسعى البلدان الثلاثة من خلال هذا المشروع، إلى إنشاء مناطق مهمة للتبادل التجاري وتنفيذ مشاريع عملاقة ضمن اتفاقيات تركز على الطاقة الكهربائية والثروة النفطية للعراق.
أما في أغسطس 2021، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، إن بلاده ترحب بمشروع الشام الجديد بين العراق والأردن ومصر. وفي مؤتمر صحفي عقده عبر الانترنت، علق خطيب زاده على مشروع الشام الجديد بين العراق والأردن ومصر، مؤكداً ترحيب بلاده الدائم بكل ما يساعد على تنمية دور العراق في المنطقة، مضيفاً بأن إيران تدعم أي مشروع يعزز السلام والاستقرار في المنطقة.