«محاكمة أم أزمة مفتعلة».. خبراء يكشفون لـ«مصر 2030» سيناريوهات الأزمة الروسية
عبده حسن مصر 2030سيناريوهات عديدة تنتظر روسيا في ظل اندلاع الأزمة بين قائد قوات فاجنر يفغيني بريغوجين، والجيش الروسي وبخاصة عقب وعود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإنهاء التمرد العسكري، ووصفه بالخيانة العظمى.
وأفادت مصادر إعلامية، أن قوات فاجنر الروسية سيطرت على منطقة تابعة للعاصمة الروسية موسكو، دون تأكيد، وبحسب وكالة رويترز، أعلن قائد مجموعة فاجنر العسكرية الروسية الخاصة، يفجيني بريجوزين، أن قواته سيطرت على جميع المنشآت العسكرية في مدينة روستوف أون دون الجنوبية، موضحًا أن قواته على مشارف موسكو للقيام بانقلاب والإطاحة بوزير الدفاع سيرجي شويجو.
محاكمة في الانتظار
قال محمد هويدي المحلل السياسي السوري، إن التمرد العسكري الذي يقوده يفغيني بريغوجين قائد قوات فاجنر في روسيا مستغرب ومستهجن في هذا التوقيت في ظل تقدم القوات الروسية في الأراضي الأوكرانية واقتراب حسم المعركة.
وأضاف "هويدي" في تصريحات خاصة لـ"مصر 2030"، أن خلفية هذا التمرد بحسب قائد فاجنر بأن هناك أخطاء وأيضاً باستهداف قواته من الخلف وهذه المزاعم حتى الآن لم يتم التأكد منها ولكن اليوم وحسب ما وصف بوتين هي خيانة وطعنة في الظهر، لذلك السيناريو المتوقع هو اعتقال قائد فاجنر ومحاكمته بتهمة الخيانة العظمى.
وأوضح السياسي السوري، أن إنهاء التمرد سيكون مسألة وقت لا أكثر ولن تذهب لأبعد من ذلك، لأن هناك قوات في فاجنر تنسق مع القوات الروسية للانقسام عن فاجنر والالتحاق بالجيش الروسي وهذه مسألة وقت وسيتم احتواء الموضوع ومحاكمته.
وتابع "هويدي": "وبالطبع يتم استغلال الأمر من الغرب والاعلام الغربي لكن المسألة لا يمكنها أن تذهب لأبعد من ذلك أو تصعيدها أو حرب داخليه فهذا أمر مستبعد.. لذلك السيناريو لن يكون إلا باعتقال قائد فاجنر وتقديمه للمحاكمة العادلة".
التغطية على المستنقع الأوكراني
قال إبراهيم كابان الباحث السياسي الكردي ومدير شبكة الجيوستراتيجي للدراسات، إنه من الواضح أن هناك أمر أكبر من فاجنر، وذلك بعد الأنباء المتداولة بشأن وجود انقلاب داخل روسيا.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«مصر 2030»، أن هناك خلاف داخل المؤسسة العسكرية الروسية وبخاصة بين الجنرلات الروس، حيث أن فاجنر هي إحدى الأدوات الرئيسية وزارة الدفاع الروسية.
وتابع المحلل السياسي: "وبالتالي ما يحدث هو صراع داخل المؤسسة العسكرية الروسية وهذا الصراع إلى أي درجه يمكن التكهن حول أن ينتج انقلاب عسكري داخل روسيا أو تغيير سلطة بوتين، فهذه أمور تحتاج لبحث عميق وطبيعة الجنرالات داخل المؤسسة العسكرية الروسية وطبيعية ولائهم لبوتين وولاء فاجنر لوزارة الدفاع".
وواصل: "وقد يكون أيضاً العملية للتغطية على الفشل الروسي في أوكرانيا فمن الممكن جدًا بوتين يريد الانسحاب من أوكرانيا أو على الاقل وقف الحرب في أوكرانيا بسبب أن هناك تهديد داخلي فتتوقف روسيا عن الحرب، فيمكن بهذا السيناريو يكون مفبرك من النظام الروسي من أجل التغطية لوقف الحرب، لأن أوكرانيا أصبحت مستنقع أمام الجيش الروسي لتدمير المقدرات الاقتصادية الروسية، الرئيس الروسي يدرك هذا ووزارة الدفاع الروسية أصحبت على دراية أن أوكرانيا أصبحت مستنقع كما كان أفغانستان مستنقع أمريكي واستطاع الأمريكيان بذكاء الخروج، فالروس يبدوا أنهم يتجهون نحو هذا الاتجاه.
وشدد "كابان"، على أن الخلاف متوقع بغض النظر عن سيناريو فاجنر، محتمل هذا الخلاف داخل المؤسسة العسكرية الروسية وخاصةً استمرار الحرب بهذا الشكل وتراجع روسيا في أوكرانيا وفشلها بمعنى أدق في المستنقع الاوكراني مع استمرار التأثر بالعقوبات الغربية، كل هذه الأمور تؤثر في الداخل الروسي، وبالتالي روسيا متجهة بالفعل نحو ظروف اقتصادية صعبة جدا فيؤجل هذا الحرب في أوكرانيا أو هو صراع داخل المؤسسة العسكرية".