في أول أيام العيد.. معاناة السودانيون في زيادة والأضاحي ناقصة
مارينا فيكتور مصر 2030لم يهنأ سكان الخرطوم بأول عيد أيام الأضحى، إثر تواصل الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني و"الدعم السريع"، رغم إعلان الهدنة.
وتجددت الاشتباكات العنيفة جنوبي العاصمة الخرطوم بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، كما وجه الطيران الحربي ضربات عسكرية مع سماع أصوات المضادات الأرضية، ما أدى إلى تعقيد الأوضاع الإنسانية على الأرض.
وطبقا للشهود فإن الطيران الحربي حلق أيضا بكثافة بمدينة بحري شمالي العاصمة الخرطوم، ما أدى إلى تصاعد ألسنة اللهب والدخان.
وفي مدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم، سُمع دوي المدافع جراء الاشتباكات بين القوتين المتحاربتين.
ومساء الثلاثاء، أعلن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، عن وقف إطلاق النار من جانب واحد في أول أيام عيد الأضحى المبارك.
ومساء الإثنين، أعلن قائد "الدعم السريع"، محمد حمدان دقلو "حميدتي" عن، "هدنة من جانب واحد بمناسبة عيد الأضحى" لمدة يومين ابتداء من الثلاثاء.
القصف العشوائي
ومع استمرار الاشتباكات والقصف العشوائي، وقبل يومين من عيد الأضحى قتل نحو 12 من أسرة واحدة بحي "الحاج يوسف" بمدينة بحري جراء القصف العشوائي للطيران الحربي.
وأفاد أحد السكان تحدث لـ"العين الإخبارية"، أن "الطيران الحربي استهدف تجمعات لقوات "الدعم السريع" لكن القذائف الطائشة أصابت منزلين متجاورين ما أدى إلى مقتل 12 من أسرة واحدة".
وأضاف: "القصف العشوائي قتل الأبرياء داخل منازلهم، ولا بد من إيقاف الحرب فورا".
وفي أحياء جنوب العاصمة الخرطوم، تسبب القصف العشوائي للطيران الحربي أيضا في انهيار منازل جزئيا وكليا.
وأفاد شهود عيان أن الطيران الحربي قصف أحياء مايو والأزهري، جنوبي العاصمة الخرطوم، ما أدى إلى إصابة مواطنين وانهيار منازل.
عيد بلا أضاحي
وفي أول أيام العيد، عانى معظم سكان العاصمة الخرطوم، من انعدام الأموال، الأمر الذي حرمهم من شراء الأضاحي.
وتعقدت الأوضاع المالية مع عدم صرف الرواتب الشهرية منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل الماضي، وأصبح السودانيون غير قادرين على شراء الاحتياجات الضرورية.
معاناة مضاعفة
ما زالت معظم المستشفيات داخل العاصمة الخرطوم، تعاني التردي ونقص الخدمات الضرورية خاصة الكهرباء والمياه، إذ أن الوضع في المستشفيات كارثي بكل ما تحمل الكلمة من معنى جراء نقص الطواقم الطبية والأدوية.
دعوات للحوار
وفي ظل استمرار المعارك الحربية وفشل الهدن الإنسانية، طالبت نقابة أطباء السودان (غير حكومية) بنبذ العنف والتطرف.
وحثت النقابة المكونات والكيانات المدنية والخدمية والنقابية والأهلية والطوعية في العاصمة والأقاليم، في الحضر والبادية، داخل أرض السودان الفتية وخارجها، وفي العالم الافتراضي؛ على بث روح السلم الاجتماعي والسواء الإنساني ونبذ العنف والتطرف والشتات وخطابات الكراهية والعنصرية والاصطفاف الجهوي وكل ما شأنه أن يزيد النار فوق هشاشة هشيم أرضنا.
من جهتها أعلنت قوى الحرية والتغيير (الائتلاف الحاكم السابق) بالسودان، استمرار دورها المتواصل دون انقطاع ومنذ اليوم الأول لهذه الحرب للوصول لإيقاف إطلاق النار تمهيدا لوقفها.
ودعا الطرفين إلى الإفراج فوراً عن الأسرى والمعتقلين، وتغليب مصلحة الوطن بالوقف الفوري للحرب وكافة الانتهاكات المصاحبة لها.
ويتبادل الجيش السوداني قوات "الدعم السريع" اتهامات ببدء القتال أولا ثم ارتكاب خروقات خلال سلسلة هدنات سابقة لم تفلح في وضع نهاية للاشتباكات المستمرة منذ 15 أبريل الماضي، والتي خلّفت قتلى وجرحى بين المدنيين، إضافة إلى موجة جديدة من النزوح واللجوء في إحدى أفقر دول العالم.