دورًا مأسويًا.. هكذا تؤثر حرائق الغابات على حياتنا
مارينا فيكتور مصر 2030تلعب حرائق الغابات دورا مأساويا في حياة بعض البشر؛ إذ تطول هذه الحرائق السكان الذين يعيشون بالقرب من الغابات، ما يتسبب لهم في خسائر كبيرة.
في ديسمبر من العام 2019، أعلنت الحكومة الأسترالية، وصول درجات الحرارة إلى أعلى ارتفاع لها بمعدل غير مسبوق، وزاد الجفاف في الأرجاء.
اشتعلت سلسلة من الحرائق الغاضبة في أستراليا، والتي أسفرت عن نفوق ما يقرب من نصف مليار حيوان، منها حيوانات الكنغر والكوالا المُميزة لأستراليا.
وكانت هذه مثالا على واحدة من أبشع حرائق الغابات، وعند النظر في الأسباب الكامنة وراءها، نجد التغير المناخي كالجندي الخفي وأسبابا أخرى طبيعية، لكن حرائق الآثار لا تؤثر فقط على حياة النباتات والحيوانات، بل يمتد الأثر إلى الإنسان.
يعيش بعض الناس في الغابات أو بالقرب منها، وبالطبع تطولهم بعض من خسائر الغابات عند الحرائق، لكن قد يطول دخان الحرائق السكان الذين يعيشون في المناطق البعيدة عن الغابات، ومن أبرز الخسائر التي يتعرض لها البشر:
الصحة
وفقًا لـ«جمعية الرئة الأمريكية» (American Lung Association)، تتأثر رئة الأطفال وكبار السن والمصابين بالربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن والتهاب الشعب الهوائية والسكري وأمراض القلب المزمنة. وقد يتمدد الأمر إلى خطر الوفاة المبكرة.
ووجدت دراسة منشورة في دورية «ساينس أوف ذا توتال إنفيرونمنت» (Science of the Environment) في 1 يونيو 2023، أنّ جسيمات دخان حرائق الغابات تتسبب في وفاة ما بين 4 إلى 9 آلاف مواطن أمريكي، وهي جسيمات دقيقة جدًا، تتكون من مركبات عضوية ومعادن حجمها أقل من 2.5 ميكرون (وهو يعادل جزء من مليون من المتر)، يستنشق الإنسان هذه الجسيمات الدقيقة التي تدخل إلى رئتيه ومجرى الدم بسرعة، مسببة المشكلات الصحية التي تحدثنا عنها.
خارج التغطية
تمر أسلاك الاتصالات عبر الغابات، ما قد يتسبب في إحداث الضرر لأنظمة الاتصالات السلكية، وكذلك المحمولة، وهذا يجعل من الصعب التواصل بين السكان القريبين من موضع الحريق والأصدقاء أو حتى لطلب النجدة.
وقف حركة النقل
في بعض الأحيان، تُستخدم الغابات كطريق للمرور منه إلى أماكن أخرى، وتتسبب الحرائق في إعاقة حركات النقل، ما يأتي بتأثير سلبي على الأعمال وحركة التجارة عمومًا.
فيضانات وأشياء أخرى
يتسبب فقدان الغطاء النباتي نتيجة حرائق الغابات في فقدان الغطاء النباتي، ما يؤثر بدوره على خصائص التربة، من ضمنها تدفق المزيد من المياه فوق سطح الأرض في أثناء العواصف، وبالتالي تحدث الفيضانات وتنتقل الرواسب والمواد الملوثة إلى المياه السطحية الجارية؛ حتى تصل إلى المياه التي يستخدمها الإنسان.
خسائر مادية كثيرة
تتسبب حرائق الغابات في خسائر تتراوح ما بين 36 إلى 82 مليار دولار سنويًا في الولايات المتحدة الأمريكية.
تحصل حرائق الغابات في العادة نتيجة مواسم الجفاف أو وجود ينابيع دافئة في المنطقة مع الحرارة العالية، تندلع الحرائق، لكن مع ارتفاع درجات الحرارة؛ نتيجة الاحتباس الحراري في السنوات الماضية، زاد طول موسم حرائق الغابات، تزامنًا مع زيادة طول موسم الجفاف.
أسباب أخرى
عادةً ما يُشار إلى التغير المناخي على أنه المجرم الأول المتسبب في حرائق الغابات، على الرغم من كونه مجرد سبب ضمن أسباب أخرى أقوى منه؛ لأنّ حرائق الغابات تحصل بصورة طبيعية، نتيجة البراكين أو سقوط النيازك أو مواسم الجفاف التي تحدث بشكل طبيعي.
وفي بعض الأحيان، يتعمد الإنسان حرق الغابات، وهذا سبب آخر قد يتسبب في نيران مشتعلة تقتل حيوانات ويُفقدها موائلها.
وأخيرًا، تتسبب حرائق الغابات في خسائر كثيرة، قد لا يكون للإنسان دخل فيها، يمكن أن تكون مثل ثوران البراكين، لا يستطيع أحد الوقوف أمامها، ما جعلها معضلة، تحتاج إلى إيجاد حلول لتقليل الخسائر قدر الإمكان.