«كارثة يعيشها السكان».. آخر تطورات الحرب في السودان
عبده حسن مصر 2030اقتربت حرب السودان من دخول الشهر الرابع على الصراع الدائر بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ولا تزال الأوضاع مليئه بالأحداث.
كارثة يعيشها سكان السودان
حيث كشف إيدن ورسورنو مديرة العمليات في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وتيد شيبان نائب المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة لليونيسيف، أن السودان يعاني بشكل بارز من دمار واضطرابات مع عدم وجود أمل حتى وقتنا الحالي في تحقيق حالة من السلام والأمن والاستقرار.
وتابع روسورنو بأن عاصمة السودان الخرطوم، وجنوب كردفان، ومناطق غرب دارفور، قد أصابتها أعمال العنف والتدمير بشكل واضح، وتم هروب وفرار حوالي 4 مليون شخص من القتال، وواجهوا الحرارة الشديدة بالسودان التي تصل نحو 48 درجة مئوية، مع وجود تهديدات بشن هجمات وعنف وتدمير.
مقتل 3 آلاف
وحسب تقارير الحكومة الأخيرة، فتم مقتل حوالي 3 آلاف شخص وإصابة أكثر من 6 آلاف، ولكن أوضح العديد من النشطاء والأطباء بأن الأرقام الحقيقة هي أكثر من ذلك بكثير.
فقل هذه الأزمة كانت السودان تعاني من أزمات إنسانية، ولكن مع اندلاع الحروب والدمار والعنف في أرجاء البلاد تحولت تلك الأزمة إلى كارثة، لا يقتصر تهديدها على الأجيال الحالية فقط، بل تهدد الحياة في السودان والمستقبل للأطفال والشباب الذين يشكلون نسبة حوالي 70% من السكان.
كما أن العنف العرقي قد عاد إلى دارفور وأصبحت الهجمات التي تم شنها قبل عقدين من ميليشيات الجنجويد العربية على أفراد من أعراق وسط وشرق إفريقيا ترادف حالة الإبادة الجماعية وجرائم الحرب، وأصبح الوضع في السودان الآن يعبر عن كارثة ويزداد الأمر سوءًا يوما بعد يوم، بل وهو أسوأ مما كان عليه الوضع في 2004.
ويوجد حوالي 24 مليون شخص في السودان بحاجة للعديد من المساعدات والإغاثات ومن ضمنهم ما يقارب من 14 مليون طفل، وتحاول الأمم المتحدة بشكل مكثف ومستمر في إيصال المساعدات الى نحو 18 مليون شخص، ولكن 93 من شركاء المنظمة في الإغاثات وتقديم المساعدات الإنسانية لم يتمكنوا من الوصول إلا لحوالي 2.5 مليون شخص فقط، وذلك نتيجة القتال العنيف والتدمير المستمر والاضطرابات المنتشرة في الوصول لذوي الاحتياجات بأرجاء السودان.
ومنذ أيام وفي أول ظهور له منذ أشهر، دعى قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي، إلى تغيير قيادة الجيش السوداني من أجل التوصل لاتفاق سلام.
وقال حميدتي في تسجيل مصور نشرته الحسابات الرسمية لقوات الدعم السريع على منصات التواصل الاجتماعي وظهر فيه بين جنوده، إنه في حال تغيير قيادة الجيش يمكن التوصل لاتفاق خلال 72 ساعة، وأنه يجري تدمير السودان وأنه يتعين التوجه نحو السلام، لكنه قال إنه يستدعي أن يسلم قائد الجيش عبد الفتاح البرهان والقادة الآخرون أنفسهم، واعتذر دقلو لكل السودانين والسودانيات بسبب الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل الماضي، والتي وصفها باللعينة.
وقال إنه يتبرأ ممن وصفهم بالمتفلتين، في إشارة إلى الاتهامات الموجهة لعناصر من الدعم السريع بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين، ولم تذكر قوات الدعم السريع تاريخ أو مكان تسجيل المقطع المصور لقائدها.
فمنذ بداية القتال وتعرضت العديد من أحياء العاصمة السودانية لعمليات قصف أرضي وجوي عنيفة أدت إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة.
ويسعى كل طرف من طرفي النزاع تعزيز موقفه العسكري في العاصمة الخرطوم التي تضم أيضا مدينتي أم درمان والخرطوم بحري.
ويسيطر الدعم السريع على مواقع حيوية في الخرطوم مثل المطار والقصر الرئاسي ومجمع اليرموك للصناعات العسكرية وقيادة هيئتي الدفاع الجوي والاحتياطي المركزي، وعدد من مباني الوزارات وأقسام الشرطة وبنك السودان، بالإضافة إلى شوارع في المناطق السكنية والخدمية التي تقع فيها مقار الجامعات الحكومية والخاصة والمؤسسات الإنتاجية والصناعية.
أما الجيش يسيطر على سلاح المدرعات ذو الأهمية الاستراتيجية من الناحية العسكرية والذي تدور حوله معارك ضارية.