المئات يغادرون إفريقيا الوسطى.. مصير مجهول لمجموعة ”فاجنر”
مارينا فيكتور مصر 2030غادر المئات من قوات فاجنر من إفريقيا الوسطى في تحرك يرفع منسوب الغموض حول مستقبل المجموعة عقب تمردها الفاشل في روسيا.
ويرى بعض الخبراء، أن الخطوة قد تكون بداية لإعادة تنظيم الوجود الروسي بالبلد الإفريقي في أعقاب الأزمة الأخيرة بين فاغنر وموسكو.
فيما يعتقد آخرون أن هؤلاء المغادرين رفضوا توقيع عقود مع وزارة الدفاع الروسية ما يسقط عنهم أي صفة للبقاء.
وما بين الطرحين، يتواصل نزيف عناصر من المجموعة ممن اتجهوا نحو ليبيا ومنها إلى بيلاروسيا، وسط تعتيم إعلامي حول الخطوة ودوافعها وغموض يلف مستقبل المجموعة في توقيت بالغ الحساسية.
بحسب موقع "أوبانجي" الإخباري في أفريقيا الوسطى، فإن أولى عمليات المغادرة حدثت يوم الإثنين الماضي، واستمرت منذ ذلك الحين.
ونقل الموقع عن مصادر محلية قولها إن مقاتلين من فاجنر غادروا بالفعل من عدة مناطق في الشريط الشمالي للبلاد، ولا سيما من موين سيدو، وهي بلدة حدودية مع تشاد.
وبحسب مصادر أمنية غربية، غادر 500 رجل من فاجنر إلى ليبيا قبل أن يصلوا إلى بيلاروسيا، ويقدر المصدر نفسه إن 14 معسكرا من أصل 47 لمجموعة فاyنر معنية بهذا الفراغ وإن كان جزئيا، بينما سيظل هناك حوالي ألف من القوات شبه العسكرية في البلاد.
وسبب هذا الرحيل غير مؤكد حتى الآن: فهل رفض هؤلاء المقاتلون توقيع عقد مع وزارة الدفاع الروسية؟ أم أن الأمر يأتي في إطار تناوب كبير مخطط له قبل الأزمة مع الكرملين؟
لكن المؤكد أنه في كل الأحوال لابد من استبدال المغادرين بآخرين، في خطوة تبدو ضرورية بعد أن أكدت موسكو أن الشراكات الحالية ستستمر، حيث ستواصل مجموعة فاغنر العمل في مالي وأفريقيا الوسطى، وهو ما سبق أن أكده وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف.
ففي 26 يونيو الماضي، قال لافروف في مقابلة مع قناة "آر تي إن" إن عناصر فاجنر الذين يعملون في مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى "كمدربين" سيستمرون بالطبع".
وفي محاولة للسيطرة الكاملة على نفوذ المجموعة التي قامت بمحاولة تمرد استمرت لـ24 ساعة، ما زالت الأجهزة الأمنية في روسيا تطارد بقايا مجموعة "فاجنر" وبالأخص ممتلكات قائدها يفجيني بريجوجين.
قام جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، خلال الساعات الماضية، بتنفيذ عملية مداهمة موسعة على العديد من الشركات والمكاتب والمنازل التابعة ليفجيني بريجوجين في مدينة سان بطرسبرج.
وأثناء تفتيشه لمكتبه ومنزله، عثر على شعر مستعار وأسلحة ومبالغ كبيرة من المال وجوازات سفر تحمل العديد من الأسماء المستعارة لبرويغوجين بالعديد من الدول.
تنكر ولعب أدوار خفية
وتم الربط بين الصور التي عثرت عليها القوات الروسية والأمنية الخاصة التي اقتحمت قصر مؤسس فاجنر، وبين خطوات لاحقة قد يتم على إثرها مطاردة يفجيني لأسباب أمنية نتيجة إثبات أدلة تؤكد ضلوعه في عمليات إبادة أو قتل جماعي لمدنيين وأبرياء في مناطق نزاعات كانت تتواجد بها مجموعاته المسلحة التي تنتشر في دول آسيوية وإفريقية.
فإن جميع تلك الأدلة التي عثر عليها بالأخص ما يتعلق بعملية التخفي وقيام بأدوار متخفية في العديد من البلدان يثبت عدة نقاط:
• مدى الدعم المخابراتي الكامل الذي كان يتلقاه يفجيني من الكرملين.
• أهميته بالنسبة للعمليات الخاصة الروسية والتي تتعلق بأهداف شخصية لبوتين.
• "فاجنر" هي "كارت" روسيا الأساسي في منطقة إفريقيا.
• المداهمة تكشف أيضًا مدى قوة شبكة العلاقات الخارجية التي صنعها يفغيني.
وتشير الدلائل إلى أن الملياردير بريجوجين استخدم التنكر في إفريقيا وآسيا لا سيما سوريا، التي لا يخفها على أحد دور تلك المجموعة هناك، وتظهر صور سيلفي متعددة التقطها بريغوين متنكرًا كموظفين عسكريين في السودان وليبيا وسوريا شملت:
• قائد قوات العمليات الخاصة في السودان.
• قائد العام للقوات البرية للكونغو.
• ملازم أول في بوركينا فاسو.
• ممثل قنصلية موزمبيق ورئيس شرطة ليبيا.
تلك الوثائق والتي نشرتها وسائل الإعلام الروسية بالفعل أثناء المداهمة تثبت أن فاجنر لديها تأثير كبير في إفريقيا، وممكن أن يكون ذلك بداية لمقاضاة تلك المجموعات فعليًا وبالأدلة.