في حوار خاص لـ«مصر 2030»:
السفير حسن هريدي: المشهد الليبي مرتبك وفوز مرشح بعينه قد يعيد البلاد للمربع صفر
شيماء الزلباني مصر 2030وصف السفير حسن هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق، في تصريحاته الخاصة لموقع «مصر 20 30»، المشهد الليبي بالمرتبك، وأن الأوضاع التي يشهدها الشارع الليبي تشير إلى حالة من الاحتقان بين القوى السياسية الليبية المختلفة، خاصة القوى السياسية التي تؤيدها وتدعمها كيانات مسلحة.
وأن الوضع الراهن يشير إلى صعوبة التوافق الشعبي على مرشح بعينه؛ فلكل مرشح أنصاره ومؤيدوه، ولكن يبقي السؤال الأهم في المعادلة الليبية، عن كيفية تقبل الخصوم لفوز مرشح بعينه.
وأكد هريدي أن الدولة المصرية تقف على مسافة واحدة من كل المرشحين؛ فالقاهرة استقبلت العديد منهم ولم تعلن تأييدها لمرشح على حساب آخر.
ووصف مساعد وزير الخارجية الأسبق المشهد الليبي بالمرتبك وغير واضح المعالم، خاصة بعد أن اقترب موعد الانتخابات الرئاسية المقررة لها الجمعة المقبلة، وظهور حالة من الجدل العقيم بين مؤيد ومعارض لها، بينما تسعى القوى الانتخابية من الشعب الليبي إلى الحصول على حقها في المشاركة في أول انتخابات تشهدها البلاد بين أكثر من مرشح؛ فإلى نص الحوار.
- كيف ترى المشهد الليبي؟
المشهد الليبي به العديد من التدخلات الأجنبية التي هدفها الرئيسي والمباشر عرقلة إجراء الانتخابات؛ فهي تريد الاحتفاظ بالمكاسب التي حققتها على الأرض خلال السنوات الماضية، في ظل غياب برلمان حقيقي يمثل جموع الليبيين دون تفرقة بينهم، أو تحقيق مكاسب خاصة وشخصية.
- هل تتوقع استمرار الاحتقان السياسي بين الأطراف والقوى المرشحة بعد الانتخابات؟
قد يكون المشهد الأكثر تعقيدًا في ليبيا هو فوز مرشح بعينه، دون أن يلقى تأييدًا جامعًا من كل القوى هناك؛ فهذا يعني أن ليبيا سوف تعود مجددًا للمربع صفر، وسوف تبقى الميليشيات المسلحة والمرتزقة تهيمن على الشارع الليبي لما تملكه من سلاح وأفراد.
بينما تتزايد الفرق العسكرية الأجنبية «المرتزقة» في توسيع سيطرتها وبسط نفوذها على كل مؤسسات الدولة لعرقلة عملها، إذا لم تتفق معها في المصالح والأهداف.
- وما توقعاتك بشأن مؤسسات الدولة الليبية عقب الانتخابات؟
فوز مرشح متفق عليه من القوى السياسية يستطيع توحيد جميع مؤسسات الدولة، والعمل تحت إدارته كدولة واحدة مثل القوات المسلحة والبنك المركزي والأجهزة الرقابية وجهاز المحاسبات أمر صعب ومعقد للغاية، خاصة أن الشارع الليبي نفسه منقسم بين المرشحين، وكذلك الوضع بالنسبة للقبائل والمؤسسات.
وهنا يبرز الدور الدولي في الضغط على مختلف الفئات والأطراف في ليبيا للتوحد وراء الرئيس المنتخب، وعدم الانسياق وراء الدعوات بالخروج عليه أو ضده حتى لا نعود للمربع صفر من جديد.
-
في رأيك أي المرشحين أقرب للفوز؟
إنه أمر يصعب التكهن به خاصة أن الساحة عليها أكثر من اسم يحظى بشعبية واسعة ودعم داخلي وخارجي؛ لذلك التكهن بفوز مرشح بعينه أمر في غاية الصعوبة.
فهناك من يحظى بالدعم في الشرق والرفض في الغرب والعكس؛ لذلك تفوق مرشح على آخر متعلق بمدى الدعم الذي يحظى به داخل ليبيا ومدى مساندته في السباق الانتخابي .
-
كيف ترى الدور المصري في المشهد الليبي؟
مصر تؤيد عملية الانتقال السلمي للسلطة وتنفيذ قرارات برلين 1، وبرلين 2، وقرارات مجلس الأمن، كما قدمت مصر الكثير من المساعدات لكل القوى السياسية في ليبيا دون تفرقة بين طرف وآخر لتنفيذ القرارات الدولية على أرض الواقع، والمساعي المصرية لن تنتهي، ولن تتوقف حتى تصبح ليبيا دولة مستقرة آمنة معلنة سيادتها الكاملة على أراضيها، وتطوي صفحة المرتزقة والميليشيات المسلحة نهائيًّا من الواقع الليبي.
كما أن القاهرة تتعاون مع الدول العربية ودول الجوار الجغرافي والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، من أجل خدمة القضية الليبية وتسهيل عملية التحول السياسي.
واختتم هريدي حواره بأن المشهد الليبي بالكامل مضطرب ومرتبك، وما يزيده تعقيدًا وجود الميليشيات المسلحة التي ما زال لها وجود ملموس في الشارع الليبي وتستطيع التأثيرفي المواطنين ورغباتهم حسب أهوائها وأجندتها .
والوضع في ليبيا يتوقف على قدرة المجتمع الدولي على ممارسة الضغوط اللازمة على جميع القوى السياسية الليبية لتنفيذ قررات برلين 1 وبرلين 2.