قادت أفغانستان للعصر الحجري ودمرت المعالم الثقافية.. الذكرى الثانية لتولي حركة طالبان السلطة

تحل اليوم الذكرى الثانية لتولي حركة طالبان السلطة في أفغانستان، التي تكونت من طلبة المدارس الدينية في باكستان بقيادة الملا محمد عمر خلال فترة التسعينيات، وأعادت أفغانستان إلى "العصر الحجري" خلال حكمها، بحسب خبراء سياسيين.

ومنذ تولي الحركة المتشددة، الحكم، تراجعت أفغانستان في كل المجالات، كما تعرضت الأقليات في البلاد وأيضا المرأة إلى التمييز والاستبعاد من كل المناصب، ودعت منظمات عالمية، إلى اتباع نهج عملي في التعامل مع الجماعة المتشددة.

تأسيس حركة طالبان

تكونت حركة طالبان المُسلحة من طلبة المدارس الدينية في باكستان بقيادة الملا محمد عمر خلال فترة التسعينيات، وتهدف لتطبيق الشريعة الإسلامية وإقامة إمارة إسلامية في أفغانستان.

الحرب الأهلية الأفغانية

برزت الحركة في الحرب الأهلية الأفغانية، ومعظم منتسبيها كانوا طلبة من مناطق البشتون في شرق وجنوب أفغانستان الذين تلقوا تعليمهم في مدارس إسلامية تقليدية، وقاتلوا خلال فترة الحرب السوفيتية الأفغانية بقيادة الملا عمر.

انتشارها

انتشرت الحركة سريعًا في معظم أفغانستان، وحَكمَت أجزَاءً كبيرة من أفغانستان وسيطرت على العاصمة الأفغانية كابل في سبتمبر 1996م وأعلنت قيام الإمارة الإسلامية في أفغانستان ونقلت العاصمة إلى قندهار، واستمرت بالحكم حتى 2001.

الإطاحة بحكم طالبان

أطيح بحركة طالبان بعد غزو الولايات المتحدة لأفغانستان في ديسمبر 2001 عقب هجمات 11 سبتمبر.

أعادت المجموعة تنظيم صفوفها لاحقًا كحركة مقاومة لمحاربة السلطة المدنية المدعومة من الولايات المتحدة وقوات إيساف بقيادة الناتو وتم إدانة حركة طالبان دوليًا بسبب معاملتها الوحشية للعديد من الأفغان كما اعتبرتها الحكومة الأفغانية المدنية السابقة حركة خوارج تشوه صورة الإسلام.

جرائم حركة طالبان على مدار التاريخ

ارتكبت حركة طالبان من 1996 إلى 2001، مذابح عديدة ضد المدنيين الأفغان، وحرمت إمدادات الأمم المتحدة الغذائية لـ 160 ألف مدني جائع، واتخذت سياسة الأرض المحروقة، وحرقت مساحات شاسعة من الأراضي الخصبة، ودمرت عشرات الآلاف من المنازل.

وأثناء سيطرتها على أفغانستان قامت الحركة بحظر الأنشطة ووسائل الإعلام بما في ذلك الرسومات والتصوير الفوتوغرافي والأفلام التي تصور الأشخاص أو الكائنات الحية الأخرى.

طالبان والمرأة

منعت حركة طالبان الفتيات من الالتحاق بالمدارس، كما منعت النساء من العمل خارج الرعاية الصحية ومنعت الأطباء الذكور من علاج النساء.

وطالبت حركة طالبان النساء برفقة قريب ذكر (محرِم) وارتداء البرقع في كل الأوقات عندما تكون في الأماكن العامة. وإذا خالفت النساء قواعد معينة، يتم جلدهن أو إعدامهن علانية.

الأقليات الدينية في أفغانستان

تعرضت الأقليات الدينية والعرقية في أفغانستان للتمييز الشديد خلال حكم طالبان وفقًا للأمم المتحدة، إذ كانت طالبان وحلفاؤها مسؤولين عن 76٪ من الضحايا المدنيين الأفغان في 2010، و80٪ في 2011 و2012.

قادت حركة طالبان عملية إبادة ثقافية، ودمرت العديد من المعالم بما في ذلك تمثال بوذا الشهير الذي يبلغ من العمر 1500 عام في مدينة باميان.

عودة طالبان للسلطة

عادت طالبان للحكم في أفغانستان من جديد، بعد إسقاط العاصمة كابل في 15 أغسطس 2021 أثر هجوم للحركة على الحكومة الأفغانية، حيث استعادت طالبان السيطرة الفعالة على حكم أفغانستان.

وخلال العامين الماضيين جرت محاولات متكررة فيما يتعلق بالدعم الدولي للضغط على طالبان لإنهاء سياساتها المزدرية للإنسانية، لكن هذا الضغط لم يؤثر فيهم على الإطلاق.