تحركات عربية متواصلة لوقف وقائع حرق القرآن.. ما القصة؟
عبده حسن مصر 2030تستنكر الكثير من الدول العربية القيام بممارسات الإساءة للقرآن الكريم وحرقه في عدد من الدول وعلى رأسهم السويد والدنمارك.
فأمس السبت، تلقى وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان بن عبدالله ، اتصالاً من وزير الخارجية السويدي، توبياس بيلستروم، جرى خلاله بحث ممارسات الإساءة للقرآن الكريم.
وخلال الاتصال جدد وزير الخارجية السعودي رفض السعودية لكل المحاولات المسيئة للقرآن الكريم، ومطالبتها باتخاذ إجراءات فورية لوقف هذه الأعمال المتطرفة التي تحاول النيل من الكتب السماوية، وتستفز مشاعر المسلمين حول العالم.
كما أكد الوزير السعودي أن تكرار حوادث حرق نسخ من القرآن الكريم تساهم في تأجيج الكراهية، وتحد من جهود الحوار بين الشعوب والحضارات.
فيما أعرب الوزير السويدي عن إدانة بلاده واستنكارها لكل محاولات حرق نسخ من القرآن الكريم، معبرًا عن أسفه العميق لما يقوم بعض الأشخاص في بلاده من استغلال صريح لدستور السويد بشأن حرية الرأي، مشددًا على أن بلاده تسعى إلى وقف كل الأعمال المسيئة للأديان والكتب السماوية.
وفي أول أيام عيد الأضحى المبارك، قام شخص يدعى سلوان موميكا، وهو عراقي يبلغ 37 عاماً فر من بلاده إلى السويد، بحرق المصحف أمام أكبر مسجد في العاصمة السويدية ستوكهولم.
وطالبت الخارجية العراقية السلطات السويدية بتسليم العراقي سلوان موميكا إلى الحكومة العراقية لمحاكمته وفق القانون العراقي.
وقالت وزارة الخارجية العراقية إنها استدعت السفيرة السويدية لدى العراق وأبلغتها احتجاجها بسبب سماح حكومة السويد لمتطرف بإحراق نسخة من المصحف.
وبعد ذلك قام سلوان موميكا، بتمزيق العلم العراقي والقرآن وصور شخصيات دينية بارزة، من بينها زعيم التيار الصدري العراقي، مقتدى الصدر، والمرشد الإيراني، علي خامنئي، أمام السفارة العراقية في ستوكهولم.
ومؤخرًا قالت وكالة الهجرة السويدية، إنها تعيد النظر في تصريح الإقامة الممنوح للاجئ عراقي كان وراء عدة حوادث لتدنيس المصحف في ستوكهولم في الأسابيع الأخيرة الأمر الذي آثار غضب المسلمين في جميع أنحاء العالم.
وذكرت وكالة الهجرة أنها تعيد فحص وضعه كمهاجر بعد أن تلقت معلومات من السلطات السويدية تتيح مبرراً لفحص ما إذا كان يتعين إلغاء وضع الرجل في السويد.
وخرجت الخارجية السعودية في بيان لها وقالت: تعرب وزارة الخارجية عن إدانة واستنكار المملكة العربية السعودية الشديدين، التصرفات المتكررة وغير المسؤولة من قبل السلطات السويدية بمنح بعض المتطرفين التصاريح الرسمية التي تخولهم من حرق وتدنيس نسخ من القرآن الكريم، في تصرف يُعد استفزازا ممنهجا المشاعر الملايين من المسلمين حول العالم، وفي هذا الشأن.
وتابع البيان: "ستستدعي وزارة الخارجية القائم بأعمال السفارة السويدية لدى المملكة لتسليمه مذكرة احتجاج تتضمن مطالبة المملكة السلطات السويدية باتخاذ كافة الإجراءات الفورية واللازمة لوقف هذه الأعمال المشينة، والتي تخالف كافة التعاليم الدينية والقوانين والأعراف الدولية، مؤكدة رفض المملكة القاطع لكل هذه الأعمال التي تغذي الكراهية بين الأديان، وتحد من الحوار بين الشعوب".
كما استنكر رئيس البرلمان العربي، عادل بن عبدالرحمن العسومي، قيام السلطات السويدية بإعطاء تصريح لأحد المتطرفين لحرق نسخة من المصحف الشريف، وذلك للمرّة الثانية، داعيًا المجتمع الدولي للتحرك بشكل فوري وعاجل، لوقف مثل هذه الاعتداءات على المصحف الشريف وحماية المقدسات الإسلامية، ومحذرًا في الوقت ذاته من خطورة تأجيج مشاعر المسلمين حول العالم، كون ذلك سيدخل الجميع في دائرة من العنف.
ودعا العسومي، الدول العربية للقيام بقطع العلاقات الدبلوماسية مع السويد ومقاطعة منتجاتها وعدم السفر إليها، فضلا عن الترويج لحملة مقاطعة عالمية اقتصادية تقودها الشعوب العربية والإسلامية من أجل الضغط عليها لوقف مثل هذه الانتهاكات وعدم الاستهانة بمشاعر المسلمين ومقدساتهم، وأشاد بموقف الحكومة العراقية بالمبادرة بقطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع السويد، مؤكدا موقف البرلمان العربي الثابت والداعي إلى أهمية نشر قيم التسامح والتعايش السلمي بين الأديان واحترام الرموز والمقدسات ونبذ الكراهية والتطرف.
بالإضافة إلى طلب العراق من السفيرة السويدية مغادرة أراضيه، وقرر سحب القائم بأعماله من ستوكهولم.
كما وجه رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني وزارة الخارجية بسحب القائم بالأعمال العراقي من سفارة جمهورية العراق في العاصمة السويدية ستوكهولم، وأنه وجه بالطلب من السفيرة السويدية في بغداد بمغادرة الأراضي العراقية، رداً على تكرار سماح الحكومة السويدية بحرق القرآن الكريم والإساءة للمقدسات الإسلامية وحرق العلم العراقي
وأعرب الأزهر الشريف عن إدانته واستنكاره لما تمارسه السلطات السويدية من استفزازات مُتكررة في حق المقدسات الإسلامية، تحت شعار حرية التعبير الزائف، وأن ما تقوم به السلطات السويدية من منح موافقات لحرق نسخ من المصحف، يعكس تطرفاً بغيضاً ودعماً للإرهاب ومعاداة للمسلمين.
وشدد الأزهر على أن السماح بحرق نسخة من المصحف يمثل جريمة بحق الإسلام وحق الأديان والإنسانية، ووصمة عار على جبين هذه المجتمعات.
و دعا الأزهر الشعوب العربية والإسلامية لاستمرار مقاطعة المنتجات السويدية، واستمرار اتخاذ مواقف موحدة وجادة تجاه سياسات السويد المعادية للإسلام والمسلمين، والتي لا تحترم مقدسات الأديان، ولا تفهم إلا لغة المال والمصالح المادية.