أردوغان يرمي الكرة في الملعب السوري.. هل تعود العلاقات بين أنقرة ودمشق؟
مارينا فيكتور مصر 2030رمى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كرة الحوار في الملعب السوري، إذ أكد من جديد أنه منفتح على لقاء نظيره السوري بشار الأسد.
واشترط أردوغان ألا يكون انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية مقدمة لإجراء المحادثات، مبررا ذلك بأنه "لا يمكن الانسحاب بينما تتعرض تركيا لتهديد" ممن وصفهم بـ"الإرهابيين".
ورمى الرئيس التركي كرة الحوار في الملعب السوري، فهل تتلقف دمشق المبادرة، أم أن شرط الانسحاب التركي لا مفر منه سوريًا؟.. كما أن توقيت التصريحات، التي جاءت قبيل جولة خليجية، يطرح تساؤلات بشأن ما إذا كانت تحمل رسائل، ولمن؟.
وأكد الإعلامي والسفير السوري السابق لدى أنقرة، نضال قبلان، أهمية عودة العلاقات السورية التركية، قائلا في تصريحات صحفية: "باب الحوار بين سوريا وتركيا ليس مغلقا، وبشكل عملي لم يكن مغلقا بالكامل حتى في أسوأ سنوات الأزمة، إذ كان هناك تنسيق أمني عسكري مر بفترات جمود وتفعيل".
وتابع: "في السنتين أو الثلاث الأخيرة، كان التعاون الأمني والعسكري في بعض القضايا التي تهدد الأمن القومي المشترك للبلدين، موجودا".
وأضاف: "هناك مصلحة سورية وتركية وإقليمية في عودة العلاقات، فهناك 932 كلم من الحدود المشتركة، وهواجس أمنية وعوامل اقتصادية واجتماعية وإنسانية متداخلة، إلى حد أكثر مما يعرفه الكثيرون".
واستطرد: "المناطق الحدودية فيها حجم تداخل كبير جدا وتزاوج وقرابة بين الشعبين السوري والتركي على جانبي الحدود".
حل وسط
ويمكن تفهم الموقف السوري والداعي إلى انسحاب القوات التركية من أي أراض سورية، قبل بدء أي حوار، إذ أن سوريا لا تضع أي شرط تعجيزي.
وأضاف قبلان: "انسحاب القوات التركية جوهري ولا مساومة فيه، لكن يمكن التوصل لحل وسط إذا ارتأت القيادة السورية أن تقدم بادرة حسن نية، لكن في الواقع بادرة حسن النية يجب أن تأتي من المحتل".
وتابع: "عامل آخر مهم قد يحسن العلاقات بين البلدين، وهو انتقال هاكان فيدان من رأس الاستخبارات في تركيا، وهو في رأيي والشخص الأقوى هناك بعد أردوغان، لوزارة الخارجية، قد يكون مفيدا جدا، فهو ملم بالملف السوري والملفات المشتركة مع العراق وإيران. قد تكون هذه خطوة جيدة".
يذكر أن فيدان عضو في حزب العدالة والتنمية، وشغل منصب رئيس الاستخبارات التركية، ثم أصبح وزيرا للخارجية في الحكومة الجديدة في 3 يونيو 2023.
ويُطلق على الرجل لقب "كاتم أسرار أردوغان" بوصفٍ من الرئيس التركي نفسه.
توقيت التصريحات.. رسائل كامنة
توقيت تصريحات أردوغان مهم جدا، إذ اختار أن يدلي بها وهو على أعتاب جولة خليجية، وهو يعلم العلاقات الممتازة التي تربط بين دمشق والرياض وأبوظبي.
يمكن التوصل لحل وسط، خاصة أن أردوغان حريص جدا على عدم تكرار الإساءة للعلاقات مع السعودية والإمارات.
وعندما أراد أردوغان أن يصلح العلاقات مع القاهرة، أوقف كل القنوات والأشخاص المرتبطين بتنظيم الإخوان، والذين كانوا يبثون سمومهم ضد بلدهم من تركيا، فهل يوقف القنوات التحريضية ضد سوريا أيضا؟
ويمكن لأردوغان أيضا أن يطل علينا بتصريح من الرياض أو أبوظبي، ويقول إنه يتعهد بسحب القوات التركية من سوريا، بضمانات ووفق جدول زمني محدد، ولكن بعد حل الشق الأمني.