تدشين «مجلس مقاومة».. آخر تطورات الأوضاع داخل النيجر
عبده حسن مصر 2030لم تستقر الأوضاع في النيجر منذ أسبوعين بعدما تم إعلان الانقلاب العسكري على الرئيس محمد بازوم.
ورفض المجلس العسكري في النيجر أمس، السماح بدخول وفد مشترك من دول غرب إفريقيا والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة وقاوم ضغوط الولايات المتحدة والأمم المتحدة للجلوس إلى طاولة التفاوض، معللاً قرار عدم السماح للوفد بالدخول بأنه لا يمكنه ضمان سلامة الوفد في مواجهة الغضب الشعبي، كما استنكر مناخ التهديد بالعدوان على النيجر.
وأمس، فرضت مزيد من العقوبات على النيجر، وذلك بعدما رفض قادتها العسكريين الجدد أحدث بعثة دبلوماسية استهدفت استعادة النظام الدستوري في أعقاب انقلاب 26 يوليو.
وقال متحدث باسم الرئاسة النيجيرية إن الرئيس بولا تينوبو، أمر بفرض عقوبات جديدة من خلال البنك المركزي النيجيري بهدف الضغط على الكيانات والأفراد المشاركين في الاستيلاء على السلطة.
هذا زاد رفض المجلس العسكري من صعوبة التوصل إلى حل بعد الانقلاب الذي تخشى القوى الغربية أن يزعزع استقرار منطقة الساحل في غرب إفريقيا، وهي واحدة من أفقر مناطق العالم وتعاني بالفعل من سلسلة من الانقلابات وتمرد إسلامي خطير. كما أنه يهدد المصالح الأميركية والغربية في حليفها السابق.
فيما يستعد رؤساء دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا إيكواس لعقد قمة الخميس لمناقشة مواجهتهم مع المجلس العسكري في النيجر، الذي تجاهل مهلة انتهت في السادس من أغسطس لإعادة الرئيس المخلوع محمد بازوم إلى السلطة.
واتفق قادة دفاع إيكواس الجمعة على خطة عمل عسكرية محتملة، من المتوقع أن يدرسها رؤساء الدول في قمة بالعاصمة النيجيرية أبوجا.
لكن المتحدث باسم تينوبو قال إن القادة يفضلون الحل الدبلوماسي، وأنه لم يتم استبعاد أي خيارات من على الطاولة، وسيتم اتخاذ قرارات بعيدة المدى في القمة بشأن الخطوات التالية للكتلة.
مجلس مقاومة
كما أعلن الوزير السابق غيسا أغ بولا تأسيس مجلس المقاومة من أجل الجمهورية في النيجر، بهدف العمل على إعادة الرئيس المحتجز محمد بازوم إلى السلطة.
وقال بولا: "ندعو الجنود الذين يحترمون قسمهم والشعب إلى إنهاء التمرد والمضي، دون تأخير، في اعتقال الجنرال تشياني".
وسيكون مجلس المقاومة من أجل الجمهورية حركة سياسية ستعمل على استعادة النظام والشرعية الدستورية والرئيس بازوم محمد في كامل مهامه.
دعوة للإفراج عن محمد بازوم
وقد دعا وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن مجددا إلى الإفراج الفورى عن رئيس النيجر محمد بازوم، من خلال اتصال هاتفى أجراه وزير الخارجية الأمريكى مع رئيس النيجر محمد بازوم.
وقال بلينكن عبر صفحته، تحدثت إلى رئيس النيجر بازوم للتعبير عن جهودنا المستمرة لإيجاد حل سلمي للأزمة الدستورية الحالية، تكرر الولايات المتحدة دعوتها للإفراج الفورى عنه وعن عائلته، مؤكداً أن الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لحل أزمة النيجر، مشيرا إلى أن واشنطن تؤيد جهود المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا إيكواس لاستعادة النظام الدستورى فى النيجر.
ديون تلحق بالنيجر
ويذكر أن النيجر تخلفت عن سداد 2.34 مليار فرنك أفريقي اي ما يعادل 3.76 مليون دولار من الديون المتعلقة بسندات الخزانة والمستحقة في 31 يوليو.
وأشارت وكالة الديون التابعة للاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب افريقيا في بيان إلى أن المدفوعات لم تُسدد في سياق العقوبات التي فرضها الاتحاد على النيجر، عقب استيلاء الجيش على السلطة هناك أواخر الشهر الماضي، وهذا الوضع يخضع للمراقبة عن كثب.
وتعتبر النيجر من أفقر دول العالم، إذ يعيش أكثر من نصف سكانها 50.6 بالمئة، تحت مستوى خط الفقر.
كما احتلت البلاد المرتبة 175 عالميا من حيث الناتج الفردي في عام 2021، والمرتبة 124 عالميا من حيث الناتج الداخلي.
لذلك يواجه قادة الانقلاب العسكري صعوبات كبيرة، مع وقف دول غربية وإفريقية وهيئات دولية مساعداتها للنيجر، والمقدرة بنحو ملياري دولار، وفق البنك الدولي.