سياسي سعودي لـ«مصر 2030»: جهود مصر والمملكة ستنجح في وقف حرب السودان
عبده حسن مصر 2030قال عمر عبدالوهاب محمد العيسى الكاتب والناقد والمحلل السياسي الدولي، إن المجتمع الدولي يترقب ودول المنطقة مآلات الاتصالات العربية والدولية لوقف حرب السودان مع تأكيد السعودية وفرنسا على أهمية وقف التصعيد العسكري بين الأطراف المتنازعة، وإنهاء العنف وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين السودانيين والمقيمين، بما يضمن أمن واستقرار السودان.
وأضاف "العيسى" في تصريحات خاصة لـ"مصر 2030"، أنه جاءت تلك التأكيدات في اتصال هاتفي تلقاه الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي من كاثرين كولونا وزيرة الخارجية الفرنسية، ناقش خلاله الجانبان مجريات الأحداث فيما كثَّفت السعودية، جهودَها الدبلوماسية لوقف التصعيد في السودان، إلى جانب مساعداتها لإجلاء آلاف الرعايا من أكثر من مائة دولة عبر ميناء بورتسودان.
وتابع: "وأجرى وزير الخارجية السعودي اتصالات هاتفية مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، بحث خلالها الجهود المبذولة لوقف التصعيد العسكري بين الأطراف السودانية وإنهاء العنف وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين حسب ما ذكرته صحيفة الشرق الأوسط، كما نشرت عدة مواقع عن تصدر مبادرة أميركية سعودية سباق مبادرات أخرى لمحاولة إنهاء الحرب التي اندلعت بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في 15 إبريل/ نيسان الماضي في العاصمة الخرطوم ومدن سودانية أخرى".
وواصل: "وطبقاً لمعلومات من مصادر مطلعة على تفاصيل تلك التحركات، فإن مبادرة واشنطن والرياض وجدت تجاوباً من طرفي القتال، بعد قبولهما المستمر بتجديد الهدنة بينهما ثلاث مرات بمعدل 3 أيام في كل مرة، وهو ما يعد مؤشراً إيجابياً على الرغم من الالتزام النسبي بها من كلا الطرفين. وسارعت جهات إقليمية ودولية إلى محاولة التوسط لوقف الاشتباكات، مثل مصر والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية المعروفة اختصاراً بـ"إيغاد" والآلية الثلاثية المكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي و"إيغاد" وشكلت "إيغاد" منفردة فريقاً من رؤساء جنوب السودان وكينيا وجيبوتي لإدارة الأزمة، فيما برزت بصورة أكثر قوة مبادرة الولايات المتحدة والسعودية من خلال اتصالات مباشرة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع كل من البرهان وحميدتي، أعقبتها اتصالات مماثلة أجراها معهما وزير الخارجية السعودية".
وبحسب موقع CNN فقد أعلن بيان سعودي أمريكي السبت التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين طرفي القتال في السودان، مدته 72 ساعة، بدأ صباح الأحد. وحذر البيان من أنه في حال عدم التزام الطرفين بالاتفاق "سيضطر المسهلان إلى النظر في تأجيل محادثات جدة".
وقٌتل أكثر من 3000 شخص في السودان منذ اندلاع الاشتباكات العنيفة بين قوات "الدعم السريع" شبه العسكرية والقوات المسلحة السودانية في 15 أبريل/ نيسان، حسبما قال وزير الصحة السوداني، هيثم إبراهيم، في تصريحات لقناة الحدث السعودية وأضاف إبراهيم أن أكثر من ستة آلاف قد أصيبوا منذ اندلاع المواجهات. وأشار موقع سوداني إلى ترحيب الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل الاثنين، بتأكيد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي استعداده للمساهمة في وقف الحرب التي يشهدها السودان.
وكان الرئيس السيسي، قال لنائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار الأحد، أن بلاده تبذل أقصى جهدها لتحقيق التهدئة وحقن الدماء ودفع مسار الحل السلمي في السودان، على دعم بلاده الكامل للسودان وتماسكه ووحدة وسلامة أراضيه.
وقال مستشار رئيس الحزب حاتم السر في تصريح صحفي الاثنين”الاتحادي الأصل يرحب بتأكيد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي علي مواقف مصر واستعدادها لبذل أقصى الجهود من أجل وقف الحرب في السودان وحقن دماء السودانيين ودفع مسار الحل السلمي للأزمة”.
وأعرب السر عن تقديره لدور القاهرة في دعم استقرار وأمن السودان، وسعيها للحفاظ على حقوق شعبه، ودورها في رعاية الحوارات السودانية/السودانية وإصرارها على لم شملهم.
وشدد المرشح الرئاسي السابق في السودان، على أهمية دور مصر المحوري في تحقيق الحل السوداني وعبور الأزمة الحالية.
وأشاد بالنتائج الايجابية التي حققتها زيارة نائب رئيس مجلس السيادة السوداني مالك عقار لمصر مجدداً دعوة الحزب الاتحادي إلى ضرورة تفعيل اللجنة العربية التي تضم وزراء خارجية مصر والسعودية والأمين العام للجامعة العربية، لافتا الى ان أي مساعي اقليمية أو دولية لحل الأزمة السودانية لا تشرك أو على الأقل تنسق مع هذه الآلية، فإن فرص نجاحها ستكون ضئيلة.
وقال السر ان الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل يجدد دعوته إلى ضرورة الإسراع في توحيد الجبهة المدنية السودانية، من أجل تجنيب السودان الانزلاق في أتون الحرب الأهلية. من جهة أخرى شارك وزير الخارجية المصري سامح شكري في المؤتمر رفيع المستوى لدعم الاستجابة الإنسانية في السودان والمنطقة وقال في كلمته إن مشاركة مصر في تنظيم هذا الحدث تأتي في إطار حرصها على تقديم يد العون للشعب السوداني وتعزيز قدرته على الصمود في مواجهة تداعيات الصراع الدائر في السودان.
وحذر شكري من كارثة إنسانية سيدفع ثمنها الشعب السوداني ودول الجوار جراء تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية والإنسانية، والتي دفعت بأكثر من مليون ونصف سوداني إلى النزوح داخلياً وفرار 350 ألف شخص إلى دول الجوار بحثاً عن ملاذ آمن، مما مثل ضغطا إضافيا عليها يتجاوز قدرتها على التحمل والاستيعاب.
وأشار إلى حرص مصر كدولة جوار مباشر للسودان منذ اللحظة الأولى للصراع على فتح أبوابها أمام الفارين من ويلاته، حيث وفرت السلطات المصرية الإمكانات كافة، وبذلت جهوداً مضنية لتسهيل عبورهم وتوفير المساعدات الإنسانية لهم وتلبية احتياجاتهم الغذائية والصحية والنفسية وذكر أن مصر استقبلت ما يربو على ربع مليون سوداني، وهو ما يعادل 60% من إجمالي الفارين من أعمال العنف، بالإضافة إلى 5 ملايين سوداني تستضيفهم مصر منذ عقود طويلة.
وأكد السياسي السعودي، أنه بعد سرد تلك الجهود السابقة لحلحلة الحرب الدائرة في السودان فإننا نرجح نجاح الجهود السعودية المصرية الأخيرة لوقف الحرب وإحلال السلام والأمن والاستقرار في السودان لعدة عوامل منها أن جميع الأطراف عربية والوسطاء هم أكبر وأقوى دولتين عربيتين في المنطقة وإحداها تقع مجاورة للبلد المكتوي بنيران الحرب علاوة على طيب النوايا والأهداف الحسنة التي يحملها كلاً من السعودية ومصر نحو السودان والشعب السوداني الشقيق وحتى أطراف النزاع فيه تترجمه المواقف المشرفة والحاضرة للرياض والقاهرة نحو الخرطوم وكافة الدول المسلمة والمسالمة على مر الأزمات وفي مختلف الأزمنة ما سيعزز فرص نجاحهم في نزع فتيل الحرب الدائرة في السودان.