أدلة جديدة.. دراسة تكشف عن حياة محتملة في ماضي المريخ
مارينا فيكتور مصر 2030تشير دراسة جديدة تضم بيانات من المركبة الجوالة المريخية (بيرسفرنس)، التابعة لوكالة ناسا، إلى اكتشاف جزيئات عضوية على سطح المريخ.
تشير دراسة جديدة تضم بيانات من المركبة الجوالة المريخية (بيرسفرنس)، التابعة لوكالة ناسا، إلى اكتشاف جزيئات عضوية على سطح المريخ، مما يشير إلى قابلية السكن في الماضي على الكوكب الأحمر.
ونُشر البحث، الذي قاده فريق من العلماء يضم عالمة الأحياء الفلكية في جامعة فلوريدا الأمريكية، إيمي ويليامز، مؤخرا في دورية "نيتشر".
ولطالما كان العلماء مدفوعين بإمكانية العثور على الكربون العضوي على المريخ، وبينما قدمت البعثات السابقة رؤى قيمة، يقدم البحث الأخير مجموعة جديدة من الأدلة التي تضيف إلى فهمنا للمريخ.
وتشير النتائج إلى وجود دورة جيوكيميائية عضوية أكثر تعقيدا على المريخ مما كان مفهوما سابقا، مما يشير إلى وجود العديد من الخزانات المتميزة للمركبات العضوية المحتملة.
والجدير بالذكر أن الدراسة، اكتشفت إشارات تتفق مع الجزيئات المرتبطة بالعمليات المائية، مما يشير إلى أن الماء ربما يكون قد لعب دورا رئيسيا في مجموعة متنوعة من المواد العضوية على المريخ، وقد تكون اللبنات الأساسية الضرورية للحياة قد استمرت على المريخ لفترة أطول بكثير مما كان يعتقد سابقا.
وكانت إيمي ويليامز، الخبيرة في الكيمياء الجيولوجية العضوية بجامعة فلوريدا، في طليعة الباحثين عن اللبنات الأساسية للحياة على كوكب المريخ، وكعالم مشارك في مهمة المركبة الجوالة المريخية، يركز عملها على البحث عن المواد العضوية على الكوكب الأحمر، بهدف اكتشاف البيئات الصالحة للسكن، والبحث عن مواد الحياة المحتملة، والكشف عن أدلة على الحياة الماضية على المريخ.
وحتى الآن، تم اكتشاف الكربون العضوي فقط بواسطة مسباري "فينكس" و"كيوريوسيتي"، باستخدام تقنيات متقدمة مثل تحليل الغازات المتصاعدة ومقياس الطيف الكتلي للكروماتوغرافيا الغازية، وتقدم الدراسة الجديدة تقنية مختلفة من المحتمل أيضا أن تحدد المركبات العضوية البسيطة على المريخ.
ويوفر موقع الهبوط المختار للمركبة الجوالة (بيرسفرنس) داخل فوهة جيزيرو، إمكانات عالية لإمكانية السكن في الماضي، وكحوض بحيرة قديم، فهو يحتوي على مجموعة من المعادن، بما في ذلك الكربونات والطين والكبريتات، هذه المعادن لديها القدرة على الحفاظ على المواد العضوية والعلامات المحتملة للحياة القديمة.
وتقول ويليامز في تقرير نشره الموقع الرسمي لجامعة فلوريدا في 13 يوليو الجاري: "لم نتوقع في البداية اكتشاف هذه البصمات العضوية المحتملة في أرضية فوهة جيزيرو، لكن تنوعها وتوزيعها في وحدات مختلفة من أرضية الفوهة يشير الآن إلى مصائر مختلفة محتملة للكربون عبر هذه البيئات".
واستخدم العلماء أداة هي الأولى من نوعها تسمى مسح البيئات الصالحة للسكن باستخدام جهازي "رامان" و"ليمونسينس"، لرسم خريطة لتوزيع الجزيئات العضوية والمعادن على أسطح الصخور.
وتستخدم هذه الأداة التصوير الدقيق والأشعة فوق البنفسجية لتحديد المعادن الدقيقة، واكتشاف المركبات العضوية، مما يوفر رؤى مهمة حول التركيب العضوي للمريخ.
وتمثل النتائج خطوة مهمة إلى الأمام في استكشافنا للكوكب الأحمر، مما يضع الأساس للتحقيقات المستقبلية في إمكانية وجود حياة خارج الأرض.
وتقول ويليامز: "نحن الآن فقط نخدش سطح قصة الكربون العضوي على المريخ، وهذا وقت مثير لعلوم الكواكب".
وتضيف أن "الاكتشاف المحتمل للعديد من أنواع الكربون العضوي على المريخ له آثار على فهم دورة الكربون على المريخ، وإمكانية الكوكب لاستضافة الحياة طوال تاريخه، ويمكن أن تتكون المادة العضوية من عمليات مختلفة، وليس فقط تلك المتعلقة بالحياة، ويمكن أن تشكل العمليات الجيولوجية والتفاعلات الكيميائية أيضًا جزيئات عضوية، وهذه العمليات مفضلة لأصل هذه المواد العضوية المريخية المحتملة".