”فسحة الغلابة”.. خطة تطوير حديقة الحيوان بالجيزة بعد أول يوم من إغلاقها
مارينا فيكتور مصر 2030شهد اليوم الأحد، أول أيام إغلاق حديقة الحيوان بالجيزة، وفقًا لتصريحات أحمد إبراهيم المستشار الإعلامي لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، بدء خطة تطوير حديقة الحيوان اليوم، وتشمل عملية التطوير أيضا حديقة الأورمان.
وتمثل حديقة الحيوان جزءا من تراث مصر الحديث بعمر تتجاوز 130 عاماً، وتحتوي على أشجار هي الأندر بالعالم، بجانب مبان تراثية، ومنشآت أثرية فريدة، مثل الكوبري المعلق الذي شيد بين عامي 1875 و1879 بواسطة المهندس الفرنسي الشهير «إيفل» صاحب البرج الشهير في باريس، ومتحف الحيوان الذي بني في عام 1906.
ولم ينته الأمر عند ذلك بل امتد أيضا إلى مصير الأقفاص والحواجز الحديدية باعتبارها من الآثار وبعضها صمم بطراز فريد.
ويخشى الكثيرون أن تتضاعف تكلفة دخولها بعد التطوير التي لم تتجاوز الآن الخمس جنيهات، ويصبح متنزه الفقراء حكرا على الأغنياء، وهو الأمر الذي لم تحسمه الحكومة بالرغم من كثرة التصريحات حول ملف تطوير حديقة الحيوان بالجيزة، ولم يتطرق أحد إلى سعر التذكرة ما بعد التطوير.
الهدف من التطوير
تستهدف خطة تطوير الحديقة، رفع كفاءة جميع الخدمات المقدمة فيها، من أجل الاستفادة من مقوماتها، واستعادة طابعها التراثي، وتستهدف الخطة أيضا إعادة إحياء الحديقة كمنطقة مفتوحة ومساحات خضراء كمتنفس للمواطنين.
وتأتي خطة التطوير في إطار جعل حديقة الحيوان على غرار الحدائق العالمية المفتوحة بلا حواجز، مع تطبيق أعلى معايير الأمان العالمية، وجاء ذلك بالتنسيق والتعاون مع الاتحاد الدولي لحدائق الحيوان وتحت إشراف الاتحاد الإفريقي لحدائق الحيوان.
تطوير حديقة الحيوان
وكشف المستشار الإعلامي للوزارة، أنه بسبب كبر حجم أعمال الترميم والتطوير التي ستتم في البنية الأساسية المتهالكة، والذي يتطلب حفر الطرق الداخلية، مما ينتج عنه صعوبة استقبال الزائرين حرصًا على سلامتهم طوال فترة التطوير، مما يضطرنا إلى بذل الجهد المضاعف من أجل تقليل مدة التطوير، تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية لسرعة فتح الحديقة للزائرين.
ونوه المستشار الإعلامي لوزارة الزراعة، عن البدء أيضا في تطوير حديقة الأورمان بجانب تطوير حديقة الحيوان، وذلك في إطار جهود الدولة للاستفادة من أصولها وتحقيقالأهداف المرجوة.
كشفت مصادر حكومية في وقت سابق عن تفاصيل مخطط تطوير حديقة الحيوان بالجيزة والتي بدأت أعمال التطوير بها في الأول من مارس، لتحويل حديقة الحيوان إلى حديقة عالمية تضاهي حدائق الحيوان الدولية، والاستفادة بالتصاميم الخاصة بحديقة حيوان لندن وحديقة الحيوان الألمانية في برلين مع تحديث هذه التصاميم بما يتناسب مع البيئة المصرية حتي تستئنف عضويتها بالاتحاد الدولي لحدائق الحيوان.
فترة الإغلاق
فترة الإغلاق تمتد لمدة عام على أن يتحول مشروع تطوير حديقة الحيوان بالجيزة لأكبر منطقة جذب سياحي.
إقامة أماكن إيواء حضارية
من بين ضوابط تطوير حديقة الحيوان بالجيزة الحفاظ على الهوية التاريخية والمباني الأثرية والمباني ذات الطراز المعماري الخاص مثل بيت الأسد والدببة والفيل الحفاظ عليها من ناحية الشكل، مع إقامة أماكن إيواء حضارية تتوافق مع المعايير الدولية للاتحاد الدولي لحدائق الحيوان تناسب حركة هذه الحيوانات بدلا من حياة الأسر داخل المبايت المغلقة على مدار عقود.
مستشفى بيطري
تحديث أنظمة الرعاية الصحية والبيطرية وتطبيق معايير الرفق بالحيوان، وتزويد الحديقة بمستشفى بيطري عالي المستوى بكوادر بيطرية دولية مع الاستعانة بخبراء دوليين لتأهيل الفنيين والبيطريين لتنفيذ مختلف الأعمال التي سيجري تنفيذها خلال فترة التطوير.
دورات مياة ذكية
كما تشمل أعمال تطوير حديقة الحيوان بالجيزة تجديد شبكات مياه البحيرات وفقا لأحدث النظم العالمية، وتجديد شبكات الكهرباء والصرف، وكذلك تزويد الحديقة بأحدث منظومة من دورات المياه الذكية لترشيد استهلاك المياه، وإقامة شلالات مائية تناسب حركة الحيوانات وأنواعها.
نفق وتلفريك
وتشمل أعمال التطوير ربط حديقة الحيوان بالجيزة بحديقة الأورمان من خلال «نفق» أسفل شارع تمثال نهضة مصر، وإقامة «تلفريك» بإرتفاع يتجاوز 12 مترا للربط الترفيهي لحركة نقل زوار حديقة الحيوان إلى الأورمان أو العكس، على أن يكون الرابط الرئيسي هو النفق الأرضي بين الحديقتين.
مصير الأشجار
أكدت مصادر حكومية في وقت سابق على أنه لا مساس بالأشجار التابعة لحديقة الحيوان والتي تتجاوز الآلاف من الأشجار منها 50 شجرة نادرة وتاريخية لا توجد إلا في حديقة الحيوان، وتم عمل مسح جوي لها من الجهات المعنية لمطابقتها مع أعمال التطوير وعدم إقامة أية منشات مستحدثة داخل الحديقة أو تغيير للبيئة الحيوانية في الحديقة فيما عدا استغلال مساحة لا تزيد على 9. % يتم استخدامها كخدمات لزوار الحديقة مثل دورات المياه وبعض المطاعم العالمية الشهيرة.
عقود من الإهمال
وكان الدافع لتطوير حديقة الحيوان، بحسب وزارة الزراعة، هو تعرضها للإهمال على مدار عقود، إذ لم تشهد تطويراً يذكر، ما أدى إلى خروجها من التصنيف العالمي لحدائق الحيوان منذ عام 2004، ونفوق العديد من الحيوانات.