آخرها «حادثة السوق الشعبي» بأم درمان.. مشاهد العنف تتصاعد داخل السودان

لا يزال يتصاعد العنف داخل السودان، رغم الجهود الإقليمية والدولية لوقف الحرب بالبلاد، حيث قتل ما لا يقل عن 30 شخصا عندما قصف الجيش السوداني سوقا في أم درمان خلال ما وصفه سكان المدينة الأكثر اكتظاظا بالسكان بأنه أسوأ أسبوع يسقط ضحايا مدنيون منذ اندلاع الحرب في إبريل.

وذكر شهود عيان أن معظم ضحايا حادثة سوق الشعبي التي وقعت الثلاثاء الماضي من الأطفال والنساء، وقالت مصادر طبية إن القذائف أطلقت من قاعدة كاري العسكرية التي يسيطر عليها الجيش خلال قتال عنيف مع قوات الدعم السريع شبه العسكرية.

وقال بائع خضروات يذهب إلى السوق في معظم الأيام لشراء بضاعته بالجملة إن من حاولوا سرقة المنتجات كانوا من بين الضحايا وشهدت أسعار المواد الغذائية ارتفاعا حادا في الأشهر الأخيرة ونفد المال في أم درمان ومدينتي الخرطوم وبحري الشقيقتين.

ومثل المدن السودانية الكبرى الأخرى ، أصبح جزء كبير من أم درمان يشبه ساحة المعركة منذ اندلاع الاشتباكات بين الجيش النظامي وقوات الدعم السريع في 15 أبريل ، في تصعيد عنيف لصراع على السلطة منذ سنوات بين الفصيلين الرئيسيين في الجيش في البلاد.

واحتل قناصة الجيش الطرق حول السوق هذا الأسبوع بعد انسحاب مقاتلي قوات الدعم السريع من مواقعهم التي كانوا يشغلونها منذ بداية الصراع.

ويوم السبت الماضي ، قُتل 38 شخصًا في حي دار السلام بأم درمان في واحدة من أعنف الغارات الجوية في الحرب حتى الآن ، والتي ألقت قوات الدعم السريع باللوم فيها على الجيش.

ويسكن الحي في الغالب أفراد قبيلة الرزاقات، التي ينتمي إليها محمد حمدان دقلو ، رئيس قوات الدعم السريع ، والعديد من أفراد قوته الأساسية.

وفي ثالث حادث خسائر جماعية هذا الأسبوع ، لقيت أسرة مكونة من تسعة أفراد حتفهم في غارة جوية استهدفت مسجدا كانوا يعيشون فيه في بحري يوم الأحد.

وغادر أكثر من 3 ملايين شخص الخرطوم منذ بداية الحرب، وفقًا للأمم المتحدة ، أي ما يعادل حوالي 50٪ من السكان، ومعظم الباقين غير قادرين على المغادرة لأسباب صحية أو مالية أو لأنهم ينحدرون من أقاليم كردفان المضطربة أو دارفور ، حيث كان القتال شرسًا بشكل خاص.

وقالت الأمم المتحدة يوم الخميس إن جثث عشرات الأشخاص الذين زُعم أنهم قتلوا على أيدي قوات الدعم السريع عُثر عليها في مقبرة جماعية في غرب دارفور الأبيض ، عاصمة ولاية شمال كردفان ، محاصرة الآن من قبل قوات الدعم السريع ، ويكافح المدنيون هناك للوصول إلى الضروريات.

وأوضح المدعي العام للأمم المتحدة أن المحكمة الجنائية الدولية تحقق في تصاعد الأعمال العدائية في منطقة دارفور منذ منتصف أبريل، بما في ذلك تقارير عن عمليات قتل واغتصاب وجرائم تمس الأطفال.

وأوضح مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان في تقرير لمجلس الأمن الدولي: "يمكن للمكتب أن يؤكد أنه بدأ التحقيقات فيما يتعلق بالحوادث التي وقعت في سياق الأعمال العدائية الحالية".

وكشف التقرير أن المدعين العامين بالمحكمة الجنائية الدولية "يتتبعون عن كثب تقارير القتل خارج نطاق القضاء ، وحرق المنازل والأسواق ، والنهب ، في الجنينة ، غرب دارفور ، وكذلك قتل وتشريد المدنيين في شمال دارفور وأماكن أخرى في أنحاء دارفور".

وأضافت أنها تدرس أيضا "مزاعم الجرائم الجنسية والجنسانية ، بما في ذلك الاغتصاب الجماعي والتقارير المزعومة عن العنف ضد الأطفال والتأثير عليهم".

واشتد القتال في أم درمان بعد إعلان أحد كبار قادة الجيش الأسبوع الماضي أنه يريد قوات "لتطهير" المدينة من مقاتلي قوات الدعم السريع، ومنذ الإعلان ، انتشر الجيش منذ الصباح وحتى المساء في مختلف أحياء أم درمان لأول مرة منذ بدء الحرب. وسمع دوي إطلاق نار كثيف بشكل يومي ، وسقط قتلى وجرحى مدنيون برصاص طائش.